بعد 8 سنوات من الحروب في سوريا.. خريطة الأمر الواقع تفرض سيطرتها

الأربعاء، 20 مارس 2019 11:00 ص
بعد 8 سنوات من الحروب في سوريا.. خريطة الأمر الواقع تفرض سيطرتها
سوريا
كتب مايكل فارس

 

 

بدأت الحرب الأهلية فى سوريا منذ مارس 2011 بهدف الإطاحة بحكم بشار الأسد، بعد تدخل قوى دولية وإقليمية لتحقيق هذا الغرض، لتدخل دمشق عقبها فى دوامة مستمرة لمدة 8 سنوات عانى خلالها الشعب السوري الآمرين، ولا يزال بشار الأسد ممسكا بالسلطة كرئيس للبلاد، لكن هذه الحرب التي وضعت أوزارها تقريبا، نثرت بذور 3 حروب جديدة على مدار 8 سنوات من الصراع.

وبعد مرور 8 سنوات، لم يهدأ الوضع السوري، فرغم القضاء على تنظيم داعش والمعارضة المسلحة إلا أن خريطة القوى المسيطرة على الأراضى السورية متمثلة فى القوات السورية الحكومية، وقوات سوريا الديمقراطية وتركيا، بحسب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية التى رسمت صورة مظلمة لمستقبل سوريا، والتى أكدت أن  وجود هذه القوى الثلاثة على أرض واحدة يحمل نذر نشوب ثلاثة حروب جديدة في سوريا، خصوصا أن لكل منها أجندة مختلفة تماما ويناصب بعضها بعضا العداء.

خريطة القوى على أرض الواقع تنقسم إلى 3 مناطق مستقلة تقريبا، الأولى وتخضع لسيطرة القوات الحكومية بحماية روسية ودعم إيراني، وتشكل 60 % من مساحة البلاد، أما المنطقة الثانية فتخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرقي سوريا، وتشكل حوالي 30 %، فيما تسيطر تركيا والفصائل الموالية لها على 10 % من الأراضي شمالي البلاد، وقد صنفت مجلة"فورين بولسي" المناطق  التى تسيطر عليها أنقرة بأنها الأكثر هشاشة من حيث الترتيبات الداخلية والعلاقات مع القوى الخارجية.

إن الاتفاق الروسي التركي بشأن إقامة منطقة آمنة فيها في سبتمبر 2018، لن يضع حدا فاصلا للحروب المتوقعة، فتبقى مناطق سيطرة الأتراك قابلة للاشتعال في أي لحظة، خاصة أنها تضم فصائل متشددة مثل القاعد وجبهة النصرة، كما أن القوات التركية تواجه هجمات متكررة في عفرين بدعم من وحدات حماية الشعب الكردية، وأكدت تقارير دولية وقوع 220 هجوما في منطقة عفرين ضد القوات التركية والقوات المتحالفة معها بين مارس 2018 ويناير 2019.

المنطقة الثانية التى تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، لازالت تشهد هجمات موجه من الخارج، إذ قتل 236 شخصا من القوات الكردية والمدنيين منذ أغسطس 2018 في حوادث لا صلة لها بالمعارك مع تنظيم داعش، وتتهم القوات الكردية أنقرة  في عمليات القتل التي وقعت في محافظات الرقة والحسكة ودير الزور، ومن بنيها عمليات اغتيال استهدفت قيادات كردية بارزة، وتفجير سيارات مفخخة، لذا ستبقي هذه المناطق مشتعلة طالما بقي الوضع كما هو عليه،، في ظل تصنيف تركيا لقوات سوريا الديمقراطية على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

حتى المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، فليس من المستبعد أيضا أن تشهد صراعا على النفوذ بين القوات المحلية وتلك الأجنبية الداعمة لها، مثل ميليشيات حزب الله والقوات الإيرانية إلى جانب القوات الروسية، بحسب "فورين بوليسي" التى توقعت  أن يكون للسخط الشعبي على الأسد دوره أيضا في المناطق التي يسيطر عليها، حيث أن سوريا تعاني من الحروب منذ 8 سنوات، الأمر الذى أثقل كاهل السوريين، وينتظرون حلا للمعاناة التى كبدتهم خسائر فادحة فى الأرواح والأموال والبنية التحتية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق