بعد مقتل إمام مسجد الهرم.. مجاذيب في حضرة المهدي المنتظر

المكان: مسجد الرحمة بالهرم

الزمن: أثناء صلاة الجمعة

الحدث: «شاب ثلاثينى مرتدياَ جلباباَ أبيض، معتصباَ على رأسه عمامه، يدعى محمد العدوي متزوج، حيث يعتلى منبر زاوية الرحمة ليخطب بالناس أخر خطبة جمعة فى شهر رجب، وذلك بعد أن طلب منه أهالى الحى إلقاء الخطبة، لإنه يدرس بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر ويلقى خطبة الجمعة منذ عام، مقابل أجر مادي يحصل عليه من إدارة المسجد، وذلك لأنه ليس هناك خطيب مخصص للمسجد لعدم موافقة وزارة الأوقاف اصدار ترخيص بذلك».  

فى تلك الأثناء، «العدوى يصعد على المنبر ليستعد لإلقاء خطبته التى اعدها وسهر الليل الطويل فى مذاكرتها وهى عن فضل شهر شعبان الذى يفصل بيننا وبينه بضعة ساعات وكيف يستفيد المسلم من الشهر قبل قدوم شهر رمضان المعظم، وقبل القاء الشاب الخطيب الخطبة، فوجئ بشخص يجلس فى الصفوف الخلفية يطلب منه قراءة سورة الكرسى خلال الخطبة، فأكد له الشاب أنه غير ملزم بقراءتها، وأنه ملزم بموضوع الخطبة».  

سورة الكرسي محور الخلاف

اعتراض الخطيب جعل الشخص الذى رفض طلبه يستشاط غضباَ، ثم غادر المسجد وتوجه لمسكنه الكائن بجوار المسجد، وانتظر إنتهاء الخطبة والبدء فى الصلاة، وأحضر سكين، ثم انتهز فرصة صلاة الشاب، وتخطى صفوف المصلين أثناء الركعة الثانية، وأثناء السجود وهو يردد «سبحان ربى الأعلى» سدد 3 طعنات نافذة في ظهره، الذي سقط غارقا في دمائه.

صرخة الإمام بعد طعنه الثلاثة طعنات قطعت الصلاة، فاكتشف المصلين وقوع جريمة قتل داخل بيت من بيوت الله، ضحيتها إمام المسجد على يد أحد الأشخاص الذي هرول تجاه الباب محاولا الهرب قبل الإمساك به والفتك به على يد المصلين الذين أسرعوا بمنعه وتحفظوا عليه، وهو يصرخ هو الآخر ويردد: «أنا المهدى المنتظر»، ثم أبلغوا شرطة النجدة، بينما أسرع آخرون بنقل خطيب الجمعة إلى مستشفى الهرم لإنقاذه، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته، وبإجراء التحقيقات تبين أنه يدعى «أحمد. م» 41 سنة، أستاذ جامعي منقطع عن العمل، ومهتز نفسيًا.  

حقيقة المهدى المنتظر

«المهدى المنتظر».. هي الكلمة التى نطق بها المتهم أثناء إرتكاب جريمته البشعة وهي بمثابة عقيدة راسخة فى عقول المسلمين بجميع مذاهبهم ومشاربهم، حيث تمثل جزءاَ عقدياَ من الممارسات العملية فى الفكرين السنى والشيعى معاَ، ما أدى بدوره إلى سيطرة الفكرة على المسلمين لانتظار المُخلص، الذي سيملأ الأرض عدلاَ كما مُلِئَت جورًا وظلمًا.

المصريون فى حقيقة الأمر من أهم المجتمعات العربية والإسلامية التى تسيطر عليهم هذه الفكرة، حيث يظهر من وقت إلى أخر شخص كاذب أو مجذوب أو حتى مشعوذ يدعى أنه «المهدى المنتظر»، فى الوقت الذى ظهر فيه أول مُدعى «المهدى المنتظر» عام 2019. 

- الأقصر

مدينة أرمنت جنوب الأقصر، صاحبة أحد المُدعيين العام الماضى 2018، الذى زعم على صفحات وسائل التواصل الاجتماعى والخاص بشخص يعرف نفسه بأنه المهدى المنتظر وأنه يخاطب الله والتقط صورة لرسول الله، وأن الله علمه علم لم يعلمه لأحد قبله حتى رسول الله، الأمر الذى بدوره أثار جدلاَ واسعا وغضبا شعبيا كبيرا، والمطالبة بمحاكمة مروج الفيديو لاتهامه بالتطاول على الذات الإلهية وعلى النبى، فضلاَ عن المطالبة بإحالته لمستشفى الأمراض النفسية للتأكد من سلامة قواه العقلية وإخضاعه للعلاج.

