ومن الغاز ما قتل.. احذر اسطوانة البوتاجاز «قنبلة موقوتة»

الإثنين، 18 فبراير 2019 10:00 ص
ومن الغاز ما قتل.. احذر اسطوانة البوتاجاز «قنبلة موقوتة»
اسطوانة غاز
أشرف أمين

 
حوادث تلف أنابيب البوتاجاز وعدم توافر عناصر الأمان بها أصبح مشكلة كبيرة، تنذر بكوارث عده، نتيجة تلف «البلف» الخاص بالأمان في «محبس» الاسطوانة، ما هدد بتعريض حياة المواطنين للخطر.
 
وفي الآونة الأخيرة تكررت حوادث انفجار اسطوانات البوتاجاز، وراح ضحيتها عددا من الأشخاص مابين قتلى وجرحى، كان أخرها ماشهدته محافظة أسوان، لنهاية مؤلمة لعرص تحول إلى مأتم، حينما انفجرت واحدة من اسطوانات الغاز المستخدمة في إعداد ولائم العرس.
 
المنزل من الخارج
المنزل من الخارج
 

تفاصيل الواقعة شهدتها منطقة الشيخ هارون، أحد المناطق الشعبية بجنوب أسوان، يسكن فيها الحاج أسامه  دمرداش، الذى يبلغ من العمر 65 سنة، مع أولاده فى منزل عائلى مكون من ثلاث طوابق، وكغيره من الآباء تقدم أحد الشباب للزواج من ابنته وحدد الطرفان موعد الزفاف، لجمع الشمل بين العروسين.

المنزل المحترق
المنزل المحترق
وكعادة النساء فى الصعيد يجتمعن فى منزل واحد قبل ليال العرس لإعداد ولائم الفرح ومستلزماته من مخبوزات وفطائر أو ما يسمى بـ«النشابى» المشهور فى مجتمع الصعيد وغيرها من المخبوزات، حيث اجتمعت أسرة الحاج أسامة فى منزله الذى يبعد أمتار عن مستشفى أسوان الجامعى.

والد العروسة المتوفى
والد العروسة المتوفى

وبحسب بعض الرويات  أنه اثناء اعداد الطعام الخاص بالعرس، والتي كان  الطابق الثانى تحديداً من منزل الأسرة والمعد للطعام جلسن السيدات فى ليلة «الحنة» وقبل الزفاف بيوم واحد، أمام الفرن البلدى لإعداد مأكولات الفرح والتجهيز له، وكان والد العروسة يمر عليهم لسؤالهم عن احتياجاتهم ومتطلباتهم، وفجأة وأثناء مواصلة العمل انفجرت اسطوانة غاز داخل المنزل أدت إلى إصابة 7 من أفراد الأسرة.

داخل المنزل المحترق
داخل المنزل المحترق

وأضاف شهود العيان، أن سيارات الإسعاف وصلت أولاً ونقلت المصابين من أصحاب المنزل بعد أن تدخل الأهالى من الجيران لمعاونتهم، ونقلتهم سيارات الإسعاف إلى المستشفى، وضجت المنطقة بالصراخ من مشاهد الجراح والنيران التى اشتعلت فى منزل أسرة الحاج أسامة وتحول عرسهم إلى مأتم.

منزل الزوجية يتحول إلى رماد
منزل الزوجية يتحول إلى رماد

وبحسب تقرير غرفة عمليات أسوان، ومرفق الحماية المدنية، فإن الحادث نتج عنه إصابة 7 من أفراد الأسرة وهم: أسامة محمد دمرداش 65 سنة، والذى توفى بعد يومين من الحادث متأثرا بإصابته داخل المستشفى، وأصيب "سمية أحمد خلف الله 55 سنة، مصابة بحروق من الدرجة الأولى والثانية بنسبة 65%، مصاب حروق من الدرجة الأولى والثانية بنسبة 65%، وأيمن عثمان سليم 45 سنة، مصاب باختناق، وشقيقته ميساء 45 سنة، مصابة بحروق من الدرجة الأولى والثانية بنسبة 45%، وشقيق ثالث مجدى عثمان سليم، 50 سنة، مصاب بحروق من الدرجة الأولى بنسبة 15% وجروح متفرقة بالجسم، وشيماء محمد بدر الله، 32 سنة، مصابة بحروق من الدرجة الأولى والثانية بنسبة 55%، وروحية السيد محمد، 66 سنة، مصابة باختناق، بالإضافة إلى المسعف أحمد أنور محمد، والذى أصيب باختناقات أدت إلى الإغماء أثناء مشاركته فى نقل المصابين من موقع الحادث.

وأشار جيران الحاج أسامة إلى أن مشاهد السواد لم تقتصر على وفاة والد العروسة أسامة محمد دمرداش، ولكنها امتدت إلى منزل الزوجية الذى تم إعداده لاستقبال العروسان، وتجهيز المنزل بالمفروشات والأثاثات الجديدة التى لم تهنأ العروسة من الاستمتاع بها أو العيش وسطها بعد أن تحولت هذه المفروشات والأدوات المنزلية إلى كومة من الرماد بعد أن التهمت النيران الأخضر واليابس داخل المنزل.

وفي هذا السياق قال أحمد عبد التواب، مسئول شبكات الغاز بالشركة القابضة، إن مخاطر أسطوانات البوتاجاز قاتلة ويجب ان يتم الحظر منها ونتيجة ذلك يتم تسرب الغاز المضغوط في أي مكان مغلق حيث يحل محل الأكسجين الموجود بالمكان وقد يتسبب في فقدان الوعي أو الوفاة لأي شخص متواجد، بالقرب من هذا التسريب لانه ببساطة من الممكن أن يحدث انفجار سريع، لأن الغازات القابلة للاشتعال يمكن أن تؤدي إلى تفاعل متسلسل للهب ينتج عنه حريق كارثي.

وأوضح أن أسطوانة البوتاجاز يمكن أن تكون كالقنبلة  لو انكسر صمام التحكم الخاص بها وتتحول لكتلة لهب طائر يدمر كل من حوله، وهو من الممكن ان يحول اي مكان الي كتلة لهب وعليه يجب ان ناخذ حذرنا جيدا من سلامة اسطوانة البوتاجاز وصمام الامان وعدم تسريب الغاز منها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق