قطر .. حقل غاز و«طلعله» آل الثاني
الخميس، 11 أبريل 2019 12:00 مكتب_ علي الديب
تصريحات استفزازية، ونزعة تكابرية، تخرج من النظام القطري بين الحين والآخر، كان آخرها إنقاذ دول عربية من الغرق في الظلام، في حين إذا نظر صاحب هذه الإدعاءات إلى التاريخ قليلًا، والجغرافيا في أحيانًا أخرى سيصطدم بالواقع الذي يوضح أن دولته صغيرة حجمًا ونفوذًا، تقع في زاوية نائية من الوطن العربي، في شرق شبة الجزيرة العربية جنوب شرق آسيا.
وعلى خلاف ما يتحدث به المسئولين القطرين، فهى أبدًا لم تكن حريصة على إنقاذ أي دولة في الوطن العربي، بل على العكس تعد طرفا واضحا للجميع في نزاعات وصراعات، مدعمة في كثير من الإرهاب، راغبة في زعزعة استقرار دول تبلغ مساحتها وعدد سكانها أضعاف مضاعفة مقارنة بمساحتها التي تبلغ 11 ألف كيلو متر مربع، وعدد سكنها لم يتجاوز بعد 3 ملايين نسمة.
محمية بريطانية تتحول حامية لمليشيات الإرهاب
التاريخ يتحدث ويكشف كل شئ، قطر كانت في وقت من الأوقات تحت لواء حكم الإمبراطورية العثمانية حتي اندلاع الحرب العالمية الأولي التي خسر خلالها العثمانين معارك كثيرة، حتى اعترفت المملكة المتحدة والإمبراطورية العثمانية بعبد الله بن قاسم آل ثاني بحق الخلافة في الحكم، ونتيجة لتقسيم الدولة العثمانية أصبحت قطر محمية بريطانية في عام 1916، وبحلول عام 1947 وخاصة بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية بدأ تأثير الإمبراطورية البريطانية يتناقص، وفي بداية الخمسينات بدأ النفط يحل محل صيد الؤلؤ والسمك كمصدر رئيسي للدخل القطري، وبدأت عائدات النفط في تمويل وتوسيع وتحديث البنية التحتية في قطر.
منذ سنوات ليس ببعيدة بدأ الحكم القطري في ظهور نواياه الخبيثة لزعزعة الاستقرار والأمن داخل المنطقة العربية، من خلال دعمه الدائم والمستمر لمليشيات الإرهاب في ليبيا وسوريا وغزة، حيث تعمل علي مد جسورًا مع مليشيات طائفية في العراق ولبنان، وجماعات معارضة في المغرب العربي والقرن الأفريقي، وتلعب أدوارًا تتجاوز حجمها وحاجتها، حيث ظهرت كعنصر أساسي في تأزيم وتصعيد كل بؤرة صراع عربية، وبدلا من أن تكون عنصرًا للحل، لعبت دورًا آخر رأته يتناسب مع حجمها ونفوذها.
منابر إعلامية قطرية تحض علي الإرهاب
قناة «الجزيرة» كانت من بين المنابر الرئيسية القطرية التي كانت تقوم بدورها على أكمل وجه في التحريض على العنف وتشوية جيوش المنطقة العربية والاستقواء بالخارج، فهي بمثابة فيروس انتشر في كافة أرجاء المنطقة العربية، لبث ونشر الأخبار الكاذبة والملفقة مما يسمي بالتضليل الإعلامي، لتظهر بعدها العديد من القنوات التي اتخذت ذات المسار المرحب بالتمويل القطري مقابل نشر الأخبار الكاذبة والتحريض علي الإرهاب وزعزعة أمن المنطقة العربية.
في عام 1996 انطلق بث قناة الجزيرة القطرية من العاصمة الدوحة، لتنطلق بعدها بسنوات عددًا من القنوات التليفزيونية الفضائية ذات المرجعية الإخوانية، ليرتفع عدد تلك القنوات بشكل ملحوظ بعد عاصفة «الربيع العربي»، والتي تبث من عدد من عواصم ومدن مختلفة، معتمدة علي الخطاب التحريضي ضد الدول العربية والحكومات والشعوب وكل من يختلف مع أجندتها المعروفة.