خطاب أردوغان الشعبوي.. لماذا يظهر الرئيس التركي كرهه للعالم وسط أنصاره؟
الإثنين، 11 مارس 2019 10:00 ص
لم يكتف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالسيطرة على مفاصل الدولة التركية، بل يسعى لمواصلة السير على وتر النعرة القومية والعصبية والشدد وحب الذاب وكراهية الأجانب، حيث كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن عزف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على وتر الكراهية للطرف الآخر لكسب أصوات الناخبين في معركة البلديات المرتقبة نهاية الشهر الجاري.
ويصطدم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، والذي يتزعمه رجب طيب أردوغان، بـ استطلاعات رأي عديدة تكشف عن خسارة الحزب الحاكم الكثير من الأصوات المؤيدة له، مقابل صعود الأحزاب المنافسة، وهو ما ينبأ إلى معركة محتدمة في انتخابات البلدية المقبلة، تنذر بخسارة أردوغان لشعبيته، وهيمنته على الكثير من البلديات، وهو ما يواجه الرئيس التركي بالخطابات الشعبوية.
ونشرت صحيفة الجارديان البريطانية، السبت دراسة حديثة وصفت أردوغان بـ «الشعبوي جدًا»، مستندة إلى تبنيه خطابات ذات صبغة دينية قومية تعمل على شيطنة الخصوم السياسيين داخل البلاد، وتناهض وأوروبا أمريكا، ويستهدف أردوغان من هذا الخطاب تسويق نفسه كقائد يتصدى للدول الكبرى في العالم.
وأجريت الدراسة ببحث خطابات أكثر من 140 زعيمًا في 40 دولة خلال عقدين من الزمن، لتخلص إلى أن تركيا تصدرت الشعارات الشعبوية ، تليها بوليفيا، ونيكاراغوا، والمكسيك، وبولندا، والسلفادور، وقالت الصحيفة أن الرئيس التركي كان الزعيم الوحيد خارج أمريكا اللاتينية الذي صنفته الدراسة بأنه شعبوي جدًا.
ورغم أن أردوغان كان ينصف أنه غير شبعوي قبل وصولة للسلطة في 2003، إلا أنه كان الوحيد من جناح اليمين الذي يصل إلى مستوى الخطاب الشعبوي، مشيرة الصحيفة البريطانية أنه تبنى هذا الخطاب تدريجيا بحجج تسويق سياسته وكأنه يدير معركة دينية بين إرادة مؤيديه ونخب فاسدة لا تخدم إلا نفسها.
وأشرف على الدراسة شبكة عالمية من علماء السياسة تسمى «الفريق الشعبوي»، وقاده الأستاذ المساعد في جامعة برمنجهام كير هوكينز، فيما مولتها جريدة الجارديان.
ويرغب الرئيس التركي من خلال هذا الخطاب، أن يسيطر على كل مشاهد الحياة السياسية التركية، في وقت تشهد البلاد أزمة اقتصادية كبيرة في ظل تهاوي قيمة الليرة التركية، ووصولها إلى أدنى مستوى لها في السنوات القليلة الماضية، في حين يحاول الرئيس التركي من هذه الشعبوية أن يستقطب مؤيدين جدد ومواجهة الخسارة الكبيرة في شعبيته.
وبسبب ذلك تظهر المؤتمرات الأسبوعية واللقاءات اليومية، من أجل إطفاء صبغة شعبوية على الحياة التركية، حيث جاء مؤتمر حزب العدالة والتنمية التركي الأخير امتداد لسيطرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الحياة السياسية في البلاد، وأكدت التقرير أن المؤتمر الأخير للحزب هو النسخة التي أرادها رجب طيب أردوغان من الحزب للاستمرار في معاركه الداخلية والخارجية دون معارضة قوية، بعد أن نجح في تحييد قياداته البارزة، خاصة أن خطاب الحزب في المؤتمر هو نفس الخطاب الشعبوي الذي يطلقه الرئيس التركي في مؤتمراته وهو ما يريده أردوغان رغم أن ذلك يعيق أي خطط لحل الأزمة الاقتصادية التركية.