25 يناير.. عيد الشرطة وخيانة الجماعة

الجمعة، 25 يناير 2019 02:16 م
25 يناير.. عيد الشرطة وخيانة الجماعة
عنتر عبداللطيف يكتب:

 
حتى لحظة كتابة هذه السطور، لم تحصل الشرطة المصرية على التكريم الذي يليق بما قدمته من تضحيات وبطولات منذ معركة الإسماعيلية عام 1952، وهي المعركة التي تبدت فيها الوطنية المصرية كأحدث سلاح لمواجه غطرسة المحتل البريطاني، ليرتقي 50 شهيدا ويصاب 100 شخص آخرين.
 
لماذا أقول إن الشرطة المصرية لم تحصل على حقها في التكريم؟ لأن هذه المعركة العظيمة التي تحدى فيها عدد محدود من الضباط والجنود، جحافل قوات الجيش البريطاني بكامل أسلحتها الحديثة، وقتها لم يجرى ثوتيقها عبرعمل سينمائي كبير يقص ويسرد هذه البطولات للأجيال جيلا بعد آخر.
 
نعم يعلم غالبية الشعب المصري، أن 25 يناير هو عيدا للشرطة المصرية، لكن ربما هناك من لا يعرف السبب، وهناك من يعرف السبب لكن كعنوان فقط دون تفاصيل. التفاصيل هي ما تهمنا، تفاصيل يوم 25 يناير 1952، كيف كان حال الضباط والجنود وهم يواجهون بأسلحتهم البسيطة ضباط جيش بريطانيا العظمى.
 
ماذا قالوا وهم يرون رفاقهم يتساقطون من حولهم شهداء؟ ما الوصية التي أوصى بها مجند أو عسكري، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة متشبثا بيد رفيق نضاله ضد المحتل؟ فيلم سينمائي أو رواية توثق لحظات نصر هؤلاء الأبطال، خير من عشرات الكتب بعناوينها الهابطة معروضة بمعرض الكتاب هذا العام. 
 
ومن المهم أن نوثق في عمل سينمائي حكاية البطل اللواء مصطفى رفعت، الذي قاد  معركة الإسماعيلية رافضا الاستسلام  على الرغم من أنه كان وقتها ضابطا صغيرا، لكنه كان بطلا مصريا، بداخله روح تحدى المحتل وعتاده ومعه بقية الأبطال الاستثنائيين في اللحظات الفاصلة مفضلين الموت بشرف عن الاستسلام للجنرال الإنجليزي «أكسهام»، الذي أدى وضباطه وجنوده التحية العسكرية لمن تبقى من الضباط والجنود المصريين قائلا: «لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف.. واستسلموا بشرف.. وواجبنا احترامهم».
 
مشهد جنود جيش بريطانيا العظمى وهم يؤدون التحية العسكرية للجنود المصريين ألا يستحق أن يوثق في فيلم سينمائي عالمي؟ عندما سقط شهداء الشرطة في ميدان الشرف بمعركة الإسماعيلية صباح السبت 26 يناير، راحت الأخبار تنتشر في طول البلاد وعرضها عن بطولات «أولاد البلد» المصريين الأبطال من رجال الشرطة لتخرج التظاهرات تهتف بسقوط المحتل البريطاني وتعم كافة المحافظات.
 
وفق كتابات تاريخية عديدة فإن المحتل البريطاني، بالتعاون مع عناصر الطابور الخامس من جماعة الإخوان أضرموا النيران في العاصمة فيما عرف بحريق القاهرة، وكان ذلك في 26 يناير 1952 لتلتهم النيران نحو700  منشأة ما بين محل وسينما وكازينو وفندق وبناية.
 
حالة السخط والغضب من المحتل البريطاني وجرائمه في حق شهداء الوطن ظلت جذوتها مشتعلة ولم تتوقف إلا باندلاع ثورة 23 يوليو 1952، ليجلو المحتل عن البلاد بعدها، وتتطهر أرض مصر بدماء الشهداء الذكية.
 
تضحيات رجال الشرطة لم تقتصر فقط على 25 يناير، فهي ممتدة منذ هذا الوقت، رأيناها في مواقف عديدة وشهدنا لهم بكونهم أبطال، وأن الشعب المصري يفجر بجيشه العظيم وشرطته الباسلة وسيظل.
 
قبل أحداث 25 يناير 2011 خرجت علينا موجة من أفلام لم يكن هدفها لوجه الله والوطن، ولأننا لن نتطرق إلى الحديث كثيرا عن ماضي لن يعود فإننا نستشرف مستقبل وطن نوثق فيه بطولات رجال الشرطة البواسل والتى هى سلسة تضحيات  مستمرة لرجال الشرطة من معركة الإسماعيلية إلى مواجهتهم الإرهاب الغاشم في كافة ربوع مصر.
 
قائمة شهداء رجال الشرطة تطول، من المقدم محمد مبروك، الشاهد الرئيسي في قضية تخابر «مرسي» وهروب المساجين من «وادي النطرون»، إلى الرائد مصطفى عبيد، ضابط المفرقعات المتميز الذي ضحى بنفسه في سبيل إنقاذ عشرات الأرواح، بكنيسة «العذراء وأبوسيفين» بعزبة الهجانة بمدينة نصر، قبل احتفال الأقباط بعيد الميلاد المجد، مرورا بالبطل ساطع النعماني وغيرهم العشرات فتحية لهم في عيد احتفال الشعب ببطولات رجال الشرطة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق