أسعار توريد القمح تحدد خريطة زراعته السنوات القادمة
الخميس، 07 مارس 2019 12:00 م
تشغل زراعة القمح أو الذهب الأصفر اهتمام المزارعين والفلاحين، كما يتابعها خبراء الزراعة والأمن الغذائى، ووزارات مثل التموين والتجارة الداخلية، والصناعة والتجارة الخارجية، علاوة على الوزارة الرئيسية والأساسية، صاحبة الحق الأصيل، فى زراعة ورعاية وتطوير القمح فى مصر، وهى وزارة الزراعة، كما تستمر زراعة المحصول فى الأراضى لحوالي 6 أشهر، من بذر أو وضع التقاوى فى التربة، ثم تتوالى تنقية الحشائش ورعاية المحصول حتى حصاده، ونقله إلى شون البنك الزراعي والشركات والمطاحن، تمهيداً لتوريده والحصول على المقابل، والذى من المفترض أن تكون أسعار التوريد، تعطى هامش ربح يدفع الفلاحين والمزارعين إلى استمرار عملية الزراعة.
زراعة القمح
أسعار التوريد
وتختلف أسعار التوريد من عامٍ لآخر، حسب السعر العالمي للقمح فى البورصات الدولية، كما تسعى الحكومة منذ عشرات السنين، إلى أن يكون السعر فيه تشجيعٌ وحافزٌ للفلاحين، على استمرار زراعة القمح، مع ارتباط السعر بدرجات نقاوة المحصول، غير أن أسعار مستلزمات الإنتاج ترتفع سنوياً، وهو ما أكد عليه، الحاج ممدوح حماده، رئيس الاتحاد التعاونى الزراعى المركزى.
وأضاف أن هذه الزيادة تستوجب على الحكومة، أن تواكب ذلك بزيادة أسعار توريد القمح سنوياً، لاستمرار زراعة القمح وبمساحات كبيرة تقلل من فاتورة الاستيراد، وعلى الحكومة ممثلة فى وزارتي الزراعة والتموين، أن تكون لهما رؤية سنوية لزيادة أسعار توريد القمح، حتى لا تتراجع مساحة زراعته، ويكون ذلك سبباً فى زيادة الفجوة من الاستيراد بالعُملة الصعبة، خاصة وأن هناك محاصيل أخرى، تتصارع على أن تحصل على مساحات من الرقعة الزراعية، مثل بنجر السكر والبرسيم، والمحصولان يُزرعان فى وقت زراعة القمح، وهناك دعمٌ لزراعة البنجر من شركات السُكّر.
حقول القمح
سعر فدان القمح الفريك
من ناحيته، قال الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام، النقيب العام للفلاحين، إنه يطالب بسعر عادل لأردب القمح، وفى نفس الوقت سعر يرضي المزراعين، ويحفزهم علي التوسع في زراعة الاقماح، بحيث لا يقل هذا السعر عن 800 جنيه للأردب زنة 150 كيلو جرام، ليكون طن القمح بحوالي 5 آلاف و300 جنيه، اعتماداً علي حساب التكلفة الفعلية لزراعة المحصول، ووضع هامش ربح مناسب، بعد أن وصل سعر فدان القمح فريك إلى 16 ألف جنيه، وأكد أبو صدام أن إنتاج فدان القمح في المتوسط 18 أردب، بسعر 800 جنيه للأردب، وهو مايعنى أن سعر الطن 14 ألف و400 جنيه، علاوة على 10 حمول تبن، بحوالي 2000 جنيه، فيصبح إجمالي إنتاج الفدان 16 ألف و 400 جنيه، ويأخذ القمح فترة زراعة فى الأرض، من أوائل شهر نوفمبر حتي منتصف إبريل، حوالي 6 أشهر.
ممدوح حمادة رئيس الاتحاد التعاونى الزراعى
وطالب بسعرٌ عادلٌ للأردب، علاوة علي الفترة التي تسبق الزراعة، من حرث وتجهيز وإعداد الأرض للزراعة، حيث يتكلف الفدان بعد الزيادة الكبيرة، في كل المستلزمات الزراعية من أسمدة وتقاوي ومبيدات وعِمالة، حوالي 10 آلاف جنيه، غير إيجار الفدان الذي يصل لـ 4 آلاف جنيه، إيجار(نصف عام ) قمح فقط.
الحاج حسين عبد الرحمن ابوصدام النقيب العام للفلاحين
السعر العالمي للقمح
نقيب عام الفلاحين خلال متابعته لمحصول القمح
الاكتفاء الذاتي من القمح
وأشار الحاج حسين أبوصدام، إلي أن القمح محصول أساسي واستراتيجي، وأى خلل أو مشاكل فيه تهدد الأمن القومي، وعلي الدولة وضع خطة للاكتفاء الذاتي منه، ودعم مزراعيه والاعتماد علي الاستيراد الذي يحمل الكثير من المخاطر، حيث إن دول كثيرة حققت الاكتفاء الذاتي من القمح، وأصبحت دول مُصدّرة ،بعد أن كانت تستورد الأقماح، مثل الصين والهند وروسيا، التى نستورد منها القمح، ولفت نقيب عام الفلاحين، إلى أن مساحات زراعة محصول القمح بمصر، وصل حتي الآن فى عام 2019 إلى 3 ملايين و258 و817 فداناً، وبلغت مساحات زراعة البرسيم مليوناً و524 ألف و193 فداناً، وأشار أبوصدام إلى أننا نحتاج لتشجيع الفلاحين علي زراعة القمح، خاصة مع الزيادة السكانية الكبيرة، حيث إن مصر تُعد أكبر مستورد للقمح في العالم، حيث نستورد حوالي 48 % من احتياجتنا من القمح، فنحن نستهلك حوالي 15 مليون طن قمح سنويا، ننتج منها 9 مليون طن، وتشتري منهم الحكومة 3 مليون طن تقريباً، وتستورد حوالي7 مليون طن، لتوفير رغيف العيش المدعم، فيما يذهب باقي الإنتاج للسوق الحر.
جدير بالذكر أن المساحة التي زُرعت أقماح عام 2018، كانت 3 ملايين و260 الف فدان، حسب بيانات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى.
زراعة القمح