قصة منتصف الليل.. كاد يقتل طفله ليستمتع بالعلاقة الحميمة في عيد الزواج
الأحد، 03 فبراير 2019 11:00 مإسراء بدر
استيقظت «نهال» كعادتها في الصباح الباكر، ولكن لم تتوجه إلى عملها لتبدأ الإعداد لحفل عيد زواجها الثالث لتفاجئ زوجها فور عودته من العمل بأجواء رومانسية ساحرة، وخلال تحضيرها للمنزل والعشاء وأجواء الاحتفال حاولت إرسال طفلها الوحيد الذي لم يتخط عمره 48 شهرا إلى والدتها أو شقيقتها لتنعم بأجواء هادئة هذه الليلة مع زوجها، لكن محاولاتها باءت بالفشل فكل ممن تحدثت إليهم لديه التزامات طوال اليوم ومن الصعب إرسال طفلها إليهم، فقررت أن تلعب مع الطفل طوال اليوم لينام مبكرا.
ومع اللعب طوال اليوم والأغاني والاستعداد للاحتفال عاش الطفل ساعات مرحة وقبل عودة الزوج «هاني» إلى المنزل بساعة واحدة وجدت ابنها يطلب اللجوء إلى النوم، فأيقنت حينها أن مخططها قد يلقى النجاح المتوقع، وعندما وصل زوجها فوجئ بما أعدته «نهال» وفرح كثيرا أنها اهتمت بمثل هذا اليوم لتعوض فيه إهمالها له طوال الفترة الماضية واهتمامها بالطفل ورعايته، وهو ما كان يزعجه نظرا لتعوده على اهتمام زوجته بشخص غيره حتى إذا كان ابنه، فرغم حبه الشديد لابنه إلا أن الغيرة لمست قلبه مع تزايد الإهمال الذي يتعرض له.
تناول الزوجان العشاء على ضوء الشموع والموسيقى الهادئة ولكن سرعان ما انقطعت صوت الموسيقى بصوت بكاء الطفل الذي استيقظ ليكمل معهم السهرة، حاول الزوجان أن يساعدا الطفل لينام حتى الصباح ولكنه رفض وأصر على الاستيقاظ والسهر معهما فمثل الزوجان أنهما سينامان بجواره ولكن طلبات الطفل تتزايد ليتهرب من النوم وكانت طلباته مجابة من الطرفان ليحصلا على مبتغاهما في السهرة بدون إزعاج، وكلما مرت ساعة يشتد معها الزوجان حماسا على ضرورة نوم الطفل ولكن كيف ينام وهو مصر على عدم النوم حتى بعد صراخ الأب والأم في وجهه فإصراره على الاستيقاظ استاء له الزوج بشدة.
مرت ساعات والوضع على ما هو عليه، فالزوجان مكرسان وقتهما لنوم الطفل إلى الساعات الأولى من الصباح الباكر وكان الزوج فيها فقد أعصابه لما رسمه لنفسه من ليلة احتفالية ساهرة تغيرت مسارها تماما، فظل يصرخ في وجه الطفل ولكن براءته جعلته يظن أن الأب يداعبه فحاول الأب أن يثبت للطفل عدم مداعبته له فضربه على يده، فتحولت ضحكات الطفل إلى بكاء وارتمى في أحضان أمه، ولكن سرعان ما قفز من حضنها ليداعبهما من جديد.
وهنا فقد «هاني» سيطرته على أعصابه وأمسك بالطفل وألقاه على السرير بقوة وهو يلكمه في صدره ويصيح في وجهه ليأمره بالنوم، ولكن الطفل لم يستطع الصمود أمام هذه اللكمات وألقى جسده دون حركة فظن الزوجان أنه سيغوص في النوم ولكنه لا ينام بل ظلت عيناه مفتوحة إلى حد ما ولكن دون حركة أو صوت.
بعد دقائق شعرت «نهال» بالقلق على طفلها فحاولت احتضانه فوجدت انسياب جسد طفلها وعدم قدرته على الحركة فازداد القلق في قلبها فطلبت المساعدة من زوجها ولكنه ترك الغرفة وخرج من شدة العصبية، ارتدت «نهال» ملابسها وأسرعت إلى زوجها لتطلب منه توصيلها إلى أقرب مستشفى للاطمئنان على الطفل، ولكن غيرته من الطفل ازدادت خاصة في مثل هذه الليلة ورفض الخروج معها وأكد لها أنها تبالغ في الأمر والطفل ليس بهش، ولكنه يحاول استعطاف قلب أمه كالعادة.
لم تقتنع «نهال» بحديث زوجها وخرجت من المنزل رغما عنه وهي حاملة طفلة وأسرعت إلى المستشفى لإجراء الكشف الطبي على الطفل ففوجئت أن اللكمات التي تعرض لها الطفل من والده كادت أن تودي بحياته، وأن الطفل يحتاج إلى الرعاية في المستشفى لعدة أيام فانهالت دموعها حزنا على طفلها وغضبا من زوجها الذي لم يراع صغر سن الطفل وعدم قدرته على استيعاب هذه اللكمات فهاتفت زوجها لتخبره بما حدث، ولكن رده كان مفاجئ لها فقد اكتفى بقوله: «فى ستين داهية خلي الواد ينفعك أنا كرهتكوا انتوا الاتنين».
الجحود في كلمات الزوج صدم «نهال» فركضت على الأرض باكية تفكر فى كيفية التعامل مع زوجها وفي ذات الوقت حياة طفلها المعرضة للخطر بسبب الأب الجاحد فانتظرت حتى تطمئن على الطفل، وبعد خروجه من المستشفى توجهت إلى منزل أهلها وقصت عليهم ما حدث، وأيقنت من تعبيرات وجوههم أن حياتها مع زوجها من الضروري إنهاءها خوفا على حياة طفلها وحياتها أيضا من الغيرة، التي تملكت من قلب الزوج العصبي وتوجهت على الفور لأحد أقاربها الذي يعمل في مجال المحاماة لتسلك الطرق القانونية للتخلص من الرباط المقدس الذي جمعها بزوجها.