أردوغان يحتقر المرأة.. كيف همشت السياسة التركية دور النساء في المجتمع؟
الإثنين، 08 أبريل 2019 09:00 صكتب- ريهام سويلم
سياسات أردوغان جعلت المرأة التركية تعيش أسوأ أوضاعها، حيث يوجد نحو 10,277 امرأة في سجون أردوغان، وفي حلقة جديدة من حلقات تهميش المرأة كشف جهاز الإحصاء التركي ارتفع نسبة بطالة النساء بـ11 مليوناً و188 ألفا نسمة، حيث أن من بين كل 100 سيدة 70 منهن لا تعمل، ليصيح بذلك كل 29 امرأة تعمل يقابلها 65 رجلاً عاملاً، حيث بلغ عدد سيدات الأعمال نحو 133 ألفا في حين بلغ عدد رجال الأعمال نحو 155 ألفا.
الإهمال والتهميش والاحتقار مثلث محكم الغلق على المرأة التركية، فى ظل حكم رجب أردوغان وحزبه الحاكم العدالة والتنمية، والمسؤولون لا يكفون عن ازدرائها والتقليل من دورها وحصره في الإنجاب والأعمال المنزلية.
وفي هذا السياق أعلن معهد الإحصاء التركي في 4 مارس الماضي، أن تركيا تحتل المركز الأخير في مؤشر المرأة العاملة، ووفقاً لبيانات المعهد تبلغ نسبة الإناث بين العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات 17.4%، مقابل 9.9% للذكور.
ارتفاع البطالة بين النساء يرجع إلى خوف أرباب الأعمال من توظيف المرأة لتجنب إجازة الوضع وامتيازات فترة الرضاعة، فيما يكشف مدافعون عن حقوق المرأة إمكانية تجاوز المشكلة بتفعيل الحضانات الحكومية.
كما تدفع مشكلة الحجاب فى تركيا إلى تهميش المرأة المحجبة بشكل كبير، حيث تعود مشكلة الحجاب في تركيا إلى عام 1923 عندما تم تأسيس الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك، لم يكن في الدستور الأول للجمهورية حظر للحجاب، ورغم ذلك لم تكُن المؤسسات الرسمية تسمح للموظفات بالعمل بحجابهن.
وقد ظهرت النقاشات حول "الحجاب" في تركيا في عام 1960 مع ازدياد أعداد الطالبات المحجبات اللاتي ترغبن بالدخول إلى الجامعات بحجابهن، إلا أن عملية حظر الحجاب في تركيا، مرّت بمرحلتين فارقتين؛ الأولى انقلاب 1980 العسكري الذي قامت به القوات المسلحة التركية بزعامة الجنرال "كنان إيفرين" بأكثر من ذريعة على رأسها مظاهرة يوم القدس العالمي التي نظمها حزب السلامة الوطني الإسلامي الذي كان يرأسه البروفيسور "نجم الدين أربكان" في مدينة قونيا وسط الأناضول.
ورأى العلمانيون آنذاك في هذه المظاهرة نقطة البداية في تحول تركيا إلى دولة تحكمها الشريعة الإسلامية. وبعد الانقلاب العسكري مباشرة تمّ إصدار قانون "لوائح اللباس في المؤسسات العامة" الذي منع الحجاب في مؤسسات الدولة. وبسبب ذلك لم تتمكّن بعض النساء من ممارسة عملهن في المؤسسات العامة بحجابهن لكي لا يقُمن بالعمل ورؤوسهن مكشوفة.
المرحلة الثانية كانت في عهد انقلاب 28 شباط/ فبراير 1997 الذي قام به الجيش التركي ضد حكومة حزب الرفاه المحافظ، ومع هذا الانقلاب أُغلِق الحزب وأُجبِر رئيسه نجم الدين أربكان على الاستقالة من منصبه، وبدأ الجيش بالإغلاق التدريجي لمدارس الأئمة والخطباء والمدارس الدينية وطُبّق نظم التعليم الإلزامي على مدى ثماني سنوات. وقَبِل قرار في مجلس الأمن أنّ "الحجاب" هو تهديد لتركيا.