ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. بلجيكا تصفع أردوغان للمرة الثالثة
الثلاثاء، 12 مارس 2019 01:00 م
نشبت أزمة كبرى بين كل من تركيا وبلجيكا بسبب القرارات التى اتخذتها الأولى، في اعتقاد منها أنها ستطبق فى كل دول العالم، حيث اعتبر النظام التركي أن حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.
تفاصيل الأزمة، ظهرت عقب استدعاء تركيا، سفير بروكسل لديها للتنديد بقرار محكمة بلجيكية- اعتبرته أنقرة أنه يحول دون ملاحقة أنصار حزب العمال الكردستاني- وفق ما أفاد مصدر في وزارة الخارجية التركية، حيث انتقدت حكما صدر بحق 36 شخصا وكيانا يشتبه بارتباطهم بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة والاتحاد الأوروبي جماعة "إرهابية"، ووصفت الحكم بأنه "غير المقبول" الصادر، حيث رفضت محكمة استئناف بلجيكية في سبتمبر 2017 اعتراضا على قرار صدر في وقت سابق عن محكمة أقل درجة قضى بأنه لا يمكن تصنيف أنشطة حزب العمال الكردستاني في أوروبا على أنها إرهاب، وبذلك تكون هذه المرة الثالثة التى يرفض فيها القضاء البلجيكي توجيه تهمة الإرهاب لأعضاء بحزب العمال الكردستاني.
إن محكمة الاستئناف في بلجيكا، فى حكمها الصادر، قالت إنه لا يمكن تصنيف أنشطة حزب العمال الكردستاني في أوروبا على أنها إرهاب، وكثيرا ما يقوم ناشطون مؤيدون لحزب العمال الكردستاني بأنشطة لجمع الأموال والدعاية في أوساط الجاليات التركية والكردية في أوروبا، لترد وزارة الخارجية التركية بشكل غير رسمي، بل عبر مصادر من داخل الوزارة لم تحددها وسائل الإعلام التركية، قائلة: تم استدعاء السفير البلجيكي إلى الوزارة اليوم لنبلغه بعدم رضانا عن القرار الصادر عن غرفة الاتهام البلجيكية بتاريخ 8 مارس، فإنه رغم الأدلة التي تم تقديمها من قبل المدعي الفيدرالي في بلجيكا بشأن طبيعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، يوفر هذا القرار بصيغته الحالية مجالا خطيرا للغاية للمنظمات الإرهابية لاستغلاله.
وبشكل رسمي، أفادت وزارة الخارجية التركية، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز"، أنها ستطعن بالحكم وأن أنقرة ستواصل "معركتها القانونية بكل عزم"، وفق ما نقلت، يأتى ذلك بعد سلسلة من الرفض البلجيكي للتصنيف التركي بالمنظمات الإرهابية، فقد رفضت ذات المحكمة في 2016 طلب الادعاء تحويل ملف المتهمين الـ36 على محكمة جنائية عليا، مشيرة إلى أنه لا يمكن اعتبار حملة مسلحة على أنها عمل إرهابي، وقد عقب السفير البلجيكي ميشال ماليرب لدى تركيا، فى بيان قائلا، إن موقف دولته لم يتغير، وينبغي تأكيد موقف الدولة التي أمثلها، ومن الضروري القبول بأن القضاء البلجيكي مستقل عن الحكومة.
وبدأت الأزمة بين الحزب والحكومة التركية، بتمرد كبير لحزب العمال الكردستاني ضد الدولة التركية منذ العام 1984 أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، ولطالما اتهمت تركيا الدول الأوروبية بعدم أخذ التهديد الذي يشكله حزب العمال الكردستاني على محمل الجد وتجاهل دعوات أنقرة لوقف أنشطته في القارة الأوروبية.