ببرجماتية مقززة، يسعى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى تحويل «جبهة النصرة»، الموالية لتنظيم القاعدة، إلى حركة سياسية، على غرار ميليشيات حزب الله اللبناني.
و نقلت وسائل إعلام روسية عن مصدر في المعارضة السورية، ينتمي إلى هيئة التفاوض السورية، إن المخطط التركي، يتضمن دمج مسلحي جبهة النصرة المصنفة تنظيما إرهابيا، ضمن ما يسمى «الجيش الوطني» في الشمال السوري.
ووفقا للمصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن تركيا ترتب لقاءات حاليا بين ممثلين عن التحالف الدولي ضد داعش، والجبهة للاتفاق على التحضيرات الخاصة بدمج الجبهة مع الجيش.
وكشف المصدر أن الولايات المتحدة أبلغت تركيا أنه ليس لديها مشكلة مع أي مشروع تركي شمالي سوريا، طالما يأخذ هذا المشروع بعين الاعتبار مصالح الأكراد. وولدت فكرة «الجيش الوطني السوري»، عام 2017، ويضم آلاف المقاتلين المنضوين تحت راية فصائل سورية مسلحة.
وتحاول أنقرة حاليا إحياء فكرة هذا الجيش، وتفعيله ضمن مخططها لإقامة ما يسمى «منطقة آمنة» في الشمال السوري. وتهدف تركيا من وراء تحويل جبهة النصرة، إلى تنظيم سياسي، إلى القفز على الاعتراضات الروسية، على بقاء الجبهة وبقية التنظيمات المصنفة إرهابية في الشمال السوري.
وكشفت روسيا مؤخرا عن الإعداد لعملية عسكرية وصفتها بـ «المنظمة والفعالة» في محافظة إدلب. وشددت موسكو على أنه لا يمكن السماح ببقاء محميات إرهابية في المحافظة. واستغلت تركيا تفاهمات أستانة، ووضع إدلب ضمن مناطق خفض التصعيد، من أجل تعزيز وجودها العسكري في المحافظة.
وأقامت تركيا العديد من نقاط المراقبة العسكرية في إدلب ودعمت مسلحين موالين لها. وتحاول أنقرة الإبقاء على جبهة النصرة ومنحها صبغة سياسية، للإبقاء على نفوذها في الشمال السوري. وكان اغتيال جماعة جبهة النصرة –فتح الشام التابعة لتنظيم القاعدة والمدعومة قطريًا- لاثنين من أبرز ناشطي المعارضة قد أثار كثيرا من الجدل، لما يصب ذلك في مصلحة قطر حليفة تركيا، وتعطيل الحراك السلمي السوري.
بحسب مواقع إخبارية فإن الجماعة الإرهابية كانت أحد عوامل تحريف الحراك السوري، عن مقاصده الأولى المنادية بإصلاح سياسي، وذراعا لتمكين المحسوبين عليها من قوى الإسلام السياسي، مدعومة بأموال قطرية وتركية. وتقول شبكة سكاي نيوز الإخبارية، إن مسلحون تابعون للنصرة، اغتالوا يوم الجمعة، اثنين من المعارضة السورية السلمية، هما رائد الفارس وحمود جنيد، في مدينة كفرنبل بريف إدلب شمالي سوريا، الخاضعة للجماعة.
بحسب الشبكة، فإن الفارس وجنيد، من أبرز وجوه العمل السلمي في الشمال السوري، حيث كان الأول مديرا لراديو «فريش» المعارض للجماعات المتطرفة ومن بينها جبهة النصرة، كما يشغل أيضا مدير اتحاد المكاتب الثورية (URB)، بينما يعمل جنيد مصورا معه.
وفق مواقع سورية، تزامن اغتيال النصرة لفارس وجنيد، مصادرتها أملاك المسيحيين في إدلب، إذ أرسلت بلاغات إلى مالكي العقارات في إدلب من المسيحيين من أجل تسليمها في موعد أقصاه نهاية نوفمبر الجاري.
ودفعت هذه الانتهاكات الجديدة القديمة، ناشطي المعارضة لرفع صوتهم والتنديد بالانتهاكات التي ترتكبها جبهة النصرة، حيث سلطوا الضوء على دور قطر في تغذية هذا الفصيل المتطرف، حينما فتحت أبوابها لقادة التنظيم واستضافة أميره أبو محمد الجولاني، وأرسلت صحفييها إلى مقر الجماعة في سوريا.