نهاية العالم الأزرق.. هل يبتلع «إنستجرام» رواد السوشيال ميديا؟

الجمعة، 08 مارس 2019 03:00 ص
نهاية العالم الأزرق.. هل يبتلع «إنستجرام» رواد السوشيال ميديا؟
مواقع السوشيال ميديا - أرشيفية

 
من تقريب المسافات والتواصل بين الشعوب، كان هو عمل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كان أشهرها «فيس بوك»، المولود عام 2003م، بهدف التواصل بين طلاب الجامعة، إلا أنه ومع مرور الوقت تحول إلى ساحة كبرى للحروب الكلامية، والتصفيات المعنوية، وأرضا خصبة لترويج الشائعات، والإضرار بالأمن القومي للبلاد.
 
ولم تتوقف أزمات «العالم الأزرق» كما أسماه أساتذة التواصل الاجتماعي، عند هذا الحد، بل امتدت لتدخل مرحلة الانحراف الأمني والأخلاقي، بعد تسريب بيانات ومحادثات العملاء الخاصة، الأمر الذي أدى إلى زعزعة ثقة مستخدميه، لاسيما واعتماد كافة طبقات المجتمع والمواطنين عليه، كونه واحدا من روافد الترفيه والمعلومات الهامة لهم.
 
3
 
شركة أبحاث السوق «إديسون ريسيرتش»، أجرت استطلاع رأي شمل بيانات مسخدمي «فيس بوك» بالولايات المتحدة الأمريكية فقط، كونها السوق الأكثر ربحا له، كشف عن انخفاض قاعدة مستخدميه خاصة بين الفئة العمرية التي تتراوح أعمارها بين 12 و 34 عامًا، ليصبح عدد الأشخاص الذين يستخدمونه اليوم أقل نحو 15 مليون مستخدم مقارنةً بعام 2017، مع وجود أكبر انخفاض بين المستخدمين المراهقين وجيل الألفية.
 
ورغم أن الاستطلاع لم يكشف عن أسباب مغادرة المستخدمين للموقع الأزرق وما مدى تأثير هذا الأمر، خاصة وأن الشبكة الاجتماعية كشفت فى أحدث تقرير للأرباح عن زيادة عدد مستخدميها النشطين شهريًا، جنبا إلى جنب ارتفاع قاعدة المستخدمين العالمية، والتى وصلت إلى  2.32 مليار، إلا أن استبيان «إديسون» يشير إلى أن مشاكل  الخصوصية التي تعرض لها الموقع واستمرار خرق الثقة قد يكون له تأثير ملحوظ على شريحة المستخدمين.
 
download (1)
 
«لاري روزين»، رئيس «أديسون»، علق قائلا: «لا أصدق كيف لا يمكنك القول بأن هذا الانخفاض مهم ومؤثر، فخمسة عشر مليون شخص عدد كبير، بغض النظر عن الطريقة التي تخلوا بها عن الشبكة الاجتماعية، إذ يمثل نحو 6 في المئة من مجموع سكان الولايات المتحدة الذين تبلغ أعمارهم 12 سنة فما فوق، وما يجعل الأمر مهمًا هو أن هذا العام الثاني على التوالي الذي شهدنا فيه انخفاض لعدد مستخدمى الموقع، لذا قد يكون الأمر بمثابة نهج واتجاه عام».
 
ومن المثير للاهتمام بهذا الاتجاه الجديد نحو مغادرة فيس بوك هو أن المستخدمين لا يرحلون تمامًا، بل يتوجهون نحو «انستجرام»، ويمكن لتطبيق مشاركة الصور ، المملوك لفيس بوك، والذى يقوم بطبيعته بجمع معلومات شخصية أقل عن مستخدميه، أن يكون بديلاً أكثر سلاسة وأقل سمية من استخدام موقع فيس بوك الرئيسى، الذى أصبح مليئا بالإعلانات، ويعانى من جميع أنواع المعلومات المضللة والأخبار المزيفة، جنبا إلى جنب المحتوى المصمم إما للترافيك أو التأثير على المستخدمين لأغراض سياسية، ومن الواضح أيضًا أن انستجرام أصبح الآن بمثابة الشبكة الاجتماعية الأفضل للجيل الأصغر ، بالكاد لا ينافسه سوى تطبيق «سناب شات».
 
d
 
ورغم هذا الاتجاه الكبير، إلا أن الشبكة الاجتماعية مازال أمامها فرصة ضئيلة لعكس هذا التحول، حيث أوضح «روزين»: «هناك بيانات تشير إلى أن فيس بوك أصبح أكثر شعبية بين كبار السن، وهو الأمر الذى قد يكون أثر على الشباب، كما يجب علينا التفكير فيما إذا كانت بعض المنصات الاجتماعية الأخرى، مثل انستجرام و سناب شات، أكثر جاذبية للأشخاص الأصغر سناً، كما ينبغى أن أذكر أيضًا أنه على الرغم من أن فيس بوك شهد انخفاضًا كبيرًا في الاستخدام بين الأشخاص الأصغر سنًا، إلا أننا لا نزال نشهد بعض المكاسب بين المستخدمين من 55 عامًا أو أكبر».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق