لايزال الـ«توك توك» كلمة السر في العديد من جرائم القتل والسرقة بالإكراه والخطف والاغتصاب، خاصة في المناطق الريفية، والمنزرعة، وبداخله حصدت أرواح العديد من الشباب، وأهدرت برائة أطفال، وفضت أغشية بكارة فتيات، واغتصبت سيدات، ولا تزال حلقات مسلسل إهدار الأرواح، وضياع المستقبل مستمرة دون تدخل من الجهات المسئولة، للتصدي لها، وممارسة دورهم التنفيذي في مواجهة شبح الدراجات البخارية.
غياب دور الإدارة العامة للمرور، والمحليات، باعتبارهم المسئول الأول عن منع سير تلك المركبات غير المرخصة على الطرق، وضع الجهات الأمنية في مأزق الكشف عن ملابسات العديد من الحوادث، والبحث عن الجناة، وحماية المواطنين من خطر الموت داخل «علبة صفيح» تسير على 3 عجلات، وشهدت الأشهر القليلة الماضية تزايد أعداد ضحايا تلك المركبة، على مستوى محافظات الجمهورية.
جريمة جديدة هزت مركز ومدينة الحوامدية، أبطالها 3 أشقياء قرروا تشكيل عصابة لسرقة وخطف الدراجات البخارية «التوك توك»، وبيعها لتحقيق الربح المادي السريع بدلا من البحث عن عمل يضمن لهم لقمة العيش بشرف، «محمود. ع»29 عاما، وشقيقه «أحمد» 20 عاما، طاف بهم خيالهم وسط أحلام الغنى والثراء، فاصطحبهم الشيطان في رحلة بين عالم الجريمة، كأسهل الطرق للوصول إلى هدفهم دون بذل عناء أو جهد، وبالفعل أطاعوا نفسهم الأمارة بالسوء وقررا اتخاذ الجريمة كباب رزق يحقق أحلامهم.
والتقت أطماع الشقيقان، مع زميلهما «عبد الله. م»، 18عاما، نقاش، ظروفه المعيشية ومرض والدته ورغبته في الزواج دفعاه إلى الاقتناع سريعا بأفكار صديقيه، ومن ثم شاركهما تأسيس عصابة سرقة الدراجات البخارية بالحوامدية، أملا في توسيع نشاطهم بعدد من المناطق، وخططا للوقوع بأول ضحاياهم وهو محمد خالد، 17 عاما، سائق «توك توك»، وبالفعل بدأوا في مرحلة التنفيذ.
لم يراع الأشقياء الثلاثة صغر سن «خالد»، ولا حاجته التي دفعته إلى العمل على تلك المركبة لتوفير احتياجاته وأسرته، وإقباله على الحياة بنفس راضية، فقرروا سرقة ماتبقى لديه من أمل وأحلام في كسب لقمة العيش، وقتلوه حينما حاول الدفاع عن مصدر رزقه بدماء باردة.
اتفق المتهمون مع الضحية على إيصالهم إلى أحد المناطق بمركز الحوامدية، وعقدوا نيتهم على تهديده بالأسلحة البيضاء في أحد الأماكن النائية على الطريق لترك الـ«توك توك»، وسرقته، وتنفيذًا لخطتهم توجهوا إلى الموقف الذى يحمل منه الضحية الركاب، واستقلوا الـ«توك توك» معه، وساروا جميعا في الطريق إلى الهاوية، ولكن كان الفتى منتبها، وكأنه شعر بما يُضمر له من شر، ولكن خفف المتهمين من قلقه بـ«سيجارة» ناولوه إياها خلال سيره، وبعد إشعالها بثواني وعقب وصوله إلى منطقة نائية أشهورا أسلحتهم في وجهة وأجبروه على التوقف، وفي لحظات وجد الشاب نفسه فريسه بين أنياب ثلاثة من المجرمين، فحاول المقاومة إلا أنهم باغتوه بالضرب والسحل.
دقائق وأصبح الشاب مكبل اليدين، ملقيا بجوار مركبته، ولكنه نجح في سحبها من بين أطراف الحبل ليبدأ في مواجهتهم مرة أخرى، ونشب بينهم عراكا غير متكافئ انتهى بمحاولته استقلال الـ«توك توك» والهرب به بعيدا، ولكنهم تمكنوا من اللحاق به، مسددين له عدة طعنات أودت بحياته، بعدما خارت قواه وظل ينزف وهو يشاهد مستقبله يستقله الجناه ويذهبون به بعيدا بين الزراعات.
وبعد اختفائهم من مكان الحادث، عثر الأهالي على جثمان الشاب، فأخطروا الجهات الأمنية، والتي تمكنت بعد إجراء التحريات من التوصل إلى أجهزة الأمن لهوية الجناة، وتمكنت من القاء القبض على المتهم الأول "، وأحيل للنيابة العامة التى أصدرت قرار بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وفور انتهاء التحقيقات واكتمال أدلة الثبوت قررت أحالت المتهمين لمحكمة جنايات الجيزة، التى تنظر جلسات محاكمتهم.
لا يوجد المزيد من التعليقات.