مراجعة Game of Thrones 8.. انقلاب محتمل بين الثلج والنار الاقتباسات وأشياء أخرى
الإثنين، 15 أبريل 2019 02:20 م
لحظات مثيرة ظل متابعو وعشاق المسلسل الملحمى Game of Thrones ينتظرونها لسنوات، قضاها بعضهم فى تتبع النهايات المتوقعة للأحداث والبعض الآخر فى قراءة أجزاء الرواية الأصلية للكاتب الأمريكي الشهير جورج أر. أر. مارتن، وها هى جاءت أخيراً اللحظة الفارقة، بعرض شبكة "HBO" الأمريكية للحلقة الإفتتاحية المنتظرة لثامن مواسم مسلسل الدراما والفانتازيا صراع العروش GOT، الذى عاد بكل قوة ليطل على جمهوره بحلقة أولى فريدة من نوعها وأحداث دسمة ومثيرة للغاية، وضعتها على رأس قائمة الأفضل فى تاريخ افتتاحيات مواسم السلسلة، الأمر لم يقتصر فى تلك الحلقة الإفتتاحية فقط على قيادة جون سنو "كيت هارينجتون" تنينًا، ولكن توصله لمعرفة هويته الحقيقية أيضًا، وذلك بعدما تمكن كلا سامويل تارلى "جون برادلي" وبران "إسحاق هيمبستيد رايت" من كشف الحقيقة الغائبة بكون جون ليس الإبن الغير شرعى لنيد ستارك "شون بين"، لكنه فى الحقيقة الوريث الحقيقى للعرش الحديدى.
لحظة كشف الحقيقة جاءت بعد مرور ما يقرب من ساعة كاملة فى رؤية جميع الطرق التى لم يكن تحالف جون ودينيريس تارجيريان "إميليا كلارك" يسير خلالها كما كانا يأملان، حيث لم يثق الشماليون بهذه الملكة الجديدة فحسب، بل كان العديد منهم يثورون ببطء ضد جون بسبب انحنائه للملكة وتخليه عن تاج ملك الشمال الذى وضعوه على رأسه فى الآونة الأخيرة، وعلى الرغم من عدم صدمته برؤية سانسا "صوفى تيرنر" بين هؤلاء المستائون من قراره، لكن المفاجأة تمثلت فى وقوف آريا ستارك "مايسى ويليامز" إى جانب شقيقتها فى هذا الأمر، معللة ذلك بأنهما يدافعان فقط عن العائلة.
اقتباس: جون سنو"أنا عائلتها أيضا"، وأريا ستارك ترد "لا تنس ذلك"
بقى ولاء جون لدينريس ثابتًا طوال الحلقة على الرغم من التوتر المتصاعد فى وينترفيل، إما لأنه يعتقد حقًا أنها الطريقة الوحيدة لإنقاذ شعبه أو ربما مثلما اتهمته سانسا بأنه واقع فى حب الملكة، لكن الأمر يحتمل أن يكون مزيجًا من الاثنين فى النهاية، ولكن عندما واجهه سام أخيرًا فى نهاية الحلقة بحقيقة كونه أيجون تارجيريان، نجل كلا ليانا ستارك، وريجار تارجيريان، بدأنا فى رؤية الشقوق تتشكل فى ملامح وجه جون، ومع اقتراح سام بأنه يحتل مكانه الشرعى كملك، احتج جون بضعف، "هذه خيانة".
