كيف تطورت مهنة «المحتسب» من العهد الأول إلى «مقدم البلاغات»؟
الجمعة، 08 مارس 2019 04:00 ص
«المحتسب».. تُعتبر مهنة المحتسب من المهن الموجودة قديما حيث ازدهرت في العصر الاسلامي وخاصة العصر العباسي، فالمحتسب هو الذي يقوم بالعمل الخيري تطوعا بغير مقابل، ولا يريد إلا ابتغاء مرضاة الله تعالى، فالحسبة في الأساس وظيفة كانت تقوم بتطوّع من الذين يودّون تطبيق قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودون مقابل، أي أنهم يقومون بها احتساباً لوجه الله.
ما السبب وراء ذكر «المحتسب»؟ هو ذاك السؤال الذى يطرحه القارئ عند قراءة هذه السطور، إلا أن الأمر فى المقام الأول يتعلق بإشكالية تقديم «البلاغات» للنائب العام التى اشتهر بها عدد من المحامين خلال تلك الفترة نتيجة كثرة تقديم البلاغات حيث تقترب أن تكون بشكل يومى حيث يرى عدد من المراقبون أو القانونيون أن الأمر يهدف فى المقام الأول إلى الشهرة بينما يرى آخرون أن الأمر متعلق بخدمة المجتمع والمواطن.
مع انقراض مهنة «المحتسب» فى العصر الحديث - بحسب الخبير القانونى والمحامى محمد محمود - ظهر بعض الأشخاص والجماعات ليمتهنوا تلك المهنة وهي مراقبة المجتمع وتحريك القضايا ضد المفكرين والكتاب والفنانين طلباً للشهرة تارا والإبتذاذ تارة أخرى، فضلاَ عن تبنى فكرة حماية المجتمع والمواطنين من الأفكار الشاذة والهدّامة.
وقضايا الحسبة – وفقا لـ«محمود» فى تصريح لـ«صوت الأمة» - نوعان قضايا حسبة دينية كان يقودها تيار ظلامي يقوده بعض المشايخ والمحامين «الباحثين عن الشهرة»، وهذا الفعل رقابة خارج اطار القانون ونوع من أنواع الإرهاب الفكري وخير دليل على ذلك قضية كتاب «الشعر الجاهلي» لعميد الأدب العربى طه حسين دليل على ذلك مروراً بقضية التفريق بين الدكتور نصر حامد أبو زيد وزوجته، لأنه مرتد على حسب فكر واعتقاد مقيمى قضية التفريق وفي النهاية تم الحكم بالتفريق بين الدكتور نصر حامد أبو زيد وزوجته، لأنه حسب وجهة نظرهم خرج من الملة ثم هاجر الرجل وترك بلده يعيش في هولندا حتى وفاته المنية خارج بلده.
واعتياد تقديم بلاغات ورفع قضايا لمصادرة الكتب وسحب جوائز الدولة عن بعض الكتاب أو بلاغات ازدراء الأديان على الفنانين والكتاب وكل تلك البلاغات كان يقودها بعض المحامين المغمورين الباحثين عن الشهرة ومعهم محامين من تيار ديني معتقدين أنه جهاد القانون حتى ظهر نوعاً آخر بعد ثورة ٢٥ يناير أشد فتكاً وهو قضايا الحسبة السياسية وظهور محامين الحسبة لتقديم البلاغات ضد معارضيهم سياسياً أو فكريا بدافع الشهرة أو الإنتقام، مما ارق مضاجع الجميع وهدد حريات الجميع – هكذا يقول «محمود».
وظهور عدد من المحامين الذين أصبحوا مشهورين بعد ثورة يناير وغيرهم ببلاغات ضد أي شىء ذو طابع سياسي، مما سهل على اي فرد أن يقدم بلاغ ضد أي شىء حتى المسلمات في حياتنا اليومية حتى وصلنا إلى القاع بفكرة سحب الأولاد من حضانة أمهم لأنها غير أمينة على تربيتهم لمجرد بحسب قوله: «مش عاجبنا شكلها»، متمنياَ من الجهات المختصة إيقاف هذا العبث القانوني وتعديل القانون ليتيح لصاحب المصلحة فقط تحريك البلاغ طالما نحن لا نستحق المادة ٢٥ من قانون الإجراءات الجنائية التي تتيح لمن علم بوقوع جريمة بالتبليغ ونترك كل شىء بيد الدولة طالما المنفعة هكذا.
11903707_977801125616759_4868040698772526363_n
محكمة