من هو المهدى المنتظر؟ سؤال أصبح يتصدر المشهد لدى قطاع عريض من الجمهور للتفرقة بين فكرة «المهدى المنتظر» عند أهل المذهب السنى والمذهب الشيعى، كى لا يختلط الأمر لديهم باعتبارها عقيدة لا يمكن إنكارها.  

 المهدي المنتظر لدى أهل السنة

«أهل السنة والجماعة» تؤمن بأن «المهدى المنتظر» رجل يظهر فى آخر الزمان من أهل البيت يحمل اسم النبى ويؤيد الله به الدين، ويحكم 7 سنين، يملأ الأرض عدلا كما مُلِئَت جورًا وظلمًا، تنعم الأمة فى عهده نعمة لم تنعمها قط، تخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء مطرها، ويعطى المال بغير عدد، كما جاء فى أحاديث عدة للنبي.  

وقد جاءت السنة ببيان اسمه وصفته ومكان خروجه، فمن ذلك: ما رواه أحمد والترمذي وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي» وفي رواية لأبي داود: «يواطيء اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي»، والحديث قال عنه الترمذي: حسن صحيح، وصححه أحمد شاكر والألباني. 

 المهدي المنتظر لدى الشيعة​

الشيعة الإثنا عشرية، تُجمع على أنه «محمد بن الحسن العسكري» الغائب فى سرداب «سامراء» وعمره 5 أعوام سنة 260هـ، وينتظرون خروجه حتى كتابة تلك السطور، وهو ما جاء فى كتبهم وأسانيدهم كالتالى:

أن الأئمة الأوصياء المعصومين عندنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السَّلام»، و خاتمهم الإمام المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكري «عجَّل الله فرَجَه»، الذي وُلد في سنة 255 هجرية في سامراء، ثم مدَّ الله في عمره و غيَّبه إلى أن يُنجز به وعده و يظهره، و يظهر به دينه على الدين كله، ويملأ به الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً وجوْراً .

 ومع اختلاف العديد من المفكرين والمؤرخين والفقهاء فى حقيقة ظهور الشخصية من عدمها، إلا أنه خرج خلال السنوات الماضية العديد من الأشخاص الذين ادعوا أو زعموا أنهم المهدى المنتظر وكان أخطر هذه الشخصيات جهيمان العتيبي وأتباعه الذى ظهر للمعتمرين والمصلين في المسجد الحرام، فجر يوم 20 نوفمبر 1979 قبل دقائق من اقتحامهم المسجد الحرام في مكة.

فبينما كان آلاف المصلين ينتظرون أذان الفجر، إذ بـ «داعيةً» أربعيني وحوله نحو 200 من أتباعه ينادون بظهور المهدي المنتظر، وأبعد جُهيمان العتيبي وأتباعه إمام المسجد الحرام عن مكبّر الصوت، واستولوا عليه، ليعلنوا ظهور المُخلّص الموعود، وبعدها أخرجوا أسلحة يدوية من داخل مجموعة نعوش كانوا أدخلوها معهم إلى الحرم، على أنها تحوي جثث موتى جاؤوا ليُصلى عليهم. 

خبراء النفس

يقول الدكتور جمال فرويز الخبير النفسي، أن كل من ظهروا خلال الفترة السابقة من المدعين بأنهم «المهدى المنتظر» يعانون من الفصام الذهنى واضطرابات نفسية يُطلق عليه «اضطراب وجدانى ثنائى القطب» المعروف بـ «الهوس»، يجعل المصاب به فى حالة اندفاع مستمر وكلامه غير مرتب ويدعى أشياء غير عقلانية مثل القوة الخارقة والسيطرة على العالم وأنه المهدى المنتظر. 

طبيب نفسي

ووفقا لـ «فرويز» فى تصريح لـ «صوت الأمة» لا يقتصر المُصاب بالفصام الذهنى عند هذا الحد، بينما يدعى سماع أصوات لا يسمعها غيره وضلالات شك وعظمة ويكون منعزل عمن حوله، و يتم التعامل مع هذه الحالات عن طريق العلاج الدوائى والجلسات ويفضل الحجز فى المستشفيات حتى لا يؤذى من حوله، وعلق على حادث الهرم بقوله: «لا يمكن أن نقول بأن دكتور جامعي يقتل أمام مسجد لأن العقل لا يمكن أن يصدق بأن شخص متعلم ومثقف بفعل تلك الجرائم، لابد وأن يكون هذا الشخص غير طبيعي أو مريض نفسي، أو توجد لديه مشاكل نفسية واجتماعية دفعته لفعل تلك الجريمة. 

