صدمة أردوغانية في ماكرون.. ومططلح الإبادة يثير جنون العثمانيون الجدد
الأحد، 17 فبراير 2019 02:00 م
في خطوة يبدو من خلالها، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يزال مصدومًا من إعلان إيمانويل ماكرون 24 أبريل يومًا وطنيًا لإحياء ذكرى إبادة الأرمن على يد العثمانيين، أطلق عدد من التصريحات الإعلامية المهاجمة للرئيس الفرنسي محاولًا إخفاء الجريمة التركية ضد الأرمن.
ولم يكتفي الرئيس التركي، من أطلاق أبواقه الإعلامية لمهاجمة الرئيس الفرنسي، خرج هو بنفسه السبت ليصف نظيره الفرنسي بالمبتدئ قائلًا:«لقد قلت لماكرون أنت ما زلت مبتدئًا في السياسة، تعلّم أوّلاً تاريخ بلدك».
وأثارت تصريحات أردوغان الجدل في تركيا وفرنسا، إذ وصفها البعض بأنها جعجعة فارغة، وعدم قراءة للتاريخ العثماني القديم، محاولًا خلال مقابلته مع قناة أيه هابر التركية التعتيم على الجريمة العثماني بتذكير ماكرون بتاريخ فرنسا مع الدول التي احتلتها خاصة الجزائر ورواندا.
وترفض تركيا استخدام كلمة إبادة عند وصف المجازر العثمانية التي شهدتها أوائل القرن الماضي ضد الأرمن، والتي نتجت عنها ضحايا بالملايين، وتقول الصحافة أن أسباب رفض استخدام هذه المصطلح لعدم دفع النظام التركي الحالي تعويضات لعائلات أرمينية شردت جراء هذه المجازر.
وقتل بحسب تأكيدات الأرمن 1.5 مليوناً بشكل منظّم قبيل انهيار السلطنة العثمانية فيما أقرّ عدد من المؤرّخين في أكثر من عشرين دولة بينها فرنسا وإيطاليا وروسيا بوقوع إبادة.
لذلك، يثير مصطلح الإبادة لدى السلطة التركية وبالأخص أردوغان صدمة، وهو ما بدت واضحة في تأكيده على أن تركيا لم تعرف مصطلح الإبادة زاعمًا:«ماكرون، بادئ ذي بدء افهم هذا الأمر، لم تحصل إبادة في تاريخنا»، مطالبا الرئيس الفرنسي استخدام كلمة الإبادة بحذر.
وكانت فرنسا أعلنت الأسبوع الماضي عن تكريس يوم 24 أبريل من كل عام «يوماً وطنياً لإحياء ذكرى الإبادة الأرمنية» حيث يعيش في فرنسا جالية أرمينية كبيرة ، ولكن هذا القرار سارعت تركيا إلى التنديد به.
وفي 24 أبريل 1915 ، أعدمت السلطنة العثمانية مجموعة من المفكّرين الأرمن في اسطنبول، حيث اختارت أرمينيا هذا اليوم لإحياء ذكرى «الإبادة» سنويا، وقد قررت باريس أن تحذو حذوها، ولكن ما أن أعلن ماكرون ذلك حتى سارعت أنقرة إلى التنديد بقراره وإدانته.