بهذه الطريقة يسترجع عقلك ذكرياتك
الأحد، 24 فبراير 2019 09:00 ص
فى حال رغبتك فى استرجاع ذكريات معينة، تبدأ بالتفكير للوراء، فى محاولة لاسترجاع حدث معين مررت به، ولكن ماذا يدور داخل عقلك لإتمام هذه العملية؟
لقد بحثت دراسة جديدة عن الطريقة التي تقوم بها الدماغ لاسترجاع الذكريات البسيطة، وما يمكننا معرفته عن كيفية تذكر الأحداث السابقة.
فى الدراسة الجديدة- نشر نتائجها الباحثون في مجلة Nature Communications العلمية- وجد جوان ليند دومينجو، باحث في كلية علم النفس ومركز صحة الدماغ البشري في جامعة بيرمنجهام في المملكة المتحدة، ومؤلف الدراسة أيضًا، أن الذاكرة ليست نسخة طبق الأصل عن الأشياء التي اختبرناها، وعن كيفية تذكر أدمغتنا لذكريات معينة؟ وما الذي تدل عليه بخصوص الطريقة التي نتذكر بها الأحداث؟
يقول: الذاكرة هي عملية إعادة بناء متحيزة من قبل المعرفة الشخصية ووجهات النظر العالمية، ففي بعض الأحيان نتذكر أحداث لم تحدث قط، فكيفية إعادة بناء الذكريات في الدماغ لم تُفهم بصورة تامة.
وحتى يتم فهم آلية عمل الذاكرة على أرض الواقع، طلب الباحثون من مجموعة من المشاركين النظر إلى مجموعة من الصور لأجسام مختلفة، ربطوها بكلمات مختلفة عملت كدلائل، وفي تاريخ آخر، طُلب من المشاركين تذكر هذه الأجسام بدقة بعد سماعهم لكل دليل لفظي، وعند قيامهم بذلك، سجل فريق الباحثين نشاط أدمغتهم من خلال شبكة معقدة مكونة من 128 قطبًا كهربائيًا مرتبطًا بفروة الرأس.
وبعد طلبات الباحثون، قاموا باستخدام خوارزمية حاسوبية معينة لفك شفرة الإشارات الدماغية المتغيرة في محاولة لمعرفة نوع الصورة، التي تذكرها كل مشارك وكيف تذكرها، وقد اكتشفوا أن المشاركين قد تذكروا المعلومات المجردة أولا، مثل: ما إذا كانت الصورة لحيوان أو لآلة موسيقية، لكنهم لاحظوا أن أدمغة المشاركين لم تتذكر أي تفصيل فيما يخص شكل الجسم في بادئ الأمر، يقول الباحثون إن هذه الخطوة تأتي لاحقًا.
وقالت إحدى الباحثات فى الدراسة، وهى عالمة الأعصاب ماري ويمبر: لقد تمكنا من إظهار أن المشاركين كانوا يسترجعون معلومات مجردة ذات دقة عالية ، أي ما إذا كانوا يفكرون في حيوان أو جسم مادي، ثم بعد فترة وجيزة من سماعهم الكلمة،لم يتذكر المشاركون التفاصيل الدقيقة إلا بعد مرور فترة من الوقت، على سبيل المثال ما إذا كانوا ينظرون إلى جسم ملون أو أسود وأبيض.
وتوصل الباحثون إلى أنه عندما يرى الشخص جسمًا معقدًا للمرة الأولى، يسجل الدماغ التفاصيل الدقيقة مثل النمط واللون، فيما بعد، يسجل الدماغ المعلومات المجردة التي ينتمي لها الجسم؛ كأن يكون حيوانًا، أو نباتًا، أو قطعة من الأثاث، وعلى الرغم من أن ذكرياتنا تبدو في عيننا الداخلية صورة مشرقة، فإنها ليست لقطة بسيطة من الماضي، ولكنها تصوير مرمم ومنحاز.