وأوضح فرويز أن الشخص الذي يقوم بتلك الجرائم لا يمكن أن يكون في وعيه ولكن قد يكون في حالة غير طبيعية أو «سرقاه السكينة» - علي حد تعبيره - مشيرا إلى أن الجرائم زادت في الفترة الأخيرة لأسباب عديدة منها عدم وجود الرحمة في قلوبنا بالإضافة إلى المشاكل الاجتماعية والمادية والنفسية التي يمر بها معظم الشعب المصري في الوقت الحالي. 

خبراء نفس

خبراء النفس والإجتماعيين يرون أن إدعاء الشخص أنه المهدي المنتظر وماشابه ذلك من شخصيات مخلصة أو مهمة  هي أعراض اضطراب الفصام  ذاته، يعرف اضطراب «مرض» الفصام  وهو أحد  الأمراض العقلية بأنه مجموعة أعراض نفسية متزامنة تظهر عادة بعد سن الأربعين وتؤدي عموماً الى تفكك وتدهور شخصية الفرد، ويكون في العادة طرق شاذة وغريبة في التفكير والسلوك والمشاعر .

 فالفصامي ينظر إلى ما حوله بطريقة غير سوية وتهيمن على حياته الشخصية أفكار غير واقعية،  حيث إن الأمراض العقلية تختلف بشدتها وتأثيرها على سلوك الفرد  عن الأمراض النفسية فالأمراض العقلية التي تضم: الفصام، الاكتئاب العقلي الميلانخولي، البرانويا بنوعيها: العظمة، الاضطهاد، الهوس بأنواعه. 

أما الأمراض النفسية فتضم: القلق المرضي، الهستيريا، الوسواس القهري، الفوبيا «المخاوف المرضية»  الاكتئاب النفسي، توهم المرض، الاضطرابات النفسجسمية «السيكوسوماتيك» ومن أعراض الفصام كما ذكرها الدكتور أحمد عكاشة في كتابه الطب النفسي:   

1- عدم الترابط بين الأفكار بحيث لا يستطيع الفصامي الاستمرار في موضوع واحد لمدة طويلة مع تطاير أفكاره وعدم قدرته على الانتهاء مما بدأه أو ربط الأفكار بعضها مع بعض، صعوبة ايجاد المعنى بسهولة، ولذا فهو يحوم حول المعنى ويزيد من الكلام ويستعمل الألفاظ الضخمة ويدخل في التفصيلات التافهة ولكنه لا يستطيع التركيز على المعنى المطلوب واظهاره بوضوح.

2- امتزاج الواقع مع الخيال واختلاط الأحداث اليومية الحقيقية باضطراب تفكيره مما يجعل شكل تفكيره شبيه بما يحدث في الأحلام وتصبح الحقيقة والخيال جزءاً واقعياً في حياته الفكرية.

3- ضغط الأفكار لدى الفصامي حيث يشعر بسباق أفكاره ويشكو من ازدحام رأسه بأفكار متعددة ولكن يسأل عن الإفصاح عنها، إذ يعجز عن ذلك نظرا لعدم قدرته على التعبير الواضح عن هذه الأفكار ويبدأ في اسقاط ذلك على الغير وأنهم لا يفهمونه ولا يقدرون أفكاره وما في رأسه من نظريات وفلسفات.   

ويرى أطباء النفس أن هناك ضلالات في تفكير الفصامي ومنها أنه: يتصور نفسه نبي أو مرسل أو أنه المسيح أو أنه المهدي المنتظر الذي سيخلص البشرية من كل الأشرار وحتى رجال الدين المعاصرين له أو يعتقد أنه شخص عظيم وأذكى واحد بين الناس أو اخترع شيئاً عظيماً أو اكتشف أسرار الكون ولديه السر الأقدس ويستطيع أن يكلم الأموات قبل الأحياء أو أنه ابتدع نظاماً فلسفياً من شأنه أن يكشف عن سر الحياة أو يعرف أسرار ما بعد الموت، ويرى في نفسه «الفصامي» يستطيع أن يتحكم في الآخرين أو في الطقس أو أسواق التجارة أو عن طريق وسائل مثل التنويم أو التأثير عن بعد.  

4- يدرك «الفصامي» المثيرات الحسية الخارجية فيسمع الأصوات ويبصر الأشياء على غير ماهي عليه في الواقع، وعالمه المألوف يبدو غريباً أو غير عادي. 

