هل تؤثر التوازنات الدولية في معارك تطهير العاصمة الليبية بطرابلس؟

الثلاثاء، 09 أبريل 2019 10:00 ص
هل تؤثر التوازنات الدولية في معارك تطهير العاصمة الليبية بطرابلس؟
حفتر
كتب مايكل فارس

يوم الأربعاء 3 إبريل، بدأ الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، علمية عسكرية كبرى، لتطهير العاصمة الليبية طرابلس من الإرهابيين والمرتزقة هناك.

وتتأثر المعركة الدائرة بعدة تحالفات دولية، كان لها كلمتهما فى الشأن الليبي، فإيطاليا التى تدعم حكومة الوفاق الوطني، ترفض تدخلات المشير خليفة حفتر.

خلال استقبال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج السفير الإيطالي لدي ليبيا جوزيبي بوتشيني ومعه ستيفانو بوفارا من رئاسة مجلس الوزراء الإيطالي، لبحث مستجدات الوضع السياسي والأمني في ليبيا وتداعيات الأزمة في العاصمة وعدد من المدن الليبية، أعلن السفير الايطالي موقف بلاده الرافض للتحركات ضد العاصمة وما يمثله من تهديد لحياة المدنيين، مشددًا على ضرورة عودة قوات الجيش الوطني الليبي من حيث أتت.

وبعيدا عن الموقف الإيطالي،  دعا وزير الخارجية الأمريكية بومبيو قوات الجيش الليبي إلى وقف عملياتها العسكرية ضد العاصمة الليبية فورا والعودة إلى مواقعها السابقة، معربا عن قلق الولايات المتحدة العميق حيال القتال الدائر قرب طرابلس، وقال: لقد أوضحنا بشكل جلي أننا نعارض الهجوم العسكري الذي يقوم به حفتر، مضيفا أن كل الأطراف المعنية مسؤولة عن خفض التصعيد فورا، كما شدد بيان مجلس الأمن ووزراء خارجية الدول السبع.

روسيا انضمت لصف المشير خليفة حفتر ضد قوى الغرب مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا، ورفضت موسكو البيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي، الذى يدعو فيه  قوات الجيش الليبي لوقف هجومها على طرابلس، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية لموقع فرانس برس، وقد طالب الوفد الروسي في الأمم المتّحدة تعديل صيغة هذا البيان الرئاسي بحيث تصبح دعوة كل الأطراف الليبية المسلّحة إلى وقف القتال، وليس فقط الجيش الليبي ، ولكن الولايات المتّحدة رفضت مقترح التعديل الروسي فأجهضت موسكو صدور البيان.

الإجهاض الروسي لبيان مجلس الأمن بعد عقد الأخير لجلسة مغلقة طارئة لبحث الوضع في ليبيا، بعد أن دعت بريطانيا لعقدها، وقد، أصدر في ختامها بياناً صحفيا دعا فيه "الجيش الوطني الليبي" الذي يقوده المشير خليفة حفتر إلى وقف هجومه على العاصمة طرابلس، محذّراً أن هذا الهجوم يعرض الاستقرار في ليبيا للخطر، وقد تضمن النص الذي اقترحته بريطانيا تهديداً بمحاسبة قوات حفتر إذا لم توقف هجومها، إلا أن تدخل روسيا عمل موازنة لدحر البيان.

واستطاعت قوات المشير خليفة حفتر دخول طرابلس بعد معارك عنيفة، ولكنه بعدما دخل المطار تراجع، لتشن طائراته غارات على الميليشيات الموجودة في المطار، إلى جانب غارات على مطار معيتيقية وسط المدينة، وقد استهدفت الغارات 3 مطارات منها مهبطا عسكريا بقاعدة معيتيقة الجوية، الملاصقة للمطار.

وقد أظهر مقطع فيديو، طائرة حربية تابعة لسلاح الجو الليبي، تقصف المهبط العسكري في مطار معيتيقة، وذلك ضمن جهود الجيش لتحقيق انتصارات في معركة طرابلس،  ويأتي هذا بعد سيطرة الجيش الليبي على مناطق استراتيجية حول العاصمة طرابلس في الأيام الماضية، ليدخل، الاثنين، منطقة جديدة في إطار معركة "طوفان الكرامة".

وتمكنت قوات المشير خليفة حفتر السيطرة على منطقة وادي الربيع جنوب شرقي طرابلس، حيث أظهرت لقطات مصورة احتفال الجنود بهذا التقدم بالتزامن مع ترحيب شعبي، وبعد تأمين وادي الربيع، تقدمت القوات، إلى منطقة عين زارة لتخوض حرب شوارع ومواجهات عنيفة مع الجماعات المسلحة، وذلك بعد أن نجح الجيش فى السيطرة على مناطق الأصابعة وغريان والعزيزية وترهونة وسوق الخميس ومطار طرابلس الدولي، خلال زحفه باتجاه العاصمة لدحر الجماعات المسلحة.

وقبل يومين، دعت مجموعة الدول السبع المشير حفتر إلى وقف الزحف نحو طرابلس، وقال وزير خارجية إيطاليا إينزو ميلانيزي، في ختام اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في دينار بغرب فرنسا، السبت، قائلًا إنه ينبغي لقائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) خليفة حفتر الاهتمام بالتحذيرات الدولية الداعية لوقف تقدمه نحو العاصمة طرابلس وذلك في ظل اتفاق مجموعة الدول السبع الصناعية على عدم وجود حل عسكري للصراع على السلطة في ليبيا.

وهيمنت الاضطرابات في ليبيا على القمة التي كان من المقرر أن تركز على أمن الانترنت، والتدخل الأجنبي في الديمقراطيات الليبرالية، وانعدام المساواة، وحث وزراء الخارجية في بيان الفصائل الليبية المتناحرة على ضبط النفس، ووضع مصالح الشعب الليبي أولا. كما شدد البيان على ضرورة ألا يستخدم أي فصيل المنشآت النفطية لتحقيق مكاسب سياسية.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس للصحفيين: اتفقنا على ضرورة أن نستخدم كل الإمكانات المتاحة لدينا لممارسة الضغط على المسؤولين في ليبيا خاصة الجنرال حفتر حتى نتفادى أي تصعيد عسكري آخر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق