بعد مذبحة المسجدين.. قانون أسترالي جديد لمكافحة الكراهية على السوشيال ميديا
الأحد، 31 مارس 2019 05:00 م
بدأت الكثير من الدول منذ فترة تحارب المحتوى العنيف المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال إصدار قوانين تفرض عقوبات شديدة على استخدام مثل هذه المواقع في ارتكاب أعمال إرهابية أو عنصرية، ولكن جاءت الصدمة عندما وثق مرتكب حادث المسجدين في نيوزيلندا الفيس بوك الواقعة في بث مباشر للمذبحة، وهو ما أثار الكثير من الغضب والاستياء لعدم قدرة الموقع في إيقاف البث، ما دفع الحكومات الغربية إلى سن قوانين جديدة قد تقضى لسجن المسئوليين التنفيذيين لمواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت الحكومة الأسترالية إنها تعتزم إصدار قانون جديد ضد الإرهاب، يقضي بإمكانية سجن المسؤولين التنفيذيين بمواقع التواصل الاجتماعي لما يصل إلى 3 سنوات، وتغريم شركاتهم 10% من عائداتها، إذا أخفقت في إزالة المحتوى العنيف من منصاتها سريعًا، وهو رد على ما يبدو على إخفاق موقع فيس بوك الشهير في إيقاف البث المباشر لحادث المسجدين الدامي.
وجاء هذا التحرك بعد أسابيع قليلة من الهجوم الإرهابي على مسجدين في مدينة كرايست تشريش في نيوزيلندا الشهر الماضي، وأسفر عن مقتل 50 شخصا، بينما قام مرتكبه بتوثيقه ببث مباشر على موقع فيسبوك، لمدة 17 دقيقة كاملة، وقال رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون في بيان: «شركات التواصل الاجتماعي الكبيرة مسؤولة عن اتخاذ كل إجراء ممكن لضمان عدم استغلال إرهابيين سفاحين لمنتجاتهم التكنولوجية».
ونقلت وكالة رويترز عن موريسون قوله: «يجب ألا يقتصر الأمر على كونه التصرف الصحيح. يجب أن ينص عليه القانون».
ومثلت هذه المذبحة التي أثارت استهجان الجميع، ضربة موجعة لمواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك، حيث أزالت الشركة 1.5 مليون فيديو في أنحاء العالم، لمذبحة مسجدي نيوزيلندا، وذلك خلال يوم واحد بعد الجريمة، فيما قرر الموقع ذاته حظر مواد القومية البيضاء ونزعة الانفصاليين البيض من على منصاتها.
تعددت ردود الأفعال من جانب كل شركات التكنولوجيا والتواصل الاجتماعى على لقطات الفيديو الذى انتشر على فيس بوك لمسلح يطلق النار على المصلين بمسجد فى نيوزلندا، وتمت إزالة حسابات المعتدى من جانب فيس بوك وإنستجرام، وكذلك مقاطع الفيديو من يوتيوب ومن منصات مواقع التواصل الاجتماعى.
ولكن يبدو أن قرارات الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى لم ترضي بشكل كافي الحكومات الغاضبة جراء مذبحة المسجدين، حيث قال رئيس وزراء أستراليا أن بلاده شكلت «قوة مهام» تضم الحكومة وشركات التواصل الاجتماعي لعلاج المشكلة، وترغب في وضع الأمر على جدول أعمال قمة زعماء مجموعة العشرين التي تعقد في اليابان في يونيو.
وأوضحت الحكومة الأسترالية أنها التقت الأسبوع الماضي بشركات تواصل اجتماعي، بينها فيسبوك، لكن نتيجة المحادثات "لم تكن مرضية"، وقال وزير الاتصالات، ميتش فيفيلد في بيان، السبت: "لم يقدموا أي حلول فورية للقضايا التي أثارها الفزع الذي حدث في كرايست تشيرش".