اقتباس: سام "لقد تخليت عن التاج لإنقاذ شعبك..الآن تعلم الحقيقة هل ستفعل الشيء نفسه؟"
بينما لم يرد جون، أو على الأقل لم يرد رده النهائى فى هذه الحلقة، نحن جميعًا نعرف إجابة هذا السؤال، فلطالما كانت كبرياء دينيريس التى لا تنتهى، وردود فعلها العنيفة فى كثير من الأحيان على أولئك الذين يعارضونها ويقفون فى طريق وصولها للعرش، كما هو الحال مع والد سام وشقيقه، لذلك لا نستبعد تماما أن تطلق جماح جيناتها العائلية، وأن تصبح يومًا ما ملكةً مجنونة مثل جدها، وحتى لو أنها لم تكن تظهر غضبها العارم حقًا فى الماضى، فقد أثبتت خلال الحلقة أنها ستتصرف بشكل مغاير فى المستقبل، هذه الحلقة تضمنت تهديدًا غامضًا ضد سانسا ستارك، إذا لم تبدأ فى إظهار مزيد من الاحترام لها، ويحتاج المرء فقط إلى النظر فى وصول دينيريس إلى وينترفيل لرؤية دليل على ذلك، بعد أن أوضحت لـ"جون" أن "الشماليين" لا يسارعون بالثقة فى الغرباء، حينها جاء تنيناتها على الفور، مما وضع الرعب فى قلوب كل أنحاء الحشد الذى تم جمعه. وهنالك شاهدناها وهى تبتسم بفظاظة، كما لو أن السير على درب بث الخوف يستهويها عن السير فى درب اكتساب الثقة.
اقتباس: دينيريس تارجيريان "الشماليين لا يسارعون بالثقة فى الغرباء"
ومع ذلك، ربما تكون هذه الحلقة قد زرعت أيضًا البذرة، لكيفية قيام جون بتبرير خيانته لدينيريس. عندما علم أن نيد ستارك "الرجل الأكثر شرفًا" الذى التقى به على الإطلاق، كذب عليه طوال حياته، بعدما أوضح سام أن نيد كذب فقط على جون لأنه كان يظل صادقًا فى كلمته إلى شقيقته ليانا، والحفاظ على جون آمنًا بكل الوسائل اللازمة، وحينها إذا اعتقد جون حقًا أن دينيريس لم تكن أفضل طريقة لبقاء شعبه والإنسانية جمعاء، فيمكنه النظر إلى طريقة نيد ستارك، كدليل على أنه فى بعض الأحيان يتعين عليك إيذاء شخص تهتم به من أجل الصالح الأكبر.
هناك نبوءات يجب أخذها فى الاعتبار أيضاً، لكن تم افتراض نظرية جون لتكون موضوعًا للعديد من النبوءات، سواء فى الكتب أو فى السلسلة، ولكن الآن دعونا نركز على واحدة من التنبؤات الغامضة الخاصة بالساحرة الحمراء ميليساندرا فى الموسم الثانى، بعد ضياع ستانيس براثيون وخسارته فى معركة بلاكووتر، واجه الكاهنة الحمراء حول وعدها الخاطئ بأنه سيكون منتصراً ويصبح ملكاً، وأوضحت أنها لا تزال ترى فوزه قبل تعلم أنها أختارت الشخص الخطأ، وقالت ميليساندر ا"هذه الحرب بدأت لتوها. وستستمر لسنوات، سيموت الآلاف تحت قيادتكم.. سوف تخون الرجال الذين يخدمونك، ستخون عائلتك، وسوف تخون كل ما كنت تحمله عزيزًا، وسيكون كل شيء يستحق كل هذا العناء لأنك ابن النار. أنت محارب الدم. سوف تجتاح كل الجوانب فى آنٍ واحد، وسوف تكون ملك ".
وبما أن ستانيس قد مات فى النهاية، يبدو أن رؤاها كانت لملك مختلف فى المستقبل، وبالطبع الاحتمال الأقرب أن يكون جون سنو، وقد قام جون بخيانة الرجال الذين يخدمونه فى الحراسة الليلية، أو على الأقل فعل ذلك فى وجهة نظرهم، وقام بخيانة عائلته من خلال الانحناء لدينيريس، ومعظم الشماليين يرون ذلك خيانة من جون لرجاله أيضًا"، وبما أننا تأكدنا أن جون هو الوريث الحقيقى للعرش الحديدى، وبما أننا تأكدنا أيضاً أن جون هو الوريث الحقيقى للعرش الحديدى، ذلك الأمر الذى قد يطيح بآمال دينيريس فى الهواء، وهو أمر لا يبشر بالخير لاستمرار ولاء جون بملكة التنين.
