قصة مدينة عادت لها الحياة
الأربعاء، 06 فبراير 2019 01:33 م
في ظل انشغال الكثير منّا بالمنشورات الخاطفة على مواقع التواصل الاجتماعي في شأن مقترح التعديلات الدستورية والمانشتات الُمبهرة عن كل ما هو جديد وملفت للانتباه حتى وان كان بلا قيمة، تعطى الدولة المصرية قبلة الحياة لمدينة بورسعيد العريقة في صمت مهنيّ وعمل دءوب.
تلك المدينة التي تراوحت أيامها بين الصعود والهبوط عن خط الحياة، بداية من أيام مظلمة شهدتها في حربي 56 و النكسة ، كادت تودي بها، بين غارة جوية وتشريد للأهالي، ثم عادت مرة آخري في الثمانينات لتنهض برواج تجارى وسياحة داخلية بعد أن تحولت لمنطقة حرة تتميّز بالبضائع الأوروبية واليونانية وغيرها دونًا عن باق محافظات مصر.
ولكن لم يمهل القدر بورسعيد وقتًا كثيرًا من الاستقرار حتى حدثت واقعة محاولة اغتيال الرئيس الأسبق أو هكذا سطرها التاريخ ! حتى غابت عن بورسعيد الحياة والرواج الاقتصادي وعادت للظلام، وبالطبع إبان حكم الجماعة لم تكن أسعد حالا بل الاسوأ على الإطلاق!
ولكن بمجئ النظام الحالي وعودة الدولة المصرية الحقيقية التي ترتكز على الحق والعدل، عادت الحياة للمدينة دون سعى لأي مدح لتلك الدولة التي ارتأت أن بورسعيد هي المدينة التي ظُلمت كثيرًا.
وبالفعل، بدأت تحتل بورسعيد الصدارة والمكانة الأولي في التحول الرقمي، هي أول المحافظات التي تم التخلص من العشوائيات بداخلها نهائيًا ووجود مايقرب من واحد وثلاثين ألف وحدة إسكان اجتماعي، كما سيبدأ تنفيذ مشروع التأمين الصحي الجديد من هناك، فضلا عن توفير السلع التموينية وتفعيل مبادرة حياة كريمة ، وتطوير بحيرة المنزلة وهو الأمر الذي أكد عليه سيادة الرئيس في الاجتماع الذي ترأسه لمتابعة أحوال التطوير على كافة الأصعدة في المدينة، أما عن التطور الصناعي المشهود لمدينة بورسعيد فقد تم تطوير المنطقة الشرقية لها والبدء أيَضًا في تطوير غرب المدينة والمرتقب افتتاح مصانع لصناعة السيارات أو تقفيل السيارات على أقل تقدير، ومن المرتقب أيضَا أن تصل صادرات بورسعيد بمفردها إلى 3 مليار دولار مما سيعدّل كثيرًا من العجز في الميزان التجاري بين الصادرات والواردات .
المنطقة بها ألان مايقرب من استثمارات بقيمة خمس مليار دولار، ومنطقة صناعية إقليمية، بلا عشوائيات سكنية أو تجارية ! فالدولة لم تغفل أسواق السمك ببورسعيد والتي تم نقلها لمجمع أسواق جديد بمرافق تليق بحجم الثروة السمكية التي من الممكن زيادتها في تلك المحافظة لتحقق الاكتفاء الذاتي وتتجه للتصدير أيضا.
منذ سنوات بسيطة، تم القبض على بعض من الشباب بتهمة التجارة الغير قانونية في بضائع مهربة ببورسعيد وكان ذلك أقصى حلم يتربع في وعي المواطن المصري، بعض من الجنيهات ربح من قطعة ملابس يتاجر بها دون أي ضمانات أو حماية اقتصادية أو مجتمعية أو تأمينية
واليوم أصبح داخل قلب بورسعيد وشرقًا وغربًا أحلام تتحقق، ومشاريع كبيرة تنتظر كل مواطن مصري لكن يقوم بتشغيلها وتوطيد أقدام تلك الأحلام على أرض الواقع.
فلاعجب، أنها عادة تأصّلت في ضمير ووعى الأمة المصرية اليوم، العمل في صمت، وطموح يصل إلى عنان السماء.