«راحوا فين حبايب الدار».. فيلا «حسن كامي» تحكي آلامها

«دار يادار راحوا فين حبايب الدار» كلمات ترتسم ملامح الحال الذي آلت إليه فيلا الفنان الراحل «حسن كامي» بالمنصورية، فسكنت الأشباح جدران المكان وحل الصمت عليه بعد أن كان يشتعل بالابتسامات والموسيقى الناعمة التي تعزف قصة حب عائلة كان قدرها الفقد المستمر بدأً من رحيل نجلهم شريف في بداية عمره ليقطف الموت زهرة حياتهم، ولكن الحياة تستمر، فقد منحا الزوجين عمرهما لفعل الخير والعمل علي مساعدة الآخرين، ولكن كامي كان علي موعد آخر مع الحزن بعد رحيل زوجته السيدة نجوى، وتركه بمفرده في الحياة يعيش بين أطلال الذكريات ودفاتر الكتب بمكتبه في وسط البلد حتى وافته المنية في 17 أكتوبر المنصرم عن عمر يناهز 83 عاماً. 

 

 

بعد وفاته بدأ الصراع علي الفيلا ومكتبة المستشرق بوسط البلد والتي تضم مخطوطات وكتب نادرة حيث أدعي المحامي الخاص عمرو رمضان أن لدية  بعض المستندات التي تؤكد بيع «كامي» جميع ممتلكاته له، فيما طعن الورثة في صحة العقود وإلي هنا انتهت الضجة.. ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟

 

 

لم يستمر الحال كما هو عليه، فبزيارة الفيلا، وجدنا إزالة المحامين وبعض أعوانهم اللافتة التي كانت تحمل اسم زوجة الفنان «نجوى كامي»، وعبث الإهمال بيده علي أرض الفيلا وتغيرت ملامحها في ظل وجود بعض الأشخاص التابعين للمحامين شركاء عمرو رمضان في مكتب المحاماة الذي كان يتولى أعمال الفنان حسن كامي. 

 

 

وقدم أشقاء الفنان حسن كامي  «نيجار ومني وعمر الفاروق» بلاغاً يتهموا فيه  المحامي عمرو رمضان، باستغلال كبر سن الفنان، وإجباره على بيع ممتلكات له فى الشهر العقاري خاصة أنه ليس له أولاد ولا أحفاد.

 

واتهمت أسرة الفنان الراحل محاميه بالتزوير فى أوراق بيع الفيلا الكائنة بطريق المنصورية وعددًا من السيارات الفاخرة والمكتبة وبيعها لنفسه، خاصة أن سعر الفيلا يتجاوز ملايين الجنيهات وتضم الكثير من التحف الأثرية والأنتيكات والتى تعتبر ثورة أخرى.

 

 

وحررت أسرة الفنان الراحل حسن كامى، بلاغا حمل رقم 8056 إدارى قسم شرطة قصر النيل ضد عمرو رمضان محامي الفنان الراحل حسن كامي واتهموه بالاستيلاء على مكتبة المستشرق التى يملكها كامى، وتحتوى على مئات الكتب النادرة.

 

 

واستمعت النيابة لأقوال العاملين بالفيلا والذين أكدوا استحالة قيام الفنان الراحل ببيعها لأنها كانت بمثابة روحه، وأضافوا أنه كان دائما ما يتحدث معهم عن تحويل جزء منها لدار أيتام والجزء الآخر مسرح لتعليم الموسيقي والتمثيل، كما أنه أوصى أن تكون جميع مخطوطته الأثرية ملك لمكتبة الإسكندرية.

 

كما استمعت النيابة إلي أقوال جيران الفنان الراحل منذ ثلاثين عام، حيث أكد أحد جيرانه ويدعى محمد عبد الوهاب أن الفنان حسن كامي كان يعشق الفيلا خاصة أنها تحمل ذكرياته مع زوجته الراحلة نجوى وابنه شريف، مضيفًا أنه كان دائم الحديث حول تحويلها إلى منبر ثقافي وتنموي. 

 

وقد علمت «صوت الامة » من بعض العاملين مع عمرو رمضان، أنه وبمشاركة محامين آخرين قاموا ببيع المخطوطات النادرة التي كانت موجودة في المكتبة بعد عرضها علي بعض الأجانب الذين اتوا مخصوص لمصر. 

 

 

وشارك الفنان حسن كامي في أكثر من 33 فيلمًا سينمائيًا، وبالإضافة إلى أعماله الدرامية والمسرحية، أدى دور البطولة يما يزيد على 270 أوبرا عالمية في مختلف الدول منها إيطاليا، والاتحاد السوفيتي، وبولندا، فرنسا، الولايات المتحدة، واليابان، وكوريا، والدنمارك.

 

وحصل على العديد من الجوائز العالمية وشهادات التقدير ومنها الجائزة الثالثة العالمية في الغناء الأوبرالي من إيطاليا 1969، الجائزة الرابعة العالمية 1973، الجائزة السادسة من اليابان 1976، شهادة التقدير من السياحة والطيران المدني 1976، الميدالية الذهبية، الجائزة الأولى في مهرجان موسيقى الألعاب الأولمبية بسول بكوريا الجنوبية 1988

 

كان حسن كامي محمد علي كامي أحد أحفاد محمد علي باشا، وولد في 21 أكتوبر 1941، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، ودرس الغناء الأوبرالى بمعهد الكونسرفتوار إلى جانب دراسات عليا موسيقية يإيطاليا.