يعاني من اللامبالاة.. خبير نفسي: سائق جرار محطة مصر المحترق شخصية سيكوباتية

بعد دقائق معدودة من الكارثة التي وقت أمس في محطة مصر، والتي راح ضحيتها عدد من المواطنين، التفتت أنظار الجميع نحو مرتكب هذه الجريمة البشعة، متسائلين أين كان سائق القطار وقت وقوع الحريق الهائل داخل المحطة، والذي نشب إثر اصطدام أحد جرارات القطارات بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف 6 بالمحطة الرئيسية بعد خروجه عن القضبان، ما أدى إلى انفجار «تنك الوقود».

وعند القبض على السائق المتهم، واعترافه بأنه المتسبب في حدوث التصادم الذي نتج عنه حريق هائل في محطة سكك حديد مصر، سادت حالة من السخط والغضب، خاصة بين رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، والذين طالبوا وبإجماع على توقيع أقصى عقوبة على هذا المجرم، ليكون رادع قوي لمثل هؤلاء المجرمين عديمي المسؤلية والوطنية  .

وكشفت تحقيقات النيابة العامة تفاصيل الواقعة، مؤكدة أن الجرار رقم "2310" وأثناء سيره متجها لمكان التخزين، تقابل مع الجرار رقم "2305" أثناء دورانه على خط مجاور عكس الاتجاه، ما أدى إلى تشابك السائقين، وحال ذلك دون استمرار سير القطار مرتكب الحادث، فترك سائق الجرار الأخير القطار، دون أن يتخذ إجراءات إيقاف المحرك، ما ترتب عليه تحرك الجرار الآخر بسرعة فائقة، فاصطدم بالمصعد الخرساني بنهاية خط السير بداخل المحطة، فوقع الحادث الأليم .

والأمر الذي آثار غضب الجميع أيضا، وبشكل ملحوظ للغاية بعد الواقعة، هو الثبات الانفعالي الذي ظهر به المجرم، العامل بالسكة الحديد منذ 26 عاما، عند تواجده أمس مع اإعلامي وائل الإبراشي، في برنامجه "كل يوم" المذاع على فضائية "أون أي".

وفى هذا السياق، يرى الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، أن الثبات الانفعالي الذي ظهر بوضوح على المجرم خلال البرنامج أمس، يؤكد على أنه شخصية سيكوباتية، وليس لديه أي مشاعر إنسانية، قائلا: "إن هذا المجرم تقبع داخله حالة من اللامبالاة وعدم الاهتمام بتوابع الأمور".

وأضاف استشارى الطب النفسى، أن السائق حاول بشتى الطرق خلال لقائه بالبرنامج، إلصاق التهم على أفراد آخرين ولكنه فشل في إقناع الرأي العام بذلك، من خلال ظهور علامات الكذب عليه، وهو يروى تفاصيل الحادث الأليم .

وأشار الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إلى أن الذي يدل على كذبه، هو ادعائه بعدم معرفته بوقوع الحادث إلا بعد ساعات طويلة من وقوعه، فكيف ذلك.

يذكر أن نيابة شمال القاهرة الكلية، أمرت بإشراف المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول للنيابات، بحجز سائق الجرار المتسبب في حادث محطة سكة حديد رمسيس، لحين ورود التحريات، حيث نفي المتهم أمام النيابة مسئوليته عن الحادث، مؤكدا أن ما حدث كان دون قصد منه، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التى يترك فيها الجرار وينزل، وأن ذلك حدث أثناء تشاجره مع زميله، بسبب خلل فنى أدى إلى تصادمه بجرار آخر كان يقوده زميله.