توفر 2 مليار دولار سنوياً.. متى تخرج بذور المشروع القومي لإنتاج تقاوي الخضر إلى النور؟
الأحد، 24 مارس 2019 01:00 م
يُعدّ المشروع القومى لإنتاج تقاوى الخضر، طوق النجاة للزراعة المصرية، في هذا الجانب المهم والحيوي من الزراعات، نظراً لِما يمثّله إنتاج نوعية هذه التقاوى، من تحدٍ على المستويين العلمى والاقتصادى، من خلال معامل الأبحاث والباحثين والتجارب والدراسات والحقول الإرشادية، والعمل لسنوات ، حتى الوصول إلى المستهدف من إنتاج التقاوى، اعتماداً على قاعدة اقتصادية وتوفير التمويل، الذى يصل بهذه التجارب والدراسات إلى بر الأمان، و فى النهاية الحصول على التقاوى، التى ستُغنينا عن الاستيراد بملايين الدولارات سنوياً.
باكورة المشروع القومى لإنتاج تقاوى الخضر
استيراد تقاوي خضر بمليار جنيه
وتعاني الزراعة المصرية، من الارتفاع الجنوني لفاتورة استيراد تقاوى الخضر من الخارج، والتى تتجاوز المليار جنيه سنوياً، وهى أرقام تثقل كاهل الاقتصاد المصرى، بوجوب توفير العُملة الصعبة، لاستمرار الزراعة فى تأدية دورها ومسئوليتها، فى الإنتاج المحلى الوطنى والتصدير للخارج، لتعديل ميزان المدفوعات وحفظ الميزانية المصرية والاحتياطى النقدى للبنوك، وكانت المبالغ الخرافية التى يتم إنفاقها على استيراد تقاوى الخضر، قد أثارت الضجّة أكثر من مرّة فى اجتماعات ومناقشات مجلس النواب، وخاصة فيما يدخل فى اختصاص أعمال لجنة الزراعة والرى، بحضور وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.
جانب من المشروع القومى لإنتاج تقاوى الخضر
محطة بحوث الخضر بقها
وقال الدكتور عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إنه اهتم بزيارة محطة بحوث الخضر بقها، ليشهد بداية إنتاج المشروع القومي لإنتاج تقاوي الخضر، جاء ذلك خلال زيارته التفقدية لمحطة بحوث الخضر بمدينة قها،يرافقة الدكتور محمد سليمان، رئيس مركز البحوث الزراعية، وعدد كبير من قيادات الزراعة، وعبّر الوزير عن سعادته لما شهده بالمحطة وتجديدها وتطويرها، بعد تعرضها للإهمال خلال الفترة الماضية، وقد أثنى على جهد القائمين على المحطة، وشدد الوزير على ضرورة تكثيف العمل بالمشروع القومي لإنتاج تقاوي الخضر وفق جدول زمني محدد لا حياد عنه.
وزير الزراعة خلال متابعته المشروع القومى لإنتاج تقاوى الخضر
وأوضح الوزير، أن وضع إنتاج تقاوي الخضر لا يناسب حجم الاحتياج من التقاوي، مؤكداً على ضرورة تعاون الجميع بالمعاهد البحثية وإخلاص النوايا، تحت إدارة معهد الباستين بغض النظر عن انتماء الباحثين، وشدد الوزير على ضرورة التواصل بين أجيال الباحثين، لإنجاز المهام المطلوبة بكفاءة وأداء عالي، لافتا إلي أن تكاتف الجميع لإنجاح مشروع إنتاج التقاوي أمانة في رقاب كافة المسئولين،وأكد الوزير أن 98% من التقاوي التي تحتاجها مصر من محاصيل الحبوب ننتجه محليا، عكس إنتاج الخضر الذي نستورد 98% منه من الخارج ، بالإضافة إلي مشكلة تسويق تقاوي الخضر، ووجه الوزير مركز البحوث الزراعية، بضرورة تكثيف التعاون بين معهد بحوث المحاصيل ووحدة توزيع التقاوي، بالإدارة المركزية لإنتاج التقاوي، مؤكداً على ضرورة إنهاء التضارب الذي يحدث في انتاج وتسويق التقاوي.
الحاج حسين عبدالرحمن ابوصدام نقيب عام الفلاحين
خطة متكاملة لإنتاج تقاوي الخضر
وشدد وزير الزراعة، على ضرورة وضع خطة متكاملة لإنتاج تقاوي الخضر، قبل نهاية أبريل القادم، وعدم احتكار المعلومة، وضرورة تمريرها للأجيال الجديدة، مؤكداً على أن الجهد المبذول الآن من محطات إنتاج تقاوي الخضر غير كافي، ولا يلبي احتياجات الدولة أو الفلاحين.
