أهمها زراعة القمح والذرة والشعير والأرز.. فرص استثمارية واعدة تنتظر مصر في القارة السمراء
الأربعاء، 13 فبراير 2019 07:00 م
لا تزال أصداء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى مستمرة، وبمرور الأيام سوف يتأكد تعدد الفوائد والمنافع السياسية والاقتصادية من هذا التقارب المصرى الأفريقى، والعودة إلى الجذور من جديد بعد قطيعة وإهمالٍ للقارة السمراء لسنوات، والاتجاه شمالاً وشرقاً وغرباً، وغض الطرف عن الجنوب الذى هو العمق الاستراتيجى لمصر، الآن بدأت سفينة العلاقات المتميزة،تتجه وبقوة إلى كل أفريقيا،وليس لدول حوض النيل فقط،وهو ما أكد عليه عددٌ من الخبراء، وأشاروا إلى أن هذا التوجُه يمكن أن يكون فاتحةَ خيرٍ على مصر من الناحية الزراعية.
ممدوح حمادة رئيس الاتحاد الزراعى المركزى
فرص استثمارية زراعية كبيرة
وفى هذا المجال،كشف الخبير الزراعي محمد صبحي قطب،عن وجود فرص استثمارية زراعية كبيرة في القارة السمراء،وأكد صبحى،أن كل دول العالم المتقدمة ،تتهافت عليها إلى درجة الصراع،وأن لمصر مكانة خاصة لدى حكومات وشعوب القارة،نتيجة للتاريخ الطويل المشترك بين مصر ودول القارة،وقال "صبحي"، إن مجال الاستثمار الزراعي من أكبر المجالات القابلة للاستثمار في أفريقيا،خاصة في ظل ندرة الموارد المائية في مصر،وهو ما يُعرف بالزراعة خارج الحدود،وأوضح أنه يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية،كالقمح والذرة والشعير،من خلال الزراعة في تلك الدول، خاصة وأنها قابلة للأصناف والتقاوي المصرية،وأكد الخبير الزراعي،أن أرض الدول الأفريقية مازالت بِكراً،وأن فرص الاستثمار هناك واعدة، خاصة في ظل توجه القيادة السياسية خلال الفترتين الماضية والمقبلة،نحو العودة مرة أخرى إلى القارة السمراء،وزيادة الفرص بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي،بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
شريكٌ فى التنمية والإصلاح
وأشار الخبير الزراعي،إلى أن الدول الأفريقية تعتبر مصر شريكا لها في التنمية والإصلاح،على عكس تعاملها مع الدول الأجنبية التي تنظر للشعوب الأفريقية نظرة دونية،وهو ما يظهر بصورة واضحة في التعامل مع الشعب المصري في أفريقيا.
ولفت "صبحي"،إلى أن المناخ الأفريقي قريب من مصر،وهو ما يؤكد أن مجال الزراعة،هو الأكثر مناسبة للتعاون مع الدول الأفريقية،وهو تؤكده زيارات كثيرة لمسئولي وزارة الزراعة ومراكز البحوث الزراعية،ولفت "صبحى" إلى أن مصر تمتلك أكثر من 7 مزارع مشتركة في دول أفريقية، آخرها مزرعة افتتحها الدكتور عز الدين أبوستيت،وزير الزراعة في دول زامبيا خلال الأيام الماضية،مؤكدا أن هذه الزيارات بداية حقيقة للدخول نحو العمق الأفريقي،وحول مناسبة الزراعات المصرية في الدول الأفريقية،أكد الخبير الزراعى،أن التجارب البحثية في المزارع المصرية بالدول الأفريقية،أكدت أن المحاصيل المصرية كالقمح والأرز مناسبة للزراعة هناك،وأشار إلى أن التقاوي والهُجن والأصناف المصرية،مناسبة جدا للزراعة في تربة العديد من الدول الأفريقية،وهو ما ظهر في تجارب مصرية هناك.
الدكتور محمد عبادى
زراعة وثروة حيوانية
من ناحيته،أكد الدكتور محمد عبادى،أن الفوائد الاقتصادية،التى ستجنيها مصر من هذا التقارب الكبير،مع القارة السمراء،ورئاسة مصر للاتحاد الأفريقى،سوف تعود علينا بالكثير،ومن أهمها النواحى الزراعية والثروة الحيوانية،حيث سيكون هذا التقارب فرصة لزيادة المزارع المصرية،فى أفريقيا،إلى جانب زيادة حجم استيراد اللحوم،وبطرق وتسهيلات وعلاقات تجارية جديدة،وإجراءات تسعى إلى التيسير وليس المعوقات،إلى جانب أننا يمكن أن نزرع هناك المحاصيل،التى تحتاج إلى غزارة فى مياه الرى،كما يمكننا أن نقوم بتجارب البذور والتقاوى هناك،عن طريق التمويل من الشركات والقطاع الخاص،لدعم التوجه الحكومى نحو أفريقيا،لأن الأرض هناك مازالت نظيفة،وخالية من الكيماويات والمبيدات والأدوية والأسمدة غير الطبيعية،كما يمكن من خلال الخبرة المصرية فى الزراعة والتصدير،أن تكون لدينا مزارع هناك للتصدير لأوربا وباقى دول العالم،وخاصة للحاصلات الغير موجود أو القليلة فى أوربا وآسيا والأمريكتين،مع الاهتمام بالدول التى لها شواطىء من أجل تنمية الثروة السمكية،ودعم الأشقاء الأفارقة لتوفير فرص العمل وتوفير الغذاء،وهذا دور من أدوار مصر كشقيقة كبرى وصاحبة حضارة وتقدم لهذه الدول.
الخبير الزراعي محمد صبحي قطب
دعم الاتحادات الزراعية
وقال ممدوح حماده،رئيس الاتحاد التعاونى الزراعى المركزى،إن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى،تؤكد على دور مصر المحورى،وخاصة فى المجالات الزراعية ودعم المزارعين والفلاحين الأفارقة،للنهوض بالزراعة فى القارة السمراء،وتبادل المنافع والفوائد لجميع الأطراف الإفريقية ولمصلحة الجميع،بحيث نتبادل معهم الخبرات الزراعية والتدريب فى مصر،وأساليب الزراعة الحديثة،ونزرع فى الأراضى الإفريقية،بعض المحاصيل التى تحتاج إلى المياه بكثرة،حتى نتغلب على أزمات نقص المياه لدينا.