فنانو الشارع يقاومون الفقر بالألوان والألحان (صور)

من منا لم يصادفه رسام في الشارع فرسم له او لعزيز لديه صورة من منا لم يطرب لسماع مقطوعة موسيقية  لأغنية شهيرة علي مقهى الفيشاوي او أم كلثوم.. إنهم رسل " ابولو " فنانون الشارع الذين يخرجون  في الصباح مثل الطيور يعانقون السماء يقامون الفقر بالألوان والألحان يتخذون من الارصفة والساحات العامة مسرحا مفتوحا يعرضون عليه فنونهم املين ان يحصلوا علي تقدير مادي ومعنوي من المارة بعيدا عن سطوة الفنانين الكبار ومتعهدي الحفلات.

 

"صوت الامة "التقت ببعض الفنانين الذين يعرضون لوحاتهم في الشارع ومنهم الفنان علاء الشريف يتخذ من صور حديقة الأورمان معرضا مفتوحا للوحاته حيث يأتي اليه طلاب كليه الفنون التطبيقية لشراء بعض اللوحات او التعلم منه.

 

يقول علاء الشريف انه بعد تخرجه سافر الي المانيا  ثم عاد الي مصر ليعمل فنان متجول في الشوارع  يرسم لوحات تنمي الي المدرسة السريالية والمدرسة المستقبلية  وعن سبب عدم عرض لوحاته في بعض صالات العرض بدلا من الشارع قال : ان هذه الامور تحتاج الي وسطه وإجراءات روتينية ..وأنا لا املك المال.

 

وأضاف انه يعيش في غرفة مستأجرها في منطقة المنيب وكل صباح يأتي الي جامعة القاهرة يعرض لوحاته علي السور الخارجي لحديقة الاورمان بمقابل زهيد لا يتعدى العشرة جنيها واللوحة الاقل حجما بخمسة جنيهات.

 

 

واستطردا قائلا أن الفن رسالة فانا لا استطيع ان اجلس في منزلي مع اللوحات  ففي بعض الاوقات حينما انتهي من لوحة في الليل يبقي كل حلمي ان يراها احد ويعجب بها.

 

وحول عدم فهم كثير من الجمهور لهذه اللوحات قال بالعكس هذه المدرسة في الفن الخاصة بتركيبات مختلفة تخلق حاله توافق بين الروح والجسد وتعمل علي بعض المشاعر المخزنه عند المتلقي مثل الحزن او الطاقة او التفاؤل.

 

أما عبدالناصر محمد خريج معهد الموسيقى العربية، يمتهن العزف على العود مقاهى وسط البلد  حيث يقوم بأداء ألحان اغاني شهيرة لام كلثوم ووردة الجزائرية وفريد الاطرش بشكل بارع وعن سبب اختياره المقهى ليكون مقرعمله، قال لنا إن عصر الموهبة كان زمان أما الآن فهوعصر الفلوس والوساطة وأنا عندى 3 أولاد فى مدارس " عاوز اصرف عليهم " وأضاف انه لو انتظر حفلات الاوبرا لن يستطيع الانفاق علي اولاده.

 

 

وقال انه دائما ما يخرج  في المساء يتجول بين المقاهي عازفا بعض الالحان حتى يطلب احد رواد المقاهي لحن محدد اعزفه له واخذ منه مقابل ذلك.

 

اما الفنان سعيد عبد العظيم  الذي يرسم "بوتريهات "في شارع ايران بالدقي ويقول لصوت الامة " أنه لم يدرس الفنون ولكنه يحب الرسم وخاصة الوجوه التي تحمل كثيرا من التعبيرات.

 

 

وأضاف انه يرسم صور بعض الفنانين المشاهير مثل ليلي مراد واحمد زكي وإسماعيل ياسين وعبد الحليم حافظ التي عادة ما يشتريها محبي هؤلاء الفنانين من مختلف البلاد العربية الذين يأتون لزيارة مصر بالإضافة الي رسم الصور الخاصة لبعض الراغبين في رسم " بورتريه " لهم أو لأحد من اقاربهم.

 

وفنانو الشارع هم أشخاص يقوم بأعمال فنية في الأماكن العامة مقابل مكافأة ماليه وقد يقوم البعض منهم ببيع أعماله.

 

 

ومن هؤلاء الفنانين، فنانو البورتريه (فن رسم الأشخاص) أو الكاريكاتير والفنانون الذين يقومون بنسخ اللوحات الشهيرة على الشوارع، ومنهم الموسيقيين ومؤدين عروض مسرح بالشارع. 

 

يتلقى فنان الشارع مكافأة مالية مقابل أعماله وذلك إما عن طريق التبرعات عن طريق بيع هذه الأعمال للجمهور لذا فإن بعض السلطات تنظر إلى فن الشارع على أنه نوع من التجارة ويتطلب ترخيصاً لمزاولته.

 

 

يمكن إيجاد فناني الشارع في كل أنحاء العالم، ومع ذلك فهؤلاء الفنانين معرضين لخطر الطرد أو القبض عليهم في حال كانت البلد تمنع مثل هذه العروض أو في حال كانت هذه العروض تعتبر ضد قانون الدول.