إنتاج تقاوى الخضر
وأكد الوزير على ضرورة مشاركة إدارة التقاوي التابعة للزراعية، في توزيع التقاوي المستوردة ووجود نسبة معينة، يتم توريدها للإدارة كشرط للموافقة على استيراد الشركات للتقاوي من الخارج، وإعادة التوازن في الأسعار حتى لا نسمح للتجار بالتحكم في الأسعار ورفعها واحتكار السوق.
وزير الزراعة داخل صوب المشروع القومى لإنتاج تقاوى الخضر
إنتاج تقاوى الخضر والفاكهة هما أساس التنمية
من ناحيته، أشاد الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام ، نقيب عام الفلاحين بالبرنامج الوطني لإنتاج تقاوي من محاصيل الخضر والفاكهة، وقال أبو صدام إن هذا البرنامج أساس التنمية الزراعية، وبداية حقيقية للاكتفاء الذاتي، لأن تقاوي اليوم هي ثمار الغد ، والاستثمار في إنتاج التقاوي له عائد اقتصادي عالٍ جدا، ويمثّل عودة للطريق الصحيح، فلا يُعقل أن تستورد مصر التقاوي، فتصبح تحت رحمة منتجي ومستوردي التقاوي، لافتاً إلى أن إنتاج تقاوي محلية بجودة عالمية، يقلل من فاتورة استيراد تقاوي الخضر والفاكهة من الخارج، ويخفّض تكاليف الإنتاج الزراعي، ويعمل علي خفض الأسعار ويعود بالفائدة علي الفلاحين والمستهلكين.
بداية الطريق لإنتاج تقاوى الخضر
وأضاف أبوصدام أنه يشيد بجهود وزير الزراعة، لسلوكه هذا المسلك لإصلاح منظومة الزراعة، حيث أن الأصناف التي تُنتج محلياً ستكون أعظم فائدة من المستوردة، لأنها ستكون أكثر تأقلماً مع ظروف المناخ والأرض المصرية، راجيا أن توضع خطة زمنية محددة للوصول إلي انتاج البذور، التي نحتاجها في أقرب وقت وبأعلى جودة، وبالكمية التي تكفينا محلياً وبأسعار تناسب المزارع المصري، مؤكداً علي ضرورة توفير الدعم المادي المناسب، لإنجاح هذا البرنامج العظيم، علي أن يتم تنفيذه بأنحاء متفرقة من البلاد، لينتج بذوراً تلائم كل المحافظات المصرية، وأشار الحاج حسين إلى أن الفلاحين يعانون من احتكار الشركات والتجار المستوردين للتقاوي، ورفع أسعار التقاوي بصورة مبالغ فيها، تزيد تكلفة الإنتاج وتؤدي لجنون الأسعار، وخاصة تقاوي الخضر الأساسية التي تستورد مصر معظمها، موضحاً أننا نستورد حوالى 85% من التقاوي بشكل عام، و100% من تقاوي الخضروات الهجينه، وتابع أبو صدام أن مصر تستورد بمليار دولار تقاوي خضراوات، ونستورد بمليار دولار آخر تقاوي أخرى مثل البنجر، وهو ما يكلف خزينة الدولة أعباء إضافيه، ويفرض حالة عدم استقرار لأسعار المنتجات الزراعية.
داخل صوبات المشروع القومى لاإنتاج تقاوى الخضر
عمالقة التقاوى فى العالم
فى مصر لدينا حاليا، أكثر من 100 شركة قطاع خاص، ووكلاء لشركات أجنبية، يعملون فى إنتاج وتطوير واستيراد التقاوى، بينما تشير الإحصائيات والبيانات الدولية لـ 10 شركات تسيطر على مقدرات التقاوى والبذور فى العالم، وهى حسب الإنتاجية ومساهمتها فى تجارة العالم والعائد الاقتصادى من التصدير، تستحوز 3 شركات أمريكية على 42 % من إنتاج وتصدير التقاوى فى العالم، ثم شركة سويسرية بنسبة 9 %، تليها شركة فرنسية بنسبة 6%، وهناك شركتان ألمانيتان بنسبة 5%، وشركتان يابانيتان بنسبة 4%، وشركة دنماركية بنسبة 2%، وتربح الشركات الأمريكية أكثر من 9 مليار و 181 مليون دولار من هذه التجارة، كما تجنى الشركات السويسرية 2 مليار و 18 مليون دولار، وتصدر فرنسا بحوالى مليار و 226 مليون دولار، أمّا ألمانيا فتنتج وتصدر بما يوازى مليار و 226 مليون دولار، كما تحصل اليابان على ماقيمته 743 مليون دولار من هذه التجارة العالمية الرابحة، ثم الدنمارك ونصيبها من كعكة تصدير التقاوى والبذور حوالى 391 مليون دولار.
بداية إنتاج تقاوى الخضر