معدية الموت بالحوامدية.. المياه تبتلع طالبين أمام مرأى ومسمع المواطنين
الجمعة، 12 أبريل 2019 02:00 م
في الظل هناك بطولات لا يسمع أحد عنها شيئاً، صنعها رجالات لا يبغون من ورائها شيئاً ولو كلمة ثناء بسيطة، محمد فتح الباب واحد من هؤلاء المستعدين للتضحية بأنفسهم من أجل غيرهم، بغض النظر عن المخاطر التي يتعرض لها، والتي قد كانت كفيلة بأن تودي بحياته للأبد.
فوجىء محمد بطالب يسقط بنهر النيل، ويغرق بالمياه، في لحظة من الزمن اتخذ قراره، وقفز غير عابء بشيء سوى إنقاذ حياة هذا الغريق، أسرع محمد محاولا انتشاله، أسرع إلى المياه وحاول نجدة الطالب، إلا أنها لحظات معدودة صارع خلالها الموت، ليختفى عقب ذلك مع الطالب وتبتلعهما مياه النيل، لتنتهى حياتهما سويا.
يبلغ محمد من العمر 31 عاما، وقف كعادته اليومية يستقل الأتوبيس النهري الخاص بنقل المواطنين من منطقة الحوامدية إلى المعصرة، وبجواره عدد كبير من الأهالي يستقلون ذلك الأتوبيس النهري، وقبل أن يتحرك الأتوبيس في رحلته اليومية، تعالت صرخات أحد الأشخاص، وحدثت حالة من التزاحم، اقتحمها محمج ليجد طالباً في بداية حياته، اختل توازنه فسقط في المياه ويطلب النجدة، هنا لم يفكر محمد إن كان يجيد السباحة أم لا، ألقى بنفسه بالمياه وراء الطالب محاولا إنقاذه، حاول التمسك به ورفعه من المياه، إلا أن القدر كان له رأى أخر، حيث ابتلعتهما المياه وغرقا سويا ليفارقا الحياة، أمام أعين ركاب الأتوبيس النهرى الذين عجزوا عن تقديم المساعدة لهما.
أسرع رجال المباحث للاستعانة بفريق الإنقاذ النهرى، الذين بدأوا فى البحث عن جثتى الضحيتين، استمرت عمليات البحث عدة ساعات فى محاولة للعثور على الجثتين وانتشالهما، إلا أن عمليات البحث باءت بالفشل، مما دفع أهالى الضحيتين وأصدقاءهما للمطالبة بمساهمة كل من يمتلك الخبرة أو يعمل فى مجال الغطس، بالمشاركة فى عمليات البحث عن الجثتين.
وأكد عدد من أهالى منطقة الحوامدية، أن الحادث أصابهم بحالة من الحزن، خاصة وأن الواقعة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، وأضافوا أن المعدية الخاصة بنقل المواطنين حدث بها عطل منذ فترة، فتم الإستعانة بالأتوبيس النهرى لنقل المواطنين من الحوامدية إلى المعصرة والعكس.
وذكروا أن الأتوبيس النهرى يصاب أيضا بالعديد من الأعطال، مما يسفر عن توقفه عن العمل، وهو ما يعطى الفرصة لأصحاب اللنشات الخاصة لاستغلال المواطنين فى رفع أجرة نقلهم، وطالبوا بإطلاق إسم الشهيد "محمد فتح الباب" على أحد شوارع الحوامدية، تخليدا لذكراه وتقديرا لبطولته باعتباره شهيد الشهامة، حيث قدم روحه فى محاولة لإنقاذ شخص لا تربطه به أى علاقة سابقة.