قصة هروب الأمريكية «أم جهاد» من جحيم داعش: أجبرها الجوع على أكل الأعشاب
الإثنين، 25 فبراير 2019 10:00 ص
«كانت مثل الأفلام السينمائية، غير قابلة للتصديق. تجرية قاسية. فلقد أجبرنا الجوع على تناول الأعشاب».. بهذه الكلمات وصفت «هدى مثني» تجربتها مع تنظيم داعش الإرهابي. لم تتصور الطالبة الأمريكية تلك الحياة القاسية التي عاشتها مع مُجاهدي داعش في سوريا وقت قرارها بالفرار من عائلتها المقيمة في هوفر بولاية آلاباما بأميركا.
لم تكتشف الحقيقة إلا بعد مرور أعوام، إذ كانت الفتاة الجامعية «المودرن» سعيدة بأوقاتها مع التنظيم الدموي وقت وصولها واستقرارها في عاصمة الخلافة «الرقة»، حيثُ تزوجت المقاتل الاسترالي سوحان رحمان وكان ذلك أول زواج لها، وتغير اسمها إلى «أم جهاد».
التقت صحيفة الجارديان البريطانية بـ «هدى» في مخيم الهول شرقي سوريا الذي انتقلت إليه منذ 6 أسابيع والذي تديره قوات سوريا الديمقراطية حيث تعيش هدى إلى جانب 1500 امرأة وطفل من أفراد أسر التنظيم.
حكاية الأمريكية «أم جهاد» من جامعات أمريكا إلى مخيمات داعش
قالت "هدى" إنها تشعر بالندم بعد هذه السنوات التي قضتها في انضمامها لتنظيم داعش الإرهابي وطلبت من الحكومة الأمريكية منحها "فرصة ثانية" والسماح لها بالعودة إلى الولايات المتحدة كي تربي ابنها بسلام حسب الصحيفة البريطانية.
ومن بين ما قالته هدى في المقابلة التي نشرتها الصحيفة البريطانية في فبراير 2019 ، إن أسرتها التي تعيش في ولاية آلاباما الأمريكية كانت محافظة جداً وفرضت قيود كثيرة على حركتها وعلاقاتها وكانت تلك القيود من بين العوامل التي ساهمت في تطرفها" حسب قولها، وفي حديثها أشارت إلى علاقتها بوالدها الذي لم يكن يسمح لها مطلقا بالخروج مع أصدقائها، فتحولت إلى التركيز على الدين وتعمقت فيه كثيرًا، حتى صارت مُطلعة جدا واعتقدت أن كل ما اطلعت عليه صحيح".
انبهارها الوهمي بالتنظيم
بعد وصولها إلى "أرض الخلافة" في سوريا وتغيير اسمها إلى "أم جهاد" في ديسمبر 2014، نشرت صورة 4 جوازات سفر (أمريكي، وكندي واسترالي وبريطاني) وعلقت فوق الصورة بجملة "إلى النار قريباً، لا حاجة إليها بعد الآن الحمد لله".
وأكدت أن هناك عددا كبيرا من الاستراليين والبريطانيين الذين يعيشون في ظل "الخلافة"، داعية الأمريكيين عبر تغريدة عبر موقع تويتر:
"استيقظوا أيها الأمريكيون هناك الكثير الذي يمكنكم القيام به حيثما تعيشون تحت حكم أكبر أعداءنا. كفاكم نوماً، أريقوا دمائهم باطلاق النار عليهم من سياراتكم، أو استأجروا شاحنات كبيرة وادهسوهم بها في المناسبات الكبرى".
دورها في التنظيم
كان دور "هدى" يقتصر عبر مواقع التواصل الإجتماعي باللغة الإنجليزية، وكانت أكبر الناشطات الإلكترونيات إذ تمكنت من إثارة حماس الشباب وكانت تحض أقرانها الأمريكيين خاصة على اللحاق بصفوف التنظيم.
وكانت تدعوهم إلى السير على خطاها واللحاق بصفوف التنظيم و"الهجرة" إلى أرض الخلافة. وخاطبت أقرانها الأمريكيين أنصار "الدولة الاسلامية" حسب وصفها: "أين انتم؟ استيقظوا". ودعت من لا يستطيع السفر إلى هناك إلى"إرهاب الكفار حيث يعيشون".
حكاية هروبها
تحكي "هدى" عن قصة هروبها من بلادها إلى داعش، إذ فرت هدى من منزل أسرتها في مدينة هوفر بولاية آلاباما عندما كانت في العشرين من العمر وتدرس في الجامعة. وكانا والداها قد هاجروا عام 1992 من اليمن إلى الولايات المتحدة و رزقا هناك بخمسة أبناء وكانت هدى أصغرهم.
وكذبت "هدى" على أسرتها وأوهمت والدها أنها تسافر إلى ولاية أخرى في إطار رحلة دراسية، بعد أشهر عديدة من التخطيط والترتيب بعيدا عن رقابة أسرتها اليمنية الأصل.
وصلت الى تركيا في شهر نوفمبر 2014، استقرت في الرقة وتزوجت، وقُتل زوجها الأول خلال معارك مدينة كوباني وبعد الحادث كتبت هدى عبر تويتر مخاطبة مسلمي الولايات المتحدة "اريقوا كل دمائهم ما دمتم تعيشون تحت حكم أكبر أعداء الإسلام".
تزوجت هدى للمرة الثانية من مقاتل تونسي وأنجبت منه ابنها البالغ من العمر 18 شهراً. وقتل زوجها الثاني في معارك مدينة الموصل العراقية. ومع سقوط الموصل وعاصمة الخلافة الرقة انتقلت هي مع المئات من النساء والأطفال إلى المنطقة التي كانت لا تزال تحت سيطرة التنظيم شرقي سوريا، وخلال تلك الفترة تزوجت للمرة الثالثة مقاتل سوري من عناصر التنظيم لمدة قصيرة خلال العام الماضي.
وقبل نحو شهر ونصف فرت هدى من بلدة السوسة شرقي سوريا عندما كانت لا تزال تحت سيطرة التنظيم ونامت في العراء ليلتين مع عدد من الفارين من صفوف التنظيم إلى أن تم إلقاء القبض عليها من قبل قوات سوريا الديمقراطية.