موفرة نظيفة صديقة للبيئة.. هل تعود المِشنّة والمناديل القماش لحمل الخضروات والفاكهة؟
الأحد، 31 مارس 2019 02:00 م
ظلّت الأكياس البلاستيكية بأنواعها وأحجامها وأشكالها المختلفة، منذ نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، تحمل فى داخلها الخضروات والفاكهة واللحوم، والكثير من احتياجات البيت المصرى من الأسواق، بل وتخطت حدود البيوت إلى وسائل المواصلات، لتحل فى داخلها أيضا مستلزمات المدارس والمصالح الحكومية، وأحياناً لحمل الأموال للتمويه على النشالين واللصوص، بعد أن كانت هذه الأكياس، قد تسلّمت المسئولية من أوراق الكُتب والكراريس والكشاكيل والأوراق الكارتون، فى نهاية العام الدراسى، واختفاء المِشنّات والسلال و"القُفف" و"المقاطف"، التى كانت تصاحب الرجال والسيدات من البيوت إلى الأسواق، وفى الانتقال من قرية لأخرى، ومن محافظة لمحافظة، خلال السفر فى القطارات ووسائل المواصلات فى الستينات والسبعينات.
تلال من أكياس البلاستيك
اغتيال البيئة البرية والكائنات البحرية
كانت بداية الوقوف ضد استخدام أكياس البلاستيك، عندما بدأت دول العالم، تعانى من آثارها الخطيرة على الشواطىء، وفى المجارى المائية من أنهار وترع ومصارف وبحيرات ومواسير الصرف الصحى، غير أن السبب المباشر الذى أثار العالم، هو وقوع حوادث نفوق الحيتان والأسماك الكبيرة على شواطىء المحيطات، كما حدث أكثر من مرّة على الشواطىء المصرية فى الإسكندرية وكفر الشيخ، وفى أسبانيا أيضا، كان الأسبان قد عثروا على حوت نافق على الشاطىء، يبلغ طوله 10 أمتار، وقد نفق نتيجة ابتلاع حوالى 30 كيلو جرام من "الأكياس البلاستيكية"الموجودة فى المحيط الأطلنطى، وكانت هذه الحادثة الغريبة والفريدة كفيلة بإثارة خطر استخدام الأكياس البلاستيكية فى العالم، خاصة فى ظل التقديرات التى تؤكد وجود 5 تريليونات "كيس بلاستيك" فى بحار ومحيطات العالم.
سلّة صديقة للبيئة
12 مليار كيس بلاستيك فى العام
كانت البداية منذ 10 سنوات تقريباً، عندما بدأت دول الاتحاد الأوربى، تحذّر من استخدام الأكياس البلاستيك، وتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية فى هذا الشأن، تمهيداً لسن ووضع التشريعات والقوانين لمع استخدامها، وبدأت عددٌ من الولايات الأمريكية فى بالفعل فى اتخاذ نفس التدابير، حتى باتت أكثر من 12 ولاية تلتزم بمنع استخدام الأكياس البلاستيك، نظراً لخطرها الداهم على الصحة العامة والبيئة فى آنٍ واحد، وحتى هذه اللحظة، لم يتم اتخاذ إجراء تشريعى فى مصر لمنع استخدام الأكياس البلاستيك، ولكن يتم التحذير من خطرها على الصحة العامة والبيئة، ويرى خبير البيئة والرى، جمعه طوغان أن مصر تستهلك حوالى 12 مليار كيس بلاستيك فى العام الواحد، تكلفنا تقريباً حوالى 2.5 مليار جنيه، غالبيتها بالعملة الصعبة، لأننا نقوم باستيراد المواد الخام المصنعة لتلك الأكياس البلاستيك، وهو ما يعنى أن هناك ما قيمته 2,5 مليار جنيه، أوما يعادلها من العملة الصعبة يتم إلقائها فى القمامة فى النهاية.
سلّة تصلح للتسوق وصديقة للبيئة وصحية
تحذيرات أمريكية وأوروبية وأفريقية
كانت المهندسة نجوى المعناوي، مدير مصنع تكنولوجيا البلاستيك، قد حذّرت فى عام 2017، من الآثار السلبية لأكياس البلاستيك، وأنها تزيد من حجم النفايات، وأشارت وقتها إلى أن أكياس البلاستيك في مصر لا تتحلل، وأن لها آثار على الحيونات، وأيضا لها آثار على الثروات البحرية لكونها مادة لاتتحلل.
وقالت حينها، إن هناك بلاد كثيرة حذرت من استخدام أكياس البلاستيك، ومنها أمريكا وأوروبا وأفريقا، بالإضافة إلى أن هناك دول فرضت ضرائب على الأكياس البلاستيك غير القابلة للتحليل، وأن منع استخدام أكياس البلاستيك أدى إلى زيادة استخدام الورق من 3%إلى 16%.
صناعة أكياس البلاستيك
وأشارت إلى إن مصر تنتج 16.2 مليون طن سنويآ من النفايات، والأكياس البلاستيك تشكل 6% من هذه النفايات أي حوالي 670 ألف طن نفايات سنويآ، وتابعت:أنه يتم إعادة تدوير 45% فقط، من هذه المواد، وإعاده استخدام 5% فقط، بالإضافة إلى أن 50% من النفايات البلاستيكية إن لم يتم جمعها، فتتجمع لعمليات حرق بطرق غير صحيحة تضر بالبيئة، وأكد أنه في عام 2012 بلغ استهلاك البلاستيك للفرد 25 كيلو جرام، وبلغ نمو الطلب بنسبة 6% سنويآ منذ عام 2006، وفي عام 2014 استهلكت مصر حوالي 2.07 مليون طن من المواد الخام البلاستيكية، ومنها 28% تنتج محلياً ويتم استيراد الباقي،وأشارت إلى أن معظم كميات الأكياس البلاستيكية تتركز في القاهرة الكبرى ومنطقة الدلتا والإسكندرية، بنسبة 40% و 29% و 12%على التوالي.
حوت نافق
وكشفت خلال اجتماع لتوزيع الاستهلاك في مصر، أن محلات السوبر ماركت تستحوذ على 14% والصيدليات 5%، ومصانع الملابس الجاهزة 3% وسلاسل الوجبات السريعة والمطاعم 6% ومحلات الخضار والفواكه 20%، والبقالة 25%، والماكينات 2%، والمتاجر والمحلات التجارية في مختلف المجالات 17%، وأخرى 8%.
جمع زكبس أكياس البلاستيك