5- وثمة ظاهرة أخرى يتكرر حدوثها  وهي ظاهرة الهلاوس، والهلاوس مدركات حسية ليس لها أي مصدر في الواقع الخارجي حيث يسمع أصواتاً تتحدث إليه أو تذكر اسمه دون أن يكون هناك من يتحدث اليه، كذلك قد يرى أشخاصاً سواء أمواتاً أو أحياء ولكن غير موجودين في واقع الحال. وكما يحدث لبعض المرضى الفصاميين حيث يعتقد أن النبي أو مَلَك أو الإمام المهدي زاره في المنام أو في الوعي وتحدث اليه وطلب منه أن يهيأ الجند والرجال والمال والعتاد الفكري.  

6- يبدو في معظم الأحيان غير عادي فتراه مثلاً يلوي عضلات وجهه أو يتفوه بألفاظ أو يحرك شفتيه بطريقة شاذة أو تراه منغمساً في حركات تكرارية متكلفة تجعل سلوكه غريباً ومسرحياً وشاذاً، وأحياناً تصدر منه أفعال مفاجئة: ايماءات،صراخ، صخب، أو قهقة عالية. 

ويقول علماء النفس: إن من يعتقد أنه المسيح أو الإمام المهدي أو أنه مجتبى من الله لهذه الأمة أو من تعتقد من النساء أنها مريم العذراء أو أنها مرسلة من فاطمة الزهراء أو أنها شاهدت سبايا أهل البيت والتقت بهم و لديها القدرة على التحدث مع الصديقين والصالحين والصالحات، هؤلاء يكون تقدير الذات لديهم بالغ التدني وتكون صورتهم أمام أنفسهم مدمرة لكيانهم.  

وعن طريق ضلالات العظمة تلك يرفعون من قدرهم أمام أنفسهم إذ يجعلون أنفسهم مثلاً عليا ورموزاً للكمال البشري والغريب ليس مرض هؤلاء الفصاميين وادعائهم  فهم يبقون مرضى ومعذورين؛ بل الغريب اتباعهم من ناس أصحاء وعقلانيين ومن ذوي حملة الشهادات العلمية العليا بمختلف الاختصاصات.

- محمد نصر

فى غضون 27 مارس 2017، قضت محكمة جنح مستأنف شبرا الخيمة بحبس محمد عبدالله نصر، وشهرته «ميزو»، بالحبس عامين وغرامة ألف جنيه، بدلا من 5 أعوام وغرامة 10 آلاف جنيه لزعمه أنه «المهدي المنتظر». 

- سائق توك توك

فى غضون الثانى من فبراير 2015، أمرت النيابة العامة بإيداع سائق «توك توك» مستشفى الأمراض النفسية، لبيان سلامة قواه العقلية بعدما ادعى أنه «المهدى المنتظر» وتظاهر بميدان التحرير، بعدما انتقل إلى الميدان مُستقلاَ «توك توك» ورفع لافتات ضد الدولة، فقُبِضَ عليه وأحيل للنيابة، واعترف أمام النيابة بالتظاهر ضد الدولة.

- موظف بالأوقاف

فى غضون يونيو 2014، زعم محمد أحمد عبد العظيم 44 عاما، موظف سابق بوزارة الأوقاف، حاصل على معهد فنى تجارى، أنه المهدى المنتظر، وألقى القبض عليه واثنين من مريديه أثناء تواجدهم أمام بوابة 4 بقصر الاتحادية، عقب رفع علم لونه أسود ومدون عليه: «لا إله إلا الله محمد رسول الله» باللون الذهبى والمعروفة براية العُّقاب. 

- عامل دوكو

فى غضون أبريل 2012، ألقت الأجهزة الأمنية بقسم الموسكى، القبض على «مخلص. ع» 36 عاما، عامل دوكو، ادعى أنه المهدي المنتظر، أثناء تحريره محضر ضد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بتهمة تدمير البلاد.

- مروج تبادل الزوجات

وفى غضون نوفمبر 2012، تلقت مديرية أمن أسوان بلاغًا من أهالى قرية «الطوناب» يفيد ادعاء شخص يدعى أحمد محمود أبو الحجاج، وشهرته أحمد الطايفى، 40 سنة، أنه المهدى المنتظر، ودعوته للمواطنين بترك صلاة الجمعة وصلاتها فى المنزل، وإيجاز تبادل الزوجات، ونشر أفكارا مخالفة لتعاليم الدين.

- عاطل الغربية

وفى غضون يونيو 2012، ألقت الخدمات الأمنية المعينة لتأمين مبنى الإذاعة والتليفزيون، القبض على «مختار. م. ع» عاطل مقيم بمحافظة الغربية، ادعى أنه «المهدى المنتظر» بوقوفه أمام ماسبيرو ممسكًا بلافتة كبيرة عليها آيات قرآنية، وبدأ يتحدث بعبارات غير مفهومة، وهدد من يقترب منه بحجة أنه لا يمكن المساس به أو إصابته بسوء لأنه محصن من عند الله.