الشباب رفعوا شعار «العزوبية أفضل».. تراجع معدلات الزواج يهدد المجتمع الصيني
الأحد، 07 أبريل 2019 01:00 م
يبدو أن تراجع معدلات الزواج صارت ظاهرة عالمية ، هذا ما لاحظته خلال فترة وجودي في الصين والتي اقتربت من الثلاث سنوات، والذي يشبه المجتمع المصري في كثير من الأشياء منها تراجع معدلات الزواج منذ عام 2013 وهو ما أكدته بيانات المكتب الوطني الصيني للاحصاء التابع لوزارة الشئون المدنية
وقد أظهرت الاحصائيات أن معدل الزواج بلغ في عام 2013 على المستوى الوطنى 9.9 ‰، ثم شهد انخفاضا ليصل إلى 9.6 ‰ فى عام 2014، ليهبط إلي 9 ‰ في عام 2015، ثم صار 8.3 ‰ فى عام 2016، و7.7 ‰ فى عام 2017. ليصل إلي أدني مستوي له في عام 2018 ليصل إلي 7.2 ‰ فقط.
بالإضافة إلى ذلك، يشهد معدل الزواج فجوة جغرافية كبيرة أيضًا، حيث أن معدل الزواج ينخفض كلما تطور الاقتصاد أكثر على مستوى المقاطعات والبلديات والمناطق ذاتية الحكم، على سبيل المثال، معدل الزواج فى شانغهاى وتشجيانج الأدنى في البلاد في عام 2018، حيث بلغ 4.4 ‰ و5.9 ‰ على التوالى، كما أن معدلات الزواج فى قوانغدونغ وبكين وتيانجين منخفضة أيضًا، فى حين، تشهد مناطق المنخفضة نموا نسبيا مثل التبت وآنهوى وقويتشو معدلات زواج مرتفعة.
وقد أرجع عدد من الاصدقاء سبب تراجع معدلات الزواج بالتأكيد علي مقولة واحدة وهي "العزوف عن الزواج أحسن من الزواج غير المناسب"، و"تكلفة الزواج أصبحت مرتفعة جدا"، "عدم الزواج، أكثر حرية وسعادة"، ولعل هذه الحالة تشبه مثيلتها في المجتمع المصرى الآن .
وقد أكدت ونج جين، التى تبلغ من العمر 32 عاما ولم تتزوج حتى الآن، أنها لا تشعر بأي قلق من عدم الزواج حتي الأن ، خاصة وأن نظرة المجتمع الصينى تغيرت تماما للفتاة التي تجاوزت سن الزواج، مؤكدا أن تعمل فى إحدى الشركات الكبرى ولديها دخل شهرى ثابت وتعيش بحرية أكثر من أصدقائها الذين أصبح لديهم أطفال حاليا".
أما الشاب ليو بينج، فقد أكد أنه لا يمكن تحديد أي سن للزواج وإنجاب الأطفال، وربما قد تكون العزوبية أفضل حالة بالنسبة لنا فى الوقت الراهن، مشيرا إلي وأنه يخاف من خوض هذه المرحلة.
كانت صحيفة الشعب الصينية قد نشرت آراء خبراء دارسوا ظاهرة التأخر أو العزوف عن الزواج بين الشباب إلى تغيير المفهوم الاجتماعى للزواج، ويعتقد لو جي هوا، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بكين، أن مفهوم الزواج والانجاب يشهد تغيرا كبيرا بين الشباب مع تطور الاقتصاد والمجتمع، وأصبحت ظاهرة التأخر في الزواج والعزوف عنه بالنسبة للعديد من مواليد "ما بعد الثمانينات" و "ما بعد التسعينيات" أكثر شيوعًا، ومن ناحية أخرى، فإن ارتفاع تكلفة المعيشة والزيادة فى نفقات رعاية الأطفال في المجتمع الحديث هى أيضا واحدة من أسباب انخفاض رغبة الشباب فى الزواج.