حكايات من كواليس ضحايا "القاتل البطيئ"
الثلاثاء، 12 فبراير 2019 12:00 م
المخدرات سم قاتل، البعض لا يؤمن بذلك، إلا بعدما يعيش تجربة دفعت به إلى الموت، وبعدها كتب الله له حياة جديدة.
ورغم سقوط العديد من الضحايا نتيجة تناول جرعات مخدر زائدة؛ إلا أن تجارة "الكيف" ما زالت مستمرة، وما زال العديد من الشباب يدفعون حياتهم ثمنًا للذة وقتية، فإن لم تقتلهم فهى تدفعهم للجنون أو الجريمة.
وفاة فتاتين بجرعة مخدر زائدة
مؤخرًا عثرت أجهزة الأمن بمنطقة شبرا الخيمة، على جثة فتاتين فى نهاية العقد الثالث من عمرهن، ولا تظهر عليهما أي إصابات تشير إلى حدوث عنف جنائى.
وبتتبع الخيوط لكشف لغز وفاتهما، تبين أن الفتاتين كانتا فى حفل مع عدد من الشباب، وتوفوا نتيجة هبوط حاد فى الدورة الدموية بعد تعاطيهن جرعة مخدر ومسكرات زائدة.
الكله قتلت عامل يومية
النهاية واحدة، وإن اختلفت المادة المخدرة، وهو بالفعل ما حدث مع عامل يبلغ من العمر 38 عاما، على الرغم من عدم تجاوز دخله جنيهات قليلة، وتوفي بجرعة زائدة استنشقها، واكتشفت أسرته الواقعة بعدما اختفى عن المنزل لعدة أيام، وتم العثور على جثته بمحافظة البحيرة.
فتاة تفقد حياته بعد جرعة "هيروين" زائدة
وانتشرت في الآونة الأخيرة، صورة لفتاة داخل حمام مطعم شهير بالهرم، توفيت بعدما استنشقت جرعة زائدة من مخدر الـ"هيروين".
وحسب الرواية الأمنية، دخلت الفتاة البالغة من العمر 21 عامًا، المطعم، وبعد طلبها الطعام، توجهت إلى دورة المياه، وغابت بداخلها لساعات طويلة، جعلت العاملين يطرقون الباب عليها فلم تستجب لهم، فكسروا الباب، وعثروا عليها جثة هامدة، وبجوارها بقايا المسحوق الأبيض (الهيروين).
سهرة الاستروكس
وعلى مدار العام الماضي، لقى مخدر الاستروكس انتشارا واسعا، حتى أنه حصد أرواح عدد من الشباب، آخرهم "ماهر.ع" 30 عامًا، والذى توفى بمدينة السلام.
وحسب التحقيقات والتحريات الأمنية، توفي ماهر في سهرة "خضراء" قضاها بصحبة اثنين من أصدقائه، تعاطوا خلالها المواد المخدرة، إلا أنه أفرط فى الجرعة فأصيب بهبوط حاد فى الدورة الدموية، حاول أصدقائه إنقاذه، فانتقلوا به إلى المستشفى وهو يصرخ بصوت عالً قائلًا: "هموت"، ولكن محاولات إنقاذه باءت بالفشل، فقد لفظ أنفاسه الأخيرة وتوفى.
خبير أمنى
من جانبه، علق اللواء عبد الرحيم سيد، الخبير الأمنى، قائلًا، إن تأثير المواد المخدرة على اختلاف أنواعها، لو لم تؤد إلى الوفاة، فهى تؤدى إلى أعرض أكثر خطورة، وتؤثر على كل المحيطين بالشخص المدمن، فهى تسبب انفصام فى الشخصية، وهياج عصبى وتوتر وقلق مزمنين ومصاحبين للمتعاطى، وهلاوس ووسواس قهرى، تُخيل له أشياء غير حقيقية، أو على غير حقيقتها، تدفعه لارتكاب أفعال غير مسئولة قد تصل إلى حد الإجرام.
وأكد الخبير الأمنى، أن أجهزة الأمن قادت حربا شرسة لمكافحة المخدرات، نجحت خلالها فى إحباط دخول شحنات كبيرة منها إلى البلاد، وأحكمت سيطرتها على المنفذين الشرقى عبر سيناء والغربى عبر ليبيا، الذى استخدمهم المهربين قديمًا فى إدخال الشحنات المخدرة إلى مصر، وهذا بدوره أدى إلى انخفاض الكميات المتواجدة داخل البلاد من المواد المخدرة، وبالتالى ارتفاع أسعارها، وهو ما حال دون وصولها لفئات عديدة من المتعاطين.
وتابع "سيد"، أن مخدرات "الهيروين" و"الكوكاين" ينتشران بين الطبقات الغنية وأوساط الفنانين وطلاب الجامعات الخاصة، أما الأقراص المخدرة كـ"الترامادول" و"الاباتريل" ومشتقاتهم، فهى تنتشر بشكل كبير بين الشباب فى مختلف الأعمال السنية، وتتسبب تلك المواد فى إضرار خطيرة، وتدمير العديد من الأسر ووقع العديد من الجرائم الجنائية نتيجة الآثار السلبية التى تحدثها فى المتعاطين.
الرأي القانوني
يقول شعبان سعيد، المحامى بالجنايات، إن القانون أقر عقوبة الإعدام أو السجن المؤبد والغرامة المالية التى لا تقل عن 100 ألف جنيه، ولا تزيد عن 500 ألف جنيه، للمتهمين فى قضايا تهريب المواد المخدرة والاتجار فيها أو زراعتها وانتاجها، وتتحدد العقوبة وفقاً لوقائع الدعوى، وعما إذا كان هناك ظروف مشددة للعقوبة من عدمه.
وتابع أن عقوبة الاتجار بالمواد المخدرة قد تصل من سنة إلى 5 سنوات وغرامة مالية لا تقل عن ألفين جنيه ولا تزيد عن 5 آلاف جنيه، فى حالة إذا كانت المواد المخدرة طبيعية وضعيفة التخدير، وهذا يتحدد وفقاً لتقرير المعمل الجنائى بشأن المواد المضبوطة بحوزة المتهمين، وكمية المواد المخدرة المضبوطة بحوزة المتهم.
وعن عقوبة متعاطى المواد المخدرة يقول "سعيد"، أن عقوبة متعاطى المواد المخدرة تصل إلى الحبس لمدة عام وغرامة مالية لا تتجاوز الــ3 آلاف جنيه ولا تقل عن ألف جنيه، وتتضاعف العقوبة إذا كانت المواد المخدرة "هيروين" أو "كوكاين"، موضحًا أن كمية المواد المخدرة ونوعيتها وطبيعة الجدول المدرجة فيه تحدد العقوبة الواجب إنزالها على المتاجرين بتلك المواد أو حائزيها بقصد التعاطى، فعقوبة تجارة أو حيازة "الهيروين" و"الكوكاين" وهما من المواد المخدرة المدرجة ضمن الجدول الأول للمخدرات، تختلف عن عقوبة حيازة أقراص "الترامادول" التى فى الغالب لا تتجاوز عقوبتها الـ3 سنوات.