تاريخنا حافل بالأساطير.. مسلسل مصري على طريقة «Game of Thrones»
الإثنين، 23 يوليو 2018 12:00 محسن شرف
أثار مسلسل «Game of Thrones»، إعجاب الملايين حول العالم، نظرا للحبكة الدرامية والخيال في الحلقات على مدار أجزائه السبعة السابقة، والتي وصل عددها إلى 67 حلقة، أخرجها عدد كبير من المخرجين.
تقع أحداث سلسلة حلقات «Game of Thrones» في قارتين خياليتين هما ويستروس وإيسوس في نهاية صيف طويل جدًا امتدّ لعقد قبل بداية أحداث الجزء الأول، ووحدت الممالك السبع في قارة ويستروس تحت راية آل تاغاريان.
وتسبب نجاح المسلسل الأسطوري في زيادة أعداد المشتركين في شبكة القنوات العارضة للمسلسل، وهذا ما توقعته دراسة حديثة أجرتها شبكة قنوات HBO، أن تحصد الشبكة ما يقارب الـ50 مليون مشترك إضافي في الفترة المقبلة قبل طرح الموسم الثامن والأخير من المسلسل أوائل العام المقبل.
وانتهى القائمون على المسلسل من تصوير المشاهد الأخيرة منذ أيام، ويخضع المسلسل في الوقت الحالي لإضافة المؤثرات الصوتية والبصرية التي تستلزم الكثير من الوقت والمجهود نظرًا لوجود شخصيات خيالية كثيرة في الأحداث.
تبدأ أحداث الرواية الأولى صراع العروش بعد 15 عام من مقتل آخر حكام آل تاغاريان ونفي ذريته إلى قارة إيسوس، وتنصيب روبرت براثيون حاكماً للممالك السبع، وهناك ثلاث مسارات أساسيّة وسائدة في الروايات هم الصراعَ على سلطة العرش الحديدي القائم بعد وفاة الملك روبرت براثيون، ويحكي المسار الثاني الأحداث الواقعة في الشمال حيث المناطق هناك دائما صقيعيّة، أما المسار الثالث فيتتبع قصة دينريس تاغارين ابنة الملك المقتول، وآخر سلالة من آل تاغارين، وتتناغم المسارات الثلاثة في حبكة درامية رائعة.
وعلى الرغم من خيالية الأحداث، إلا أنها تبدو واقعية ووقعت في وقت سابق من التاريخ، وذلك نظرًا للحبكة الدرامية، ودقة التفاصيل المقدمة في الحلقات على مدار الأجزاء السابقة، وهو ما أثار التساؤل على مواقع التواصل الاجتماعي، وبين المهتمين بالمسلسل الأسطوري الأجنبي، عن إمكانية تقديم مسلسل مصري، على طريقة مسلسل «Game of Thrones»، خاصة وأن التاريخ المصري حافل بالأساطير التي يمكن تقديمها، وتنال إعجاب الملايين حول العالم.
تمتاز مصر بتاريخها الكبير الذي يمتد إلى آلاف السنين، وتركت الأسر الحاكمة على مدار التاريخ، دليلا واقعيا على عظمتها، متمثلا في الآثار المصرية التي يتم اكتشافها حتى الآن في شتى ربوع المعمورة، والتي تنال إعجاب الملايين حول العالم، وتحتاج بعضها إن لم يكن معظمها- الأسر الحاكمة- إلى وقفة مع الأحداث التي وقعت في عهدها، لتقديمها إلى الجمهور العربي، والعالمي المهتم بالشأن المصري، والحضارة المصرية القديمة.
اقرأ/ي أيضا: من يكتب شهادة نجاة الدراما الوطنية؟.. خبراء يجيبون
وتُظهر المباني التي تركها المصريين القدماء، عظمة تاريخ الفراعنة، وبالنظر إلى مسلسل «Game of Thrones»، سنكتشف أن المصريين القدماء عاشوا بطريقة أقرب إلى الطريقة التي توصل إليها المسلسل الخيالي.
المنتج محمود شميس أكد في تصريحات خاصة أن إنتاج الأعمال التاريخية مكلف للغاية ويحتاج إلى دعم من الدولة، وربما يحتاجها منتجا رئيسا، خاصة وأن تلك الأعمال تحتاج إلى إجراءات معقدة وتصريحات، وهو ما يتطلب وجود الدولة، خاصة أنها تحتاج تلك الأعمال إلى إيصال رسالة معينة.
وأضاف أن للدولة دائما حسابات أخرى، في إنتاج مثل هذه الأعمال، حيث إنها لا تلتفت فقط إلى الربح، ولكن إلى إيصال الرسالة التي ترغب فيها، ولا يتوقف الأمر فقط على الأعمال التاريخية أو الوطنية، ولكن يمتد إلى أعمال الأطفال، والتي تواجه ندرة في الإنتاج بسبب عدم شراء بعض القنوات لمثل هذه الأعمال، وكذلك الأعمال الاجتماعية التي تناقش موضوعات تهم الجمهور، ويتم تقديمها برقي، وبشكل متميز.
ومن ناحيته أكد الناقد الفني طارق الشناوي، أن الدراما تملك الفرصة الأكبر قوة الانتشار والذيوع، ومن المؤكد أن الحصاد يكون دائما أعلى، وتصل الرسالة بشكل أعمق، إذا تم استخدام الدراما في توصيلها، وهو ما يحدث في الأعمال الوطنية والتاريخية، مؤكدا على اهمية التطرق إلى هذه الموضوعات.
وعن تدخل الدولة المصرية في عملية إنتاج هذه الأعمال، التي ترسخ الروح الوطنية بين الجمهور وتعيد إلى الأذهان التاريخ المصري القديم، أكد أن المنتج إذا أنتج عملا وطنيا بشكل جيد، سيحقق مكاسب مادية، ولن يحتاج وقتها دعما من الدولة، مضيفا: «الفكرة محتاجة بس منتج جريء».
Game of thrones بدأ عرضه عام 2011، ويعد من أشهر مسلسلات الخيال العلمى الدرامية، وحقق المسلسل نجاحًا كبيرًا منذ بداية عرضه على شبكة "HBO" الأمريكية، كما ترشح وحصل على العديد من الجوائز، وهو يروى قصة ملحمية بين 7 ممالك تتصارع على العرش، وهو مقتبس عن السلسلة الروائية "أغنية الجليد والنار" للكاتب جورج أر أر مارتن، ويشارك فى بطولته عدد كبير من النجوم أبرزهم، إميليا كلارك، كيت هارينجتون، لينا هيدي، نيكولاج كوستير والدوا، بيتر دانكلينج، صوفي ترنر، مايسى ويليامز.