«التكنولوجيا الحديثة».. هكذا تواجه وزارة الزراعة الفجوة الغذائية وآثارها (صور)
الإثنين، 01 أبريل 2019 09:00 م
تعانى مصر وعددٌ كبيرٌ من الدول العربية والإفريقية، من تفاقم الفجوة الغذائية، ما بين الإنتاج والاستهلاك، وخاصة فى محاصيل الحبوب وكذلك المحاصيل السكرية والزيتية بسبب نُدرة الموارد المائية، وكذلك الزيادة السكانية، التى تلتهم كل ما تخطط له الحكومة من إنجازات
وعلى المستوى الإفريقى والعربى، تحاول مصر وبدعمٍ من المؤسسات والهيئات الدولية ، مثل منظمة الأغذية والزراعة الـ"فاو"، وغيرها من المنظمات الأمميّة وقف شبح نُدرة المياه، وآثاره الكارثية على منطقتنا العربية والإفريقية.
الدكتور عزالدين ابوستيت وزير الزراعة واستصلاح
- تأمين إمدادات المياه
كان الدكتورعزالدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، قد أكد خلال مشاركته في مؤتمر(أيام الأراضي والمياه في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا)، والذي تنظمه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، أن منطقتنا تواجه تحديات كبيرة فى فجوة غذائية بين الإنتاج والاستهلاك وخاصة بمحاصيل الحبوب والمحاصيل السكرية والزيتية نتيجة ندرة الموارد المائية حيث تواجه تحديات معلاجة الكثير من المشاكل المعقدة المرتبطة بإدارة المياه الطبيعية وخاصة تأمين إمدادات المياه المرتفعة والمتزايدة من طلب كل القطاعات المستخدمة للمياه بسبب النمو السكانى المتزايد والاستهلاك غير الرشيد للمياه والذى يشكل ضغوطاً على الموارد المائية المتاحة.
وأوضح أن التنمية الزراعية المستدامة، تعتمد على الموارد المائية المتاحة للاستغلال الزراعى، حيث أصبح العنصر الأساسى في هذه التنمية، وبقدر ما يتوافر من مصادر المياه، فسوف تزداد الرقعة الزراعية إلى أقصى مساحة ممكنة ويعتبر التوسع ضرورة أساسية من ضرورات التنمية تماشياً مع متطلبات المرحلة، ويجب العمل على رفع كفاءة استخدام مياه الصرف الزراعى والصرف الصحى المعالج، مع اتخاذ التقنيات والتدابير اللازمة، لإدارة استخدام هذه النوعية من المياه، في الأراضى المختلفة، وكذلك اختيار المحاصيل الملائمة للاستفادة من نوعية المياه.
زراعة القمح
- تحسين معيشة المجتمعات الريفية
ومن ناحيته، قال الدكتور عبد السلام ولد أحمد، المدير العام المساعد للفاو وممثلها الإقليمي في الشرق الأدني وشمال أفريقيا، إن الأمن الغذائي والتنمية الزراعية، وتحسين سبل المعيشة للمجتمعات الريفية، يعتمد علي الوصول إلي نظم مياه وأراضي ذات نوعية جيدة ، والتي يُفتقر إليها بشدة في العديد من المواقع في المنطقة، وأكد ولد أحمد علي ضرورة تعزيز نظم الإنتاج الزراعي التي تستهلك كميات أقل من المياه وتمتاز بمرونة أكثر في مواجهة الآثار المترتبة علي تغير المناخ، ويعكس تدهور الأراضي أول تحول دون وقوعه، لافتا إلى أهمية هذا الأمر في الأعوام القليلة المقبلة، إذا ما أردنا تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
زراعة البطاطس
- الأمن المائي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
وفى تقرير للبنك الدولى، عن رصد الاستخدام غير المستدام للمياه، صدر فى عام 2017، أكدت نتائجه أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هي إحدى بؤر التوتر في العالم، فيما يتعلق بالاستخدام غير المُستدام للمياه، لا سيما المياه الجوفية، ففي بعض البلدان، يتجاوز أكثر من نصف معدلات سحب المياه الحالية الحدود المستدامة طبيعياً، ولا يُعاد تدوير 82% من المياه العادمة، وهو ما يشكل فرصة هائلة لتلبية الطلب على المياه.
زراعة الذرة
كما تشهد المنطقة أكبر خسائر اقتصادية متوقعة من ندرة المياه المرتبط بالمناخ، والتي تقدر مابين 6–14% من إجمالي الناتج المحلي بحلول 2050، كما لا تصل إنتاجية المياه الإجمالية في المنطقة، إلا حوالى نصف المتوسط العالمي، على الرغم من ندرة المياه، وتشهد المنطقة أدنى تعريفات لاستهلاك المياه في العالم، وأعلى نسبة إنفاق من إجمالي الناتج المحلي 2% على الدعم المالي للمياه العامة، وأشار التقرير إلى أن المنطقة تشهد مخاطر الفيضانات والجفاف، وستلحق بالفقراء ضرراً غير متناسب على الأرجح، وتشكّل الموارد المائية السطحية العابرة للحدود في المنطقة حوالي 60%، وتشترك كل البلدان في مصدر مياه جوفية واحد على الأقل، وهو ما يبرز أهمية الإدارة التعاونية لموارد المياه المشتركة.
محصول الأرز
وتشهد المنطقة بالفعل تدابير ابتكارية إيجابية، لم يسبق لها مثيل، وخير الأمثلة على ذلك الجهود الوطنية المغربية، في مجال إدارة المياه الجوفية، والجهود الأردنية لتسخير ابتكار القطاع الخاص، وتمويل إعادة تدوير المياه العادمة، وتعزيز الإمدادات بتحلية مياه البحر، وسعي المملكة العربية السعودية، إلى تنفيذ إصلاحات للحد من الدعم المالي، وتركز مصر مجدداً على دعم الاحتياجات المحلية من إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي، لا سيما في المناطق الريفية التي لا تحصل على خدمات كافية.
الذرة الشامية