التعديلات الدستورية.. إرادة شعب في مواجهة أوهام «سوشيال الإخوان»
الأربعاء، 17 أبريل 2019 02:05 م
لنرجع كل شيء إلى أصله حتى تستقيم الأمور، وحتى نستطيع أن نتيقن من وقوفنا على أرضية صلبة، لنصل إلى ما نظنه الصواب.
المقدمة المقتضبة السابقة، باتت ضرورية،لأن الإيمان بها، والأخذ، بروحها ، ستجعلنا نبعد عما يطلق عليه «هرى وسائل التواصل الإجتماعى»، ومحاولة مصادرة الآراء وتكميم الأفواة رعبا من «رهاب التواصل»- إذا صح هذا المصطلح- والذى تقف خلفه الجماعة الإرهابية و ينسحق أمامه تماما بعض رواد «عمالقة السوشيال»، فيضحون مثل القطيع، ومن يختلف معهم يكون مصيرة «التجريس» على طريقة عقاب اللصوص في «زمن المماليك»!
فى قضية التعديلات الدستورية التى وافق عليا البرلمان، وحتى قبل ذلك، حدثت صحوة كبيرة على وسائل التواصل، فيما يتعلق بالنقاش الدائر حول هذه التعديلات ، وبدا هناك وعى كبير بأهمية هذه التعديلات، واندحرت صفحات تواصل الجماعة الإرهابية، وتراجعت برامجهم عن محاولة ضرب «كلوب» فى «العرس الديمقراطى المنتظر».
يمثل أعضاء البرلمان الشعب الذى انتخبهم لينوبوا عنه فيما يتعلق بالجانب التشريعى والرقابي على الحكومة،وقد جاء موافقتهم بأكثر من ثلثي الأعضاء على التعديلات الدستورية معبرا عن الشعب.
عشرات هم أو بضعة مئات من يحاولون تخوين بقية الشعب، وترويعهم، بل وممارسة إرهابا، لكونهم يرون الصورة بشكل مختلف عنهم، فلا مأرب للشعب ، ولا حسابات إلا مصلحة وطنه، فيما لا يؤمن «أوصياء السوشيال» إلا بمنطق «السبوبة» و «أبجنى تجدنى»، وبتويلات حرام تأتى من الخارج!
لقد نصب رواد مواقع التواصل الإجتماعى الإخوان و«صبيانهم» من أنفسهم أوصياء، وأطلقوا أحكاما فى المطلق، دون ضوابط، ضد ما يرونه لا يوافق قناعاتهم، وعقائدهم ، و نتاج تحصيلهم المعرفي، الذى حتما متغير بحكم عدم وقوفهم إلا عند ما وصل إليهم من تعليم ومكتسبات ثقافية ومعرفية، هذا لو سلمنا وافرتضنا صحتها من الأساس.
«مشانق» بالمعنى لقاسى للكلمة، نصبها الإخوان على مواقع التواصل ليس فقط لمن يخالفهم الرأى، ولكن أيضا لمن يخالفهم حتى فى طريقة مأكله وملبسه ، واحيانا يطول الأمر أسمه ورسمه ، وليس واقعة «هبد» رواد السوشيال التى استهدفت بعض الفتيات بعد ظهورهن فى حفل قرعة كأس أمم أفريقيا ببعيد، فى محاولة رخيصة لتشويه الصورة المشرفة التى خرج بها الحفل.
وكأننا نعيش فى المدينة الفاضلة، يريد منا من يحيون على هذه الأرض ألا نمارس فعل الخطأ، لنحول المجتمع إلى «ملائكى»، لا يأته الباطل من بين يديه ولا من خلفة»!،فهل هؤلاء الأوصياء بشر فى الأساس، أم ملائكة يدبون على الأرض، فرفقا ففى الاختلاف رحمة، ونحوا جانبا «أجندتكم» الخارجية وطموحكم فى الوصول إلى السلطة دون رغبة المصريين تنفيذا لمخطط تنظيمكم الدولى وزعيم عصابتكم «أردوغان».
فى ظل وجود قانون ودولة حديثة أصبح من العبث أن نتحدث عما كان يسمى بالمحتسب- من هذا الإسم اشتق مصطلح دعاوى الحسبة- ولكن إذا افترضنا جدلا أن البعض من حقهم أن يمارسوا فعل «المحتسب»، فهل يعرفون ما الشروط الواجب توافرها فيهم، مع أن وظيفة المحتسب لم تكن فى الماضى مطلقة يتولاها من يرد لينصب من نفسه وصيا على الناس فوفق الشروط والضوابط الشرعية فإن «هناك آداب للمحتسب من أهمها: الرفق في الاحتساب ووضعه في موضعه، ومن الآداب: البدء بالنفس، والبدء بالأهم، ومراعاة سنة التدرج، والموازنة بين المصالح والمفاسد، والصب، واحتمال الأذى، والسعي لإيجاد البدائل الإسلامية للمنكرات المراد إزالتها»!،فلماذا نصادر على آراء الناس، ولماذا نطارد حتى أفكارهم، فدعوهم فالله نفسه عز وجل ترك لهم حرية الإختيار، لكن جماعة الإخوان لم تتركهم فى حالهم محاولة حتى فرض الوصاية عليهم فيما يتعلق باختيارتهم، وهو ما سيضرب به المصريين عرض الحائط فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وسيدلون بأصواتهم بمنتهى الحرية والشفافية وبرغبة حقيقية تصب فى مصلحة الوطن الذى زاد المتربصين به داخليا وخارجيا ولكنه قادر على تجاوز كل هذه الصعوبات.