الجارديان: قوات «حفتر» تهزم ميلشيات «السراج» المدعومة من نظام الحمدين

الإثنين، 18 مارس 2019 06:00 ص
الجارديان: قوات «حفتر» تهزم ميلشيات «السراج» المدعومة من نظام الحمدين
فايز السراج

هزائم متتالية بدأت تلاحق ميليشيات حكومة فايز السراج، الذي يدعمه تنظيم الحمدين، وهو ما ظهر في الانتصارات المتتالية التي حققها خليفة حفتر قائد الجيش الوطني، والذي استطاع تعزيز موقفه السياسي والعسكري بوضع يده علي ثلثي المناطق الليبية، وهو ما كشفت عنه صحيفة الجارديان البريطانية، والتي أكدت في تقرير مطول لها عن اقتراب الميليشيات القطرية في ليبيا من السقوط، وفشل محاولات تميم العار لتوحيد صفوف أتابعه.
 
وذكرت الصحيفة في تقريرها أن عملية عسكرية كبيرة في الجنوب قام بها المشير خليفة حفتر زادت من تصاعد قوته وتأثيره، وربما تمكنه بدعم دولي من إملاء شروط التسوية السياسية الليبية المستقبلية، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
 
وقد عزز «حفتر»، موقفه على الأرض من خلال الهجوم الناجح الذي قام به في منطقة جنوب غربي البلاد والذي كانت تسيطر عليه ميلشيات الحمدين، ولعل هذا الانتصار الذي حققه «حفتر» هو ما جعل المراقبون يؤكدون أنه أصبح  في وضع أفضل لإملاء الشروط على منافسه فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها في طرابلس.
 
ونوه تقرير صحيفة الجارديان إلى أنه بدخول قوات الجيش الوطني منطقة فزان، أصبحت لحفتر السيطرة على ثلثي البلاد ومعظم المعابر الحدودية والعديد من المنشآت النفطية الرئيسية، بما في ذلك حقول النفط الكبيرة في حوض مرزوق،  وهو ما سيعجز التحركات القطرية والتركية في ليبيا.
 
وأعادت «الجارديان» التذكير باللقاء الذي جمع بين «حفتر، والسراج» في أبو ظبي يوم 27 فبراير الماضي، مشيرة إلى أنهما قد يجتمعان مرة أخرى في الأسبوع المقبل في محاولة تبدو وكأنها محاولة جديدة لكسر الحرب التي دامت ثماني سنوات تقريبا، والتي تركت البلد فريسة للمتاجرين بالبشر والميليشيات كنظامي الحمدين وتركيا.
 
ولم يؤد اجتماع فبراير- الذي حضره ممثل عن بعثة الأمم المتحدة الخاصة- سوى إلى التزام عام مبهم بإجراء انتخابات ديمقراطية هذا العام، ولكن لم يتم تحديد موعد لذلك، كما أدى إلى رفع توقف إنتاج النفط في حقل الشرارة النفطي أكبر حقل في ليبيا.
 
وقال «السراج» عقب الاجتماع حينها إنه اتفق مع «حفتر» على إجراء انتخابات هذا العام، والعمل باتجاه تسوية مدنية، حيث سبق أن تم التعهد بالمثل في الصيف الماضي لإجراء انتخابات بحلول ديسمبر الماضي، لكن الموعد النهائي لم يتم الوفاء به ويرجع ذلك جزئيا إلى الخلافات حول تسلسل الانتخابات بما في ذلك إجراء استفتاء على الدستور.
 
كما تأخرت خطط المبعوث الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة إلى عقد مشاورات أو مؤتمرات وطنية قبل الانتخابات، فيما رحب المجتمع الدولي بالحوار، إلا أن بعض الجماعات في الغرب تخشى من أن يكون السراج الضعيف تحت الضغط الدولي راغبا في التوصل إلى اتفاق مع حفتر ومؤيديه في شرق البلاد.
 
وأشارت الصحيفة إلى أنه في علامة على قلقه الخاص في نهاية الأحداث أحال السراج رئيس هيئة الأركان السابق عبد الرحمن الطويل إلى لتقاعد وأنهى خدمته العسكرية، مشيرة إلى أن إقالته تمت بعد أن بدا مرحبًا بانتصارات حفتر في فزان.
 
ونقلت الصحيفة تصريحات السفير البريطاني السابق لدى ليبيا بيتر ميليت، والذي أكد أن اجتماع أبو ظبي بين السراج وحفتر ينبغي أن يُنظر إليه على أنه جزء من جهود غسان سلامة لإعادة إحياء العملية السياسية في ليبيا، مشيرا إلى أن المؤتمر الوطني الذي اقترحه المبعوث الأممي ما زال هو الخيار الوحيد المتاح.
 
