«بسمة» للمحكمة: جوزى رومانسي.. والجنس كل أولوياته
الإثنين، 25 فبراير 2019 09:00 ص
ما بين الرومانسية والجدية ظهر الصراع فى حياة «بسمة»، وزوجها «رامى»، فالمتعارف عليه أن تكون السيدة هى الأكثر رومانسية، على أن يكون الرجل هو المتحكم فى عواطفه، ويتعامل بجدية فى التفكير بالعقل، ولكن الأمر انعكس فى الحياة الزوجية بينهما، فالسيدة الثلاثينية تتعامل بعقلية فى كافة تصرفاتها حتى علاقتها بزوجها وترتب أولوياتها الحياتية، والتى يرأسها عملها كامرأة ناجحة اشتهرت باجتهادها فى العمل وجديتها، لتحقيق أهدافها العملية، فى حين أن زوجها لم يفكر فى شئ سوى لحظات حميمة تجمعه بزوجته، وقضاء وقت رومانسى طالما تخيله من ورود وشموع تزين منزلهما على أصوات الموسيقى الهادئة يجد زوجته تقف مفتوحة الأيدى لتستقبله بين ذراعيها.
ولكن هذا المشهد لم تحققه «بسمة»، وهو ما صنع فجوة كبيرة بين الطرفين مع مرور الأيام، فالزوج لا يشغل باله سوى هذا المشهد المتملك من خياله، أما المستقبل والعمل والإنفاق على المنزل وكل هذه المسئوليات، فهى لا تعنى له شئ لتربيته المدللة منذ صغره، وألقى بكل المسئوليات على عاتق زوجته، ورغم كل ذلك لا يفعل شئ سوى معاتبتها على اهتمامها بالعمل أكثر منه، وعندما طلبت منه أن يخرج للعمل بدلا من ترك وظيفة تلو الأخرى، لإهماله وعدم تحمله المسئولية، يرفض الخروج للعمل، ويتحدث لوالديه لينفقا عليه وهو جالسا فى المنزل دون محاولة منه أن يكون مسئولا عن أسرة.
ورغم المحاولات العديدة التى باءت بالفشل، والتى عافرت فيها «بسمة» لتغيير حال زوجها، لم تجد مقابل سوى خلافات ومشاجرات تزداد يوما بعد يوم، لتتصوره وكأنه ممسكا بفأس يقف أمامها يحطم طموحها ويحاول أن يجعلها مثله تجلس فى المنزل، وينتظران سويا المصروف الشهرى من والديه، وهو المبلغ الذى لا يعنى شيئا أمام الالتزامات الحياتية فى ظل ارتفاع الأسعار، وحتى إذا كان هذا المبلغ يكفى لسد كافة الاحتياجات، فشخصية «بسمة» تتعارض مع هذا المبدأ المتكاسل الاعتمادى، فقد اعتادت على تحمل المسئولية منذ صغرها، وتزوجت المدلل الرومانسى، لتقف أمام مأزق عجزت عن الخروج منه.
وذات يوم، فوجئت «بسمة» بزوجها يمنعها من الخروج للعمل بالقوة، وعندما حاولت النقاش معه لإقناعه، وقف أمامها وسبها وعملها وتلفظ بألفاظ بذيئة لم تعتاد على سماعها لوعدهما السابق بتبادل الاحترام، ولكن فى هذه المرة عجزت عن التفكير والتصرف من صدمتها، وجلست فى مكانها ملتزمة الصمت، وبعد قليل جاء إليها زوجها يداعبها ويطلب منها ممارسة العلاقة الحميمة، فعلمت أن تصرفه هذا كان ليصل إلى هدفه الذى أصبح بالنسبة لها مستحيلا، وذلك بعدما سقط من نظرها يوما بعد يوم، ولا تراه رجلا من الأساس، فكيف ترتمى فى أحضانه رغما عنها لتهدئة الأوضاع، وإذا استسلمت وتصنعت السعادة فى أحضانه هذه المرة، فسيعلم حينها أنه علم الطريق الصحيح للوصول إلى مبتغاه، وهو إهانتها وإجبارها على عدم الخروج للعمل أيا كانت عواقب هذا التصرف.
وقفت «بسمة» أمام زوجها والذى لم يترك لها الفرصة فى التجاوب مع مشاعره، وأخذ يداعب مفاتنها، ولكن دون جدوى، ورغم ذلك حملها وألقى بها على السرير، ولكنها تحولت إلى وسادة بلا مشاعر، وبعدما أنهى العلاقة الجنسية، وهى على هذا الحال، بدأ يصرخ فى وجهها متهما إياها بالبرود، وعندما وجدها صامتة تمتنع عن الرد على حديثه، وهو ما أثار غضبه، فصفعها عسى أن تتحدث بشئ، ولكن لا حياة لمن تنادى، فالصدمة كانت أقوى من أن تعترض على تصرفاته وتفكيرها فى الحياة التى ألقت نفسها فيها، وكيفية التخلص من هذه الأمور كان المتملك على تفكيرها، فلم تشعر باعتدائه، وهو رد الفعل الذى أتاح له استكمال الضرب.
لم تشعر «بسمة» بما يحدث إلا بعد أن وجدت ملابسها ملطخة ببقاع دم آثار الاعتداء، وهنا خرجت من المنزل بهدوء مخيف، مرتدية ملابسها الملطخة بالدماء، وتوجهت إلى أقرب قسم شرطة، وحررت محضرا ضد زوجها، وبدأت فى اتخاذ الإجراءات القانونية للتخلص من الرباط المقدس الذى جمعها بهذا الزوج.