الجيش في فنزويلا.. هل تسقط ورقة توت «مادورو» أم تحكم سيطرتها؟
الجمعة، 01 فبراير 2019 02:00 ص
تشهد الساحة الفنزويلية تطورات كبيرة، مذ أعلن رئيس البرلمان خوان جوايدو نفسه رئيسًا انتقاليًا لبلاده، وهو ما تلاه اعترافات دولية، مستمرة حتى أمس الأربعاء، أخرها دولة المغرب.
الأمر زاد توترًا بعد الاعتراف السريع من قبل الولايات الأمريكية، وإعلان موسكو دعمها لنيكولاس مادورو، وبعد ذلك فى مجلس الأمن عندما وقفت روسيا والصين أمام مشروع أمريكى لاستصدار بيان دولى للاعتراف بالسلطة الجديدة بكاراكاس.
وفي ظل تمسك الرئيس مادورو بسلطاته، انقسم الفنزويليون فى الميادين، ليؤيد قطاع منهم الرئيس الحالى، فى حين اتجه قطاع أخر لتأييد رئيس البرلمان، فى مشهد ربما ينذر بصراع أهلى لن يخلو بأى حال من الأحوال من تدخلات دولية، قد تعيد إلى الأذهان مآسى كبيرة، شهدتها دولا أخرى فى العديد من مناطق العالم، وعلى رأسها منطقة الشرق الأوسط.
يضع مراقبون الأمل على قوات الجيش الفنزويلي في حسم الصراع الدائر، فبين مطالبات بالانقلاب على مادورو، والحفاظ على استقرار البلاد، لكنه يتلاشى تباعا في ظل تأكيدات الجيش على اشرعية نيكولاس.
يضيف مراقبون أن الأمر قد يزداد سوءا، في ظل رفض الجيش دعوات واشنطن بالانقلاب على مادورو، وعلاقته المتزايدة بقادة الجيش، وهو ما تجلى في حضور مناورات عسكرية للجيش الفنزويلى فى قاعدة "إل ليبرتادور" الجوية، حيث فُسر ذلك بمثابة رسالة يبعث بها إلى خصومه فى الداخل والخارج، مفادها أنه يحظى بدعم المؤسسة العسكرية فى كاراكاس.
وبالرغم من إعلان الجيش تأييده للرئيس الحالى، دعا رئيس البرلمان مؤيديه إلى التظاهر والاحتشاد فى الشوارع والميادين، من أجل الضغط على الجيش لتغيير موقفه، وهو ما يحمل فى طياته بذور الفوضى، خاصة وأن مثل هذه الدعوة من شأنها أن تفتح الباب أمام تصاعد الصراع الراهن، ليصل ربما إلى درجة الحرب الأهلية، فى ظل وجود قطاع كبير من المواطنين الفنزويليين المؤيدين للرئيس الحالى.
وفي ظل تمتد الطموحات الأمريكية في فنزويلا، ليس بعيدا أن تكون خطة الضغط التظاهري مدعومة من واشنطن، ويعزز ذلك أبعاد أيديولوجية تعود إلى عقود طويلة من الصراع بين الأنظمة، في أمريكا اللاتينية، والتى اتخذت نهجا مناوئا للسياسة الأمريكية، فى حين كانت بمثابة داعما رئيسيا لخصومها، وعلى رأسهم فى الاتحاد السوفيتى فى الحرب الباردة.
ويتزايد الأمر خطورة، مع احتمالية تدشين قواعد عسكرية روسية فى كاراكاس، وهو ما يمثل تهديدا صارخا للأمن الأمريكى، خاصة مع اقتراب دخول القرار الأمريكى بالانسحاب من معاهد القوى النووية، والتى أبرمتها مع الاتحاد السوفيتى فى أواخر الثمانينات من القرن الماضى حيز النفاذ.