قصة منتصف الليل.. «كيد النسا» أقوى من كيد المدير المتحرش
الثلاثاء، 05 فبراير 2019 09:00 مإسراء بدر
جلست «منار» على مكتبها لتبدأ الروتين اليومي الخاص بها في مجال عملها بمكتب محاسبة، ووسط ضغط مهامها العملية وقعت عيناها على مدير المكتب أثناء مروره لمتابعة الموظفين فوجدته ينظر إلى مفاتنها في خلسة هائما في تفاصيلها، فخجلت الفتاة العشرينية من نظرة مديرها ولا تدرى كيفية التصرف خوفا من المشاكل وفقدانها لعملها.
وإذ به فجأة يقترب إليها ويقف بجوارها بحجة متابعة ما تفعله في العمل ولكن الحقيقة هي ما ظهرت في نظرات المريبة لباقي أنحاء جسدها فتأكدت حينها «منار» من شكوكها ولكن كان السؤال المسيطر عليها هو ما سبب تصرفاته هذا اليوم تحديدا، فقد تعاملت معه كثيرا ولكن لم يظهر منه أي إشارة تدل على رغبته في شيء ما منها رغم علاقاته غير الشرعية العديدة والمعروفة وسط الموظفين.
وبعد دقائق دخل المدير مكتبه وطلب من المساعدة الخاصة به أن تأتي له بـ«منار» فتوجهت إليه بخطوات مرتبكة فكانت تقدم قدم وتؤخر أخرى وعندما دخلت مكتبه استقبلها بنظرات ملعونة تحمل كافة المعاني الشيطانية للرغبة الجنسية، ولكنها جلست بهدوء وتصنعت عدم ملاحظتها لنظراته فبدأ يتحدث معها عن العمل وما إذا كان هناك مشاكل تواجهها وفي نهاية اللقاء أخبرها بأنه رهن إشارة من يدها فاستنكرت «منار» هذه الكلمات ولكنها خافت أن تسأل عن مغزاها تهربا من حقيقة ما يريده منها.
وفي اليوم التالي ازدادت تصرفات المدير غرابة مع «منار» وهو ما بدأ يلاحظه الموظفين سوى موظف واحد وهو «سيد» الثلاثيني الذي يتخذ من المقعد المقابل لـ«منار» مكتبا له، فكان يتلقى كافة تصرفات المدير وتعليقات الموظفين بابتسامة حمقاء، لم يكن يعلم أحد سببها إلا بعد أن بدأ يتحدث مع الموظفين بهمسات ليترك في عقولهم شكوك حول وجود علاقة آثمة بين «منار» والمدير.
ولكن كان من ضمن هؤلاء الموظفين صديقة مقربة لـ«منار» وعلى يقين بأخلاقها فرفضت مثل هذا الحديث عن صديقتها وتوجهت إليها وأخبرتها بما يدور حولها فصدمت «منار» بكل هذه الأحاديث والشائعات حولها وهي لا حول لها ولا قوة.
فتوجهت «منار» لزميلها «سيد» وتسأله عن حقيقة ما يتحدث عنه مع الزملاء فوقف وتحدث معها بصوت مسموع للجميع بأنها تخفي حقيقتها وتظهر بشكل ملائكي أمام الجميع ولكنها في الحقيقة تقدم تنازلات أخلاقية عديدة لرغبتها في الحصول على ترقية في وقت قريب.
وقفت «منار» مذهولة من جرأة هذا الزميل وحديثه المؤذى لمشاعرها عنها، ولكن لسانها تعلق في حلقها وعجزت عن الحديث بشيء واكتفت بأن تترك المكتب وتعود إلى منزلها بهدوء، ولكن صديقتها لم تصمت أمام هذه المشاهد وتربصت للزميل «سيد» لتعرف الحقيقة كاملة وانتظرت لحظة دخوله دورة المياه وأمسكت حاسوبه وتصفحت الدردشة بينه وبين المدير ومجموعة من الزملاء لتجد في النهاية أن كل ما يدور ما هو إلا مجرد مخطط لإساءة سمعة «منار» وأن يراها الجميع في صورة العاهرة لتستسلم لرغبات المدير بسهولة بأن يكون أمر واقع.
اتخذ الصديقة نسخة مصورة من هذه الدردشة وتوجهت بها إلى «منار» وأخبرتها بما فعلته واتفقا على خطة ينفذاها سويا وبدأت الصديقتان في تطبيق مخططهما في اليوم التالي وتوجهت «منار» كعادتها في الصباح الباكر إلى مكتبها وتعاملت بشكل طبيعي إلى أن جاء المدير فبدأت تبادله نظرات مثيرة في خلسة ليظن أنه وصل إلى مبتغاة واستسلمت للشائعات.
وبعد قليل طلب دخولها مكتبه فبدأت تتمايل في خطواتها بحركات مثيرة فازدادت رغبته فيها وبدأ يحاول احتضانها وتقبيلها بقوة وفجأة دخلت صديقتها بصحبة زوجة المدير فصرخت «منار» وبكت بصوت مسموع وأخبرتها أنه حاول التعدي عليها ولكنها قاومته بكل الطرق.
وهنا سلمت الصديقتان المدير لزوجته لتفعل به ما تشاء ولكن لا تكتفي خطتهما عند هذا الحد بل توجها سويا إلى قسم الشرطة، ووقفت «منار» بملابس شبه ممزقة ودموعها تتسابق على الخروج من عينيها لتشكو إلى رجال الشرطة ما حصل معها من محاولة الاعتداء الجنسي عليها من مديرها.
وأكدت كلامها صديقتها والتي تحدثت كشاهدة على الأمر واتخذ رجال الشرطة إجراءاتهم وجاءوا بالمدير إلى قسم الشرطة وتحول المحضر إلى قضية دمرت مستقبله المهني وجعلت زوجته تحرك دعوى تطليق بالخلع منه لتنجح بذلك خطة الصديقتان انتقاما من المدير المتحرش والمسيء لسمعة الموظفات.