فى سياق آخر هناك أيضًا النبوة التى تلقتها دينيريس فى السابق والتى قيل إنها ستخون ثلاث مرات: من أجل الدم (كما فعلت ميرى ماز دوور)، والذهب (كما فعلا جورا مورمون)، وأخيراً من أجل الحب، الذى لم يحدث بعد، بينما يتكهن الكثيرون بأن الخيانة الثالثة ستكون بواسطة تيريون لانستر "بيتر دينكلدج" الذى ربما يخون دينيريس لحماية طفل سيرسى لانستر "لينا هايدى" الذى لم يولد بعد والذى من الممكن أن تغرسه مشاعر الغيرة فى علاقة الملكة مع جون سنو، لكن فى النهاية الخيار الأكثر وضوحا مرة أخرى هو أن هذه النبوءة تدور حول جون، إذا انتهى الأمر بانقلاب جون على دينيريس، فلن يكون ذلك من أجل تحقيق مكاسب شخصية ولكن من أجل حبه لعائلته وشعبه، مما يجعله موضوعًا سهلاً لهذه النبوءة المشؤومة.
بالطبع، ربما لا يوجد شيء أسوأ بالنسبة للبشرية فى الوقت الحالى من قيام كل من دينيريس وجون بالاصطدام ببعضهم البعض ولم يتمكنوا من إيجاد طريقة لتوحيد شعوبهما ضد الملك الليلى، لطالما لعبت صراع العروش مع الطبيعة الدورية للتاريخ واستكشفت ما يحدث عندما يسمح الناس لها بتكرار نفسها أو محاولة صياغة مسار جديد، وبالتالى فمن المنطقى أن ننظر إلى الماضى لتوقع خيانة جون المحتملة لحبيبته يعنى لمستقبلهم.
ووفقاً لما ذكرته شيرين ستانيس براثيون "كيرى إنجرام" قبل وفاتها فى الموسم الخامس، وكما اكتشف جورج آر مارتن فى الكتب، منذ زمن طويل كانت هناك حرب أهلية فى تارجريان تعرف باسم رقصة التنانين، هذه المعركة بين أيجون الثانى وشقيقته غير الشقيقة رانييرا حول من سيحصل على العرش الحديدى، لم تشهد فقط وفاة كل من الملوك الطامحين ولكن أيضًا أهلكت الممالك السبع وبدأت حقبة قاتمة تعرف باسم "الفجر الزائف"، وهى الفترة التى أيضًا تزامن مع بداية فصل الشتاء الطويل. إذا كان جون ودينيريس سيضيعان الوقت فى قتال بعضهما البعض بدلاً من الملك الليلى، يمكننا أن نرى التاريخ يعيد نفسه من جديد، فقط هذه المرة قد لا تحصل البشرية على فرصة أخرى لتصويب أخطائهم.
ولكن يجب أن يكون هناك سبب فى قيام بران بإخبار سام باطلاع جون على الحقيقة فى هذه الحلقة، كما ظهر على بران الاستياء عند وصول جون ودينيريس إلى وينترفيل، فإن اهتمام بران الوحيد الآن هو هزيمة الملك الليلى، وليس السياسة أو اللعب بلطف مع أسرته، وهكذا إذا اعتقد بران أن جون أو أيجون تارجريان كما اتضح لنا هو الأفضل بالنسبة للعالم، فهذا يعنى على الأرجح أن بران يريده أن يعمل على ذلك، خلاف ذلك، فإن بران قد كلف سام بالاحتفاظ بكل هذا سرا، وهذا ربما أكثر من أى شيء آخر، يجعلنا نعتقد أن سليلة التارجريان الأخرى يجب أن تبدأ الاستعداد لتلك الخيانة الوشيكة، لكن على أى حال كما يقولون أول الغيث قطرة وها قد بدأت قطرات الموسم الأخير من Game of Thrones تنسدل بهدوء، و سنكون معكم دائماً لمشاركتكم جديد حلقات تلك السلسلة الملحمية.