أكاذيب العثمانيين الجدد: الأتراك أصل الحضارات
السبت، 13 أبريل 2019 01:00 م
لطالما سعى الأتراك منذ لحظة تأسيس الجمعية التاريخية إلى السطو على منجزات الحضارات الإنسانية الأخرى في الشرق الأوسط، لأغراض سياسية، يأتي على رأسها الرغبة في نفي همجية وبربرية قبائل الترك، والتأكيد على وجودها في الأناضول منذ القدم.
في عام 1930، شكل مصطفى كمال أتاتورك لجنة التاريخ، المكونة من أكاديميين في جامعة إسطنبول، لكتابة تاريخ قومي لـتركيا.
وفي 1931، تأسست الجمعية التاريخية، وأصدرت كتابا قرر على المدارس الثانوية، زعم أن العرق التركي متفوق على سائر الأعراق والأجناس، وأنهم ينتمون إلى العرق الأبيض الأوروبي، وليس الأصفر المغولي، وأنهم كانوا أقدم شعب سكن الأناضول، حتى قبل الشعب اليوناني.
عقدت الجمعية المؤتمر التاريخي الأول لها في أنقرة، وفيه عرض المفكر التركي من أصول تترية، صدري مكدوسي أرسال، نظريته التي جعلت الأتراك بناة لكل الحضارات الإنسانية التي عرفها العالم، وادعى الرجل أن الأتراك بعد معاناتهم من الجفاف في آسيا الوسطى، هاجروا شرقا وغربا ، مؤسسين 18 حضارة زاهرة، كان على رأسها الحضارة المصرية القديمة في وادي النيل، والحضارة الحيثية في آسيا الصغرى، والحضارة السومرية في العراق.
ومن العجيب أن الأتراك، حتى بعد صعود العدالة والتنمية صاحب التوجهات الإسلامية، لا يزالون يعتقدون في أن الحيثيين هم أجداد الأتراك، وعلى ذلك الأساس، أطلق وزير الثقافة التركي أرطغرل غوناي، ما سماه حربا ثقافية، عام 2013 ، لاستعادة الآثار الحيثية من متاحف أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي ديسمبر 2016، شهد رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم في كازان عاصمة جمهورية تتارستان، افتتاح نصب تذكاري لتخليد ذكرى صاحب الخرافة مقصودي أرسال.