قصة منتصف الليل.. ليلة بكت فيها البراءة من جحود الوالدين
الأحد، 10 مارس 2019 11:00 م
فى ساحة المحكمة وقف "هيثم" الطفل الصغير الذى لا يتعدى عمره 7 سنوات بعيون مليئة بالدموع تلمع مع خيوط أشعة الشمس العابرة من النوافذ ينظر يمينه فيجد أمه تنظر له باستنكار ثم ينظر يساره فيجد والده يقف يصرخ أمام هيئة المحكمة موجها للأم اتهامات متتالية، لم يشعر أحد منهما بتأثير هذا المشهد على الطفل ولا مستقبله الواضح فى نظراته القاتلة.
فالزوجان عاشا فى سعادة طوال العام ونصف عام فى بداية زواجهما وحتى رزقهما الله بمولودهما "هيثم" إلا وأصيبت الأم بحالة نفسية سيئة وصل بها الأمر إلى اكتئاب جعلها تنعزل عن الجميع حتى زوجها وطفلها ومع مرور الشهور لم يتحمل الزوج الحالة النفسية للزوجة وذات ليلة نشب بينهما شجار انتهى بضرب الزوج لزوجته وطردها من المنزل ومعها طفلها، واستغل الزوج ابتعاد الزوجة والطفل عنه وتنصل من مسئوليته تجاههما.
عاشت الزوجة 4 سنوات على هذا الحال مع طفلها ولكنها لم ترعاه كأى أم بل تجاهلته تماما حتى أن مدرسته لم يتوجه إليها طوال العام لعدم اهتمام أمه بأمره وبعد مرور الأربع سنوات توجهت الزوجة لمحكمة الأسرة لتحريك دعوى الطلاق للضرر وتم رفض دعواها لعدم اثبات الضرر الواقع عليها وهو ما جعلها تحرك دعوى تطليق بالخلع من زوجها وتم خلعها بالفعل بعد إصرار الطرفين على عدم الصلح، وبعدها حركت الزوجة دعوى نفقة مطالبة زوجها بالإنفاق على طفلهما 1000 جنيه شهريا ليقف الزوجان أمام المحكمة يتوسطهما الطفل وببراءة لا حدود لها وقف "هيثم" يقبل يد أمه متوددا لها للعودة إلى أبيه ولكنها ترفض بقسوة وتسحب يدها، فيحاول التوسل لوالده ليعود إلى أمه ويعيشوا فى منزل واحد ولكنه أصر على الرفض.
ووصل الحال للطفل أن الصلح بين والديه مستحيل ولكن الأصعب من كل هذا هو وقوف الوالدين أمام المحكمة يرفضان إقامة الطفل معهما فالأم تصر على أن الطفل يجب أن يعيش مع والده ليتحمل مسئوليته كاملة والأب يتهمها بأنها امرأة غير مسئولية ومن حق الطفل أن يقيم معها وسيدفع لها مبلغ النفقة الذى ستقر به المحكمة فوقف الطفل يتوسل إلى أمه قائلا "ماما خدينى أعيش معاكى وأنا هاديكى مصروفى كله المهم أعيش معاكى" ولكن الأم ردت عليه بنبرة مليئة بالقسوة بأنه سيعيش مع والده ورفضت تماما أن يعيش معها فالتفت إلى والده وتوسل إليه من جديد "بابا طب خدنى أعيش معاك ومش عايز فلوس ومش عايز حاجة" فرفض الأب توسل طفله وأكد له ضرورة إقامته مع والدته.
فوقف الطفل ليبكى ساحة القضاء بأكملها وعيونه تذرف دموع ليقول أمام الكافة "طب أعمل ايه دلوقتى ماما مش عايزانى وأبويا مش عايزنى" فوقف الجميع مكتوف الأيدى أمام دموع الطفل وقسوة قلب والديه والمصير المنتظر لهذا الطفل الصغير بعدما تعرض له من جحود والديه رغم توسله لهما بالحصول على أبسط حقوقه من الإقامة مع أحدهما ليضمن حائطا يستره.