تحصين الماشية.. من دوّار العُمدة إلى الحملات القومية والقوافل البيطرية (صور)
الأحد، 03 فبراير 2019 03:00 ص
تُعد الحملات القومية لتحصين الثروة الحيوانية،أحد أهم الأضلاع فى حماية وتنمية وتطوير هذه الثروة المصرية،وقد ارتبطت عملية تحصين الثروة الحيوانية والداجنة أيضا بالمجان ــ سواء كانت للماشية أو الأغنام وكذلك الماعز،إضافة إلى القطاع الداجنى الريفى،فى القرى والعزب والنجوع ــ بثورة 23 يوليو عام 1952،ضمن برامج وخطط الحكومة وقتها للحفاظ على صحة الماشية،وقد استمر هذا الحال فى تحصين الثروة الحيوانية سنوياً،فى أوقات معينة من العام،وكان يتخلله تحصين طوارىء أو مفاجىء خلال انتشار الأمراض،حيث كان يتم إعلام وتنبيه الفلاحين والمزارعين ومربى الماشية،عن طريق عمدة كل قرية وخفرائها ومشايخ القرى،بحيث يجمع الفلاحون مواشية بالقرب من دوار عمدة القرية،أو وسط ساحة واسعة تتسع لأعداد كبيرة من الماشية،وخلال فترة مابعد الظهر ،وبعد عودة المزارعين بمواشيهم من الحقول،تنطلق الحملة البيطرية فى عملها بتحصين الماشية ووضع حلقة فى أُذن رؤس الماشية ثم رشها ضد الأمراض الجلدية الظاهرية صيفاً.

الدكتورة مني محرز نائب وزير الزراعة
التحرر الاقتصادى وعلاج الماشية
وقد ظلّت سياسة الدولة والحكومة،على هذا الحال من تحصين ورش الماشية وعلاجها مجاناً،حتى بدأت سياسة تحرير الأسعار والسوق الحر والتحرر الاقتصادى فى الثمانينات،ثم أعقبها تقليص الدعم الحكومى عن علاج وتحصين الماشية عاماً بعد عام منذ ذلك الوقت،حتى بات هذا التحصين وما يتضمنه يتم ولكن بمقابل مادى،كما تم إلغاء التحصين العام السنوى،والذى كان يتم فى القرى والنجوع والعزب على مستوى محافظات الجمهورية،وخاصة المحافظات الريفية بالوجهين القبلى والبحرى،ومنذ هذا التاريخ فى الثمانينات،تحوّل التحصين والعلاج المجانى السنوى إلى حملات قومية وقوافل بيطرية ،تجوب القرى وقت الأزمات وعند الضرورة وخلال انتشار أو توقع الأمراض الحيوانية.

تحصين الماشية
التحصين ضد الحمى القلاعية
ومن خلال تقارير وأرقام وإحصائيات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى،تؤكد البيانات أنه خلال عام 2018،تم تطوير ورفع كفاءة 22 وحدة بيطرية على مستوى الجمهورية،مع إحلال وتجديد 6 وحدات بيطرية أخرى،خدمة لقطاع الثروة الحيوانية فى مصر،كما تم فى هذا الصدد التأمين على الماشية بقيمة 59 مليون جنيه،علاوة على تنظيم الحملات القومية للتحصين ضد الحمى القلاعية،من خلال إطلاق حملتين،كان إجمالي أعداد رؤس الماشية التى تم تحصينها،من الأبقار 4.5 مليون رأس تقريباً،ومن الجاموس 2.4 مليون رأس تقريباً،وفى قطاع الضأن 700 ألف رأس تقريباً،وبالتوازى مع ذلك تم تحسين الإنتاج الحيوانى في 325 ألف رأس ماشية،من خلال التلقيح الاصطناعي، ووضع مواصفات الجودة للمستحضرات البيطرية،عن طريق إعداد البروتوكولات الخاصة بالمعايرة وتطويرها،طبقاً للنظم العالمية وما يُستجد نتيجة البحوث الجارية. والمستمرة،وتطوير وتحديث طرق تقييم اللقاحات البيطرية،وذلك بإجراء البحوث باستخدام أساليب التقنيات الحديثة للوصول إلى دقة وسرعة التقييم.

حملات تحصين الماشية
خطط 2019 لحماية الثروة الحيوانية
ولم يتوقف الأمر عند ما تم إنجازه فى عام 2018 بشأن الثروة الحيوانية،بل جاء خطة الوزارة لعام 2019 لاستمرار دعم وتطوير كل ما يخدم هذه الثروة الهامة والحيوية،عن طريق مواجهة الأمراض التناسلية الوبائية والمعدية،التي تسبب تدهور الثروة الحيوانية وإحداث الخلل في معدلات الإنتاج والتناسل ،مع الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة(التلقيح الاصطناعي ونقل الأجنـة والبيولوجيا الجزيئية) ،بهـدف زيادة إنتاج الوحدة الحيوانيــة(لحوم– ألبان )، وأيضا التطبيق الحقلي لنتائج البحوث العلمية لمعالجة مشكلة العقـم وانخفــاض معدلات الإخصاب فى الحيوانات،وتطوير البحوث المتعلقة بالإرشاد البيطري والتدريب المستمر للكوادر الفنية،في مجال رفع الكفاءة التناسلية والإنتاجية للحيوان الزراعي ،وهو ما يساهم بدرجة كبيرة في تطور وتحسن الأداء( التوسع الرأسي ).

الحملة القومية لتحصين الثروة الحيوانية
قوافل بيطرية وحملات قومية
كانت الدكتور منى محرز،نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة،قد أعلنت عن بدء الحملة القومية الأولى لعام 2019،للتحصين ضد مرض الحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدع بدءاً من اليوم السبت 2 فبراير 2019،وناشدت منى محرز المربيين بضرورة قيامهم بإجراء التسجيل والترقيم والتحصين للمواشي،لما له من أهمية فى عملية استكمال البيانات للوقوف على العدد الحقيقي للحيوانات،ولتوفير الجرعات اللازمة من اللقاحات المطلوبة لعمليات التحصين،وكذلك منعاً من انتشار الأمراض حال وجودها،كما تحدثت نائب الوزير مع المربين عن أهمية التحصين والترقيم فى الحملة القادمة،والتى تقوم بها الدولة لحماية مواشيهم والحفاظ على استثمارتهم من الأمراض.












