المراحل الأربع لصناعة «الإرهابي»: تبدأ بفيسبوك وتنتهي بتنفيذ العمليات
الجمعة، 22 مارس 2019 10:00 ص
تقوم الجماعات الإرهابية باستقطاب الشباب لصفوفها تحت شعارات دينية زائفة، بغرض لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية لضرب اقتصاد البلاد من أجل مصالح أعداء الوطن، عبر إعداد برامج لبث سمومها في عقول هؤلاء الشاب لاستخدامهم كأداة ضد أوطانهم.
وتكشف بعض جلسات محاكمة المتهمين بقضايا الإرهاب، كيفية استقطاب الشباب، وكيفية تأهيلهم بمراحل منها غسيل الدماغ وتدريبهم بدنيا على القتال وطرق فك وتركيب السلاح، حتى يتم تجهيزهم لتنفيذ العمليات العدائية التي تحصد أرواح الأبرياء وتخرب ممتلكات العامة والخاصة.
ويجري استقطاب الجماعات الإرهابية للشباب في البداية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعقب الاستقطاب يتم تأهيل الشباب المضحوك عليهم لتنفيذ المخططات العدائية عبر 4 مراحل رئيسية.
مرحلة بث السموم المتطرفة
تعمل الجماعات الإرهابية بعد استقطاب الشباب، على ببث سمومها من أفكار متطرفة في عقولهم، إذ أظهرت قضية إعادة محاكمة المتهمين في «داعش ليبيا»، وبالتحديد في جلسة 13 فبراير 2019، بعدما استمعت المحكمة لأقوال شهود الإثبات، ومن بينهم مجرى التحريات، حدوث عملية بث السموم والأفكار المتطرفة، إذ أكد مجري التحريات أن المتهم الأول بالقضية وآخرين بثوا فكرهم في عقول باقي المتهمين بالقضية أثناء اجتماعهم في أحد الأماكن في شبرا.
ليس هذا وحسب، بل يقوم المتهمين بتكوين خلايا إرهابية بتثقيف المتهمين المستقطبين للقضايا بالعديد من المنشورات والكتب المشبوهة، كما عرضت محكمة جنايات الجيزة أحراز تضم كتب لسيد قطب في قضية «أجناد مصر»، التي تضم 42 متهما تم الحكم عليهم.
مرحلة دورات استخدام السلاح
تقوم الجماعات المتطرفة بتدريب عناصرها على الفنوان القتالية، وطرق فك وتركيب السلاح واستخدامه، بدعوى الجهاد، كما تخصص مجموعات من أصحاب المؤهلات المناسبة كخريجي علوم وصيدلة على تصنيع العبوات الناسفة وكيفية استخدامها.
وتبحث الجماعات المتطرفة على أماكن نائية لتدريب عناصرها حتى لا ترصدها الأجهزة الأمنية، ففي قضية «داعش إسكندرية»، كشفت التحقيقات أن المحور العسكري للخلية قام على إعداد عناصر الجماعة بدنيا وعسكريا عبر عقد دورات عسكرية داخل البلاد وخارجها لتأهيلهم ورفع قدراتهم القتالية وتدريبهم على كيفية استخدام الأسلحة النارية وحروب العصابات والمدن والشوارع، وإعداد وتصنيع العبوات وكيفية استعمالها، تمهيدا للقيام بعمليات عدائية داخل مصر.
وفي جلسة 13 فبراير الماضي في قضية «داعش ليبيا»، أكد مجرى التحريات أن بعض المتهمين قاموا بالتدريب على فك وتركيب السلاح في أحد الأماكن في محافظة أسوان.
مرحلة تسفير الشباب للخارج
تقوم الجماعات الإرهابية بتسفير عناصرها للخارج لتلقي دورات على استخدام الأسلحة الثقيلة بالإضافة لتعلم حرب العصابات، كنوع من تأهيل العناصر الإرهابية بدنيا وعسكريا.
فى قضية «كتائب الشريعة»، قال مجرى التحريات في الجلسة التي عقدتها الدائرة 11 إرهاب في مطلع أبريل 2018 أن المحور العسكري للتنظيم كان قائما على تسفير عناصر التنظيم لسوريا للتدريب على العمليات العسكرية وتدريبهم على استخدام الأسلحة لاستهداف المنشآت الحيوية، وتفعيلا للمحور العسكري، تم تقسيمه إلى 3 مجموعات.
مجموعة التنفيذ وضمت 4 متهمين واطلعت لتنفيذ العديد من العمليات العدائية ضد قوات المسلحة والشرطة، والثانية الرصد والتتبع وتضم المتهمين الرابع و4 آخرين، وتحدد خطوط سير رجال القوات المسلحة، والثالثة مجموعة تصنيع العبوات المفرقعة وضمن المتهم التاسع مالك انس والعاشر والحادي عشر والرابع عشر والخامس عشر ياسر أحمد والحادي والعشرين.
مرحلة تنفيذ عمليات الغدر
بعد استقطاب الشباب والمتهمين الذين تم عمل غسيل لعقولهم بالأفكار المتطرفة، تبدأ مرحلة تنفيذ العمليات الخسيسة ضد الوطن وأبنائه لضرب الاقتصاد القومي وبث الرعب في قلوب الآمنين، وتنوعات في الآونة الأخيرة العديد من العمليات الإرهابية ضد منشآت وأبناء الوطن من شهداء الجيش والشرطة.
أثناء عرض الأحراز في قضية «أجناد مصر»، التي تضم أكثر من 40 متهما، عرضت محكمة جنايات الجيزة والمنعقدة بطرة حرزا يظهر المتهم إسلام شعبان والمتهم بزرع عبوة ناسفة بمحيط دار القضاء، التي تسبب انفجارها في إصابة ووفاة 13 شخصا من بينهم ضابطين شرطة طبقا لما قاله العميد إيهاب فوزي مأمور قسم الأزبكية الأسبق إبان الأحداث، أثناء شهادته في جلسة 5 أبريل 2016 أمام الدائرة 14 إرهاب بمحكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار معتز خفاجي، التي نظرت الدعوى.