وأوضح «ميليت» أن انتقال حفتر إلى الجنوب يعني أنه يسيطر الآن على معظم حقول النفط البرية الليبية، مضيفا "يجب أن يكون جزءًا من الحل، لكنه يجب أن يخضع للرقابة المدنية، إذا أراد أن يكون رئيسا فعليه الترشح كمدني، لكن ليس هناك سابقة ولا أساس دستوري للانتخابات الرئاسية.
 
وأضاف الدبلوماسي البريطاني «يجب أن تتحلى انتخابات هذا العام بالاستعدادات الأمنية والتشريعية والدستورية الضرورية، ويجب أن تضمن توحيد المؤسسات السياسية والاقتصادية والأمنية الليبية، وهذا يتطلب استعدادات دقيقة ومفصلة، وسلامة هو أفضل شخص للقيام بهذه المهمة».
 
واعتبر أن الذين يعارضون خطط غسان سلامة إما أنهم يحملون أجندات شخصية أو يحاولون الحفاظ على الوضع الراهن من أجل غاياتهم الأنانية، مبينا أن المؤتمر الوطني المقترح يجب أن يمضي قدما وأن ينتج خريطة طريق سياسية واقتصادية وأمنية وطنية حقيقية يخدم الشعب الليبي كافة وليس فصيل معين.
 
وأوضحت الصحيفة البريطانية، يبدو أن اجتماع أبو ظبي أدى إلى اتفاق على المدى القصير على أن مصطفى صنع الله - رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط الليبي - يمكن أن ينهي الإغلاق الذي فرضته المؤسسة على نفسها والذي يعرف أيضا بالقوة القاهرة في حقل الشرارة الليبي الذي تصل قوته الإنتاجية إلى 300 ألف برميل من الخام يوميا.
 
وأشارت إلى أن سيطرة ميليشيات الحمدين في الجنوب الليبي على حقل الشرارة النفطي، تسبب في ضياع ما مجموعه 1.8 مليار دولار - 1.4 مليار جنيه استرليني- من العائدات.
 
يذكر أن شركة توتال الفرنسية هي واحدة من المالكين المشتركين للحقل وهناك تقارير تفيد بأن القوات الفرنسية الخاصة موجودة في المنطقة.
 
ومع اقتراب الميليشيات القطرية في ليبيا من السقوط، وفشل محاولات تميم العار لتوحيد صفوف أتابعه في طرابلس، لجأت أبواق الحمدين إلى حرب الشائعات والأكاذيب لتفادي انهيار آخر أوكاره.
 
ففي الوقت الذي أكد فيه الناطق باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، أن قوات الجيش الوطني لم تحسم قرار دخول العاصمة طرابلس، روجت وسائل إعلام قطرية وأخرى محلية مرتبطة بجماعة «الإخوان» تقارير عن خطة لقوات حفتر لدخول العاصمة طرابلس.
 
وكان الجيش الوطني الليبي أطلق في يناير الماضي، «عملية الجنوب» التي استطاع من خلالها استعادة السيطرة على حقل الشرارة، الذي يعد الأكبر في البلاد والواقع في عمق صحراء جنوب ليبيا، فضلا عن تحرير مدينة سبها.
 
ويتمركز الجيش الوطني الذي يقوده الجنرال خليفة حفتر في شرق البلاد، وتمكن من استعادة السيطرة على غالبية المناطق الليبية التي تشهد فوضى وانتشار تنظيمات مثل: «القاعدة، وداعش» والعصابات العابرة للحدود التي تعمل في أنشطة التهريب والاتجار بالبشر وأنشطة الهجرة غير الشرعية، وكانت آخر هذه الحملات في جنوب البلاد الذي أعلن الجيش السيطرة عليه بالكامل الأسبوع الماضي.
 
كان تنظيم الحمدين قد عمد إلي الاستماتة في الدفاع عن آخر معاقله في ليبيا، بعدما أمر ميليشياته المتمركزة في العاصمة بدعم حكومة الإخواني فايز السراج، كما حاول فرض سيطرته ببث الخوف بين الليبيين من خلال العمليات الإرهابية، لكن أبناء العاصمة الليبية وجهوا صفعة أخرست أبواق الفتنة القطرية، بعدما خرجوا لتأييد المشير خليفة حفتر في خطواته للتخلص من شياطين قطر.
 
وقد تزامنت هذه التحركات مع الزيارات المتكررة لقيادات تنظيم الإخوان في ليبيا إلى قطر وتركيا، وهو ما أثار مخاوف من وجود مخطط قطري تركي لإرباك المشهد السياسي الليبي وتغذية الصراعات، بهدف إجهاض الحلول السياسية وتعطيل الانتخابات القادمة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق