3 مراهقات فضحن دعم أردوغان لـ «داعش»: شميمة وخديجة وأميرة
الإثنين، 18 فبراير 2019 11:00 ص
كغيره من الديكتاتوريين، كل شيء مُباح لديه حتى يصل إلى غاياته السياسية التي طالما قاتل عليها، أثبت للعالم تعدد وجوهه كما تغير الحرباء لونها، تارة بدعمه لتنظيم داعش الإرهابي في الخفاء، وأخرى بحرصه الشديد على مواجهة الإرهاب، لتكشف وثائق سرية مسربة عبر موقع «نورديك مونيتور» السويدي، ألاعيب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وخطة غسل يديه من جريمة نقل الجهاديين عبر حدود دولته للقتال في سوريا.
كشف الموقع السويدي خديعة أردوغان وتضحيته بمافيا التهريب التابعة لتنظيم داعش الإرهابي بعد إنكشاف دورهم - وهم رجاله - في تهريب 3 مراهقات بريطانيات إلى سوريا عبر حدود تركيا خلال عام 2015.
أربع أعوام مرت على وصول 3 مراهقات بريطانيات هن، شميمة بيغوم، أميرة عباس وخديجة سلطانة، إلى إسطنبول على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية قادمة من لندن، وركبن حافلة متجهة إلى مدينة غازي عنتاب.
كان في انتظار الفتيات الثلاث محمد الرشاد، وهو المُهرب السوري الذي أشارت إليه الوثائق المُسربة، ويعمل لحساب داعش ويُلقّب بـ "الدكتور" لعمله طبيب أسنان.. التقى "الرشاد" الفتيات في غازي عنتاب، وتوسّط لنقلهن إلى شبكة التهريب بقيادة التركي إلهامي بالي المنضم للتنظيم عام 2012، نقلهن بدوره عبر الحدود إلى سوريا، وكانت مهمة "الرشاد" نقل الراغبين في الانضمام لداعش من إسطنبول إلى المقاطعات الحدودية، حيث يتكفل بهم مسؤولوا التهريب عبر الحدود كما في حالة المراهقات البريطانيات.
«الرشاد» كان معروفا لدى السلطات التركية، كانت تراقب أنشطته في الاتجار بالبشر منذ عام 2013 عندما وصل إلى تركيا لأول مرة، لكن بمعرفتها واقعة الفتيات البريطانيات لم تتدخل أو تفعل أي إجراءات لإيقافه، وأشارت الوثائق إلى وجود تداخل بين ما يُعرف بـ "الجيش السوري الحر" الممول من أنقرة وبين تنظيم داعش الإرهابي، حيث التحق الرشاد بميليشيا "الجيش الحر" ثم أصبح وسيط في عمليات تهريب المقاتلين الراغبين في الانضمام إلى "داعش".
أردوغان يقلب الطاولة على «صنيعته» المهرب السوري
بعد انكشاف قصة المراهقات البريطانيات، تعرضت حكومة أردوغان لسيل من الانتقادات الحادة من بريطانيا والولايات المتحدة ضد تنظيم داعش لعدم قيامها بما يلزم لوقف شبكات التهريب التابعة للتنظيم عبر الحدود.. الموقع السويدي أشار إلى أن قضية المراهقات البريطانيات كانت بمثابة فرصة ذهبية لنظام "العدالة والتنمية" لتبيض سمعته أمام حلفائه الغربيين، فوجه جهاز الاستخبارات التركي للتضحية بشبكة التهريب التي يديرها الرشاد.. لم ينتهي الأمر عند هذا الحد، بل قلبت أنقرة الطاولة على حلفائها، زاعمة أن الرشاد كان على اتصال بمسؤولين فرنسيين وبريطانيين وكنديين، وكان يبلغهم بانتظام بأخبار الإرهابيين، وأن هذه الدول لم تمنع وصولهم إلى تركيا، حسب مواقع تريكة معارضة.
الشرطة اعتقلت الرشاد، وسربت تسجيلات زعمت أنها شهادته لتتفق مع الرواية التركية، وتم تقديمه في وسائل إعلام موالية بوصفه عميلا لكندا وبريطانيا. بل أنّ وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو أجرى مقابلة تلفزيونية حول اعتقال الرشاد، زعم فيها أنه كان يعمل لصالح دولة حليفة ضد تنظيم داعش.
الموقع السويدي وصف اعتقال الرشاد بأنه "تضحية بفرد من أجل الشبكة"، هكذا فعلت حكومة العدالة والتنمية، التي لم تتكلّف وتسعى وراء "بالي" المسؤول الأول عن تهريب المراهقات البريطانيات إلى سورية، بل تركت شبكة التهريب التي يقودها دون أي ملاحقات.
من هو إلهامي بالي وقصة فيديوهات التهريب ؟
بلحية سوداء كثيفة لا تتناسب مع شاربه وشعره المشذّب جاء إلهامي بالي على رأس مركز عمليات التهريب الداعشية، حتى أصبح الرجل الثلاثيني رئيسا قويا للحدود التركية السورية ييسّر وينظم حركة المقاتلين والوافدين الأجانب إلى داعش.. إلهامي بالي أو "أبو بكر" كما كان يُدعى في العمليات كاسم حركي. كان مسجل "مقيم" ضمن المقيمين في بلدة الريحانية الحدودية جنوب شرقي تركيا، -ويعتقد أنه موجود حاليا في شمال سورية.
في مارس 2015، تلقى "بالي" اتصال هاتفي من شخص يدعى محمد مصطفى، أبلغه أن الرشاد كان يصور فيديوهات لأنشطتهم التهريبية، وسرد كيف نقل الفتيات البريطانيات من غازي عنتاب إلى الجانب السوري، واتفق مع بالي على إنكار العملية.
التسجيلات المسربة تكشف دور بالي المركزي في توجيه عمليات التهريب على طول الحدود، بدءا من اصطحاب المقاتلين من المطارات ومحطات الحافلات في مقاطعات جنوب شرق تركيا، وصولا إلى ترتيب اجتماعات مع المهربين لنقل الراغبين في الانضمام إلى داعش.
التسجيلات أثبتت أنه نقل بضائع عبر الحدود إلى تنظيم داعش، بدءا من الأحذية والملابس وصولا إلى الأصفاد وقطع غيار الطائرات المسيرة والمناظير والخيام وأجهزة عرض بتقنية "سبوت لايت"، فضلا عن تهريب القوارب.