خطة «البحوث الإسلامية» لتدريب أمناء الفتوى على تقديم الخدمات المجتمعية
الخميس، 21 فبراير 2019 12:38 مكتبت- منال القاضي
لا يقتصر دور المؤسسات الدينية التابعة للأزهر الشريف فقط على الجانب الديني، بل تطور الأزهر ومؤسساته بما يهدف إلى خدمة المجتمع، ويساهم في إيجاد حلول واقعية للمشكلات والقضايا المعاصرة، بناء على مبادرة شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، بتحويل دور تلك المؤسسة التاريخية لخدمة المواطنين، وتقرب علماء الأزهر للجمهور والبحث كل مشكلاتهم، لمختلف الفئات.
وفي هذا الإطار أطلق مجمع البحوث الإسلامية، القوافل الدعوية على المقاهي والنوادي والجامعات، وأماكن تجمع الشباب للحوار معهم بنفس أسلوبهم، بالإضافة إلى الرد على الفتاوى من خلال مكاتب الفتوى في وسائل الموصلات ومعرض الكتاب ولجان الفتاوى المتواجد فى جميع المحافظات، لكى يكون عالم الأزهر ليس بمعزل عن جمهوره.
كما تعمل الجامعة على إطلاق القوافل الطبية لإجراء الكشف على المرضى فى جميع المحافظات، واستغلال بنك المعرفة لدراسة احتياجات المجتمع والقيام بدور تعليمى وخدمى معا. وفي ذات السياق أكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الدكتور محيي الدين عفيفي، أن المجمع سوف يبدأ في تنفيذ سلسلة من ورش العمل بعنوان «الوفاق الأسري وأثره على قوة المجتمع» لأعضاء وأمناء لجان الفتوى على مستوى الجمهورية، لتدريبهم على أفضل الطرق الفعّالة لحل المشكلات الأسرية و الاجتماعية الواردة إلى اللجان، وكيفية التغلب عليها للحفاظ على وحدة الأسرة التي تمثل القاعدة الرئيسة لبناء المجتمع.
وقال «عفيفي»، إن ورش العمل ستناقش مجموعة من الأساليب العلمية المتميزة في تحقيق السلام المجتمعي على مستوى الأسرة والمجتمع، من خلال بيان أن العلاقة الزوجية تقوم على تحقيق السكينة والاستقرار من خلال الاحترام المتبادل، واستشعار كل شخص لمسؤولية التي ينبغي أن يقوم بها في ظل التغييرات المعاصرة، وأهمية التكامل والتعاون والتفاهم رغم اختلاف الآراء ووجهات النظر.
وأوضح الأمين العام أن برنامج ورشة العمل الواحدة يستمر لمدة ثلاثة أيام، حيث تركز الورشة على تناول أهمية الوفاق الأسري ونتائجه الإيجابية، وخطر ظاهرة العنف الأسري، والآثار الاجتماعية والنفسية المترتبة على التفكك الأسري ومسببات الطلاق، وغيرها من المشكلات المتعلقة بالأسرة المعاصرة، كما يتناول برنامج الورشة المشكلات الأسرية من الجوانب النفسية والاجتماعية والدينية من خلال متخصصين في الطب النفسي وعلم الاجتماع والعلوم الشرعية.
وأشار الأمين العام، إلى أن ورش العمل تأتي في إطار اهتمام المجمع بالتدريب والتأهيل المستمر للوعاظ وأمناء الفتوى على التعامل مع القضايا المجتمعية المعاصرة كقضايا احتياجات المجتمع.
وفيما يتعلق بدور جامعة الأزهر فى خدمة المجتمع، أوضح الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، أنه يجب مواصلة الجهود البحثية بمختلف الكليات بالقاهرة والأقاليم، بمراعاة التركيز على الأبحاث التى تُواكب متغيرات العصر، وتُلبى الاحتياجات المجتمعية، مع السعى الجاد نحو تيسير الاطلاع عليها من خلال التوظيف الأمثل للتكنولوجيا الحديثة، واستغلال «بنك المعرفة» فى توسيع دوائر نشرها بين الباحثين وطلاَّب العلم، ورواد القراءة الحرة، وتعظيم الاستفادة منها؛ بما يُشَّجع البحث العلمى، ويُنَّمى قدرات الإبداع والابتكار، ويُسهم فى تحصين عقول أبناء مصر، بفكر وسطى يرتكز على منهج علمى رصين؛ وذلك من من أجل المشاركة الفعَّالة فى بناء الشخصية الوطنية.
ووجه «المحرصاوى»، عمداء الكليات، بالتدقيق الواجب فى المحتوى العلمي، الذي تتضمنه الدوريات العلمية؛ بما يضمن جودتها بالشكل الذى يليق بجامعة الأزهر بتاريخها العريق، ورسالتها التى تضطلع بها على مدار التاريخ، معربا عن اعتزازه باختيار مجلة «الشريعة والقانون» بطنطا، وحولية «أصول الدين والدعوة» بالمنوفية ضمن 12 مجلة علمية تصدر باللغة العربية على مستوى العالم؛ لإدراجهما عن طريق «بنك المعرفة المصري» في مؤشر الاقتباس العربي من «clarivate» العالمية، مشيرًا إلى أنه يجرى مراجعة باقي المجلات العلمية التي تصدر عن جامعة الأزهر؛ لإدراجها قريبًا.