العاصمة الإدارية الجديدة.. حين تتحول الصحراء إلى أرض خضراء (صور)
الإثنين، 28 يناير 2019 11:00 ص
منذ اليوم الأول لإعلان تنفيذ عاصمة إدارية جديدة في مصر، تضم كافة الوزارات والهيئات الحكومية وتحمل في طياتها الأمل في حياة جديدة بعاصمة مصرية تُضاهي العواصم العالمية من حيث الشكل العام وإستخدام التكنولوجيا الحديثة، ويشارك في إنشائها عدد من الشركات الوطنية، ظن البعض أن هذا الحلم قد يتحقق بعد عشرات السنوات، خاصة بعد أن تم شرح ما سوف يتم عمله بها من حيث النهضة الإنشائية التي ستُمثل طَفرة في عالم المعمار في الشرق الأوسط،
وكان الإنتهاء من تحويل صحراء جرداء لا يوجد بها عُشب أو كلأ إلي مدينة عالمية في بضع أعوام عبارة حلم صعب تحقيقه في نظر البعض، وخيالات لا يمكن تحقيقها في نظر البعض الأخر، إلي أن تم البدء في تنفيذها بشكل تدريجي، فبعد أن تولت الشركات المسئولة عن تشيدها مقاليد العمل فيها، تمت الإنجازات تباعاً، بداية من السور الكبير المُحيط بها، إلا مسجد الفتاح العليم وكتدرائية ميلاد المسيح، باعتبارهما نماذج معمارية تدعو إلي الفخر، مروراً بالأحياء والمشروعات التي يتم الإنتهاء منها بشكل متتابع بها.
بعيداً عن التطور المعماري الكبير الذي تشهده العاصمة الإدارية الجديدة، فإن عاصمة المصريين المتطورة ستشهد مشروعات لم تشهدها مصر في وقت سابق، ولعل أهمها وأبرزها تنفيذ القطار المُكهرب الجديد خلال عامين فقط، وهو أحد المشروعات التي سعت الدولة لتنفيذه علي مدار سنوات طويلة، كما سيتم تشغيل مقرات ومباني 34 وزارة من الوزارات التي ستنتقل إلي هناك بالطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء، والهدف من ذلك هو العمل علي إنشاء أول مدينة ذكية يتم إنشائها في تاريخ مصر علي مساحة 170 ألف فدان، 15% منهم طرق.
أما المساحة الحضارية في العاصمة الجديدة، فستكون مساحتها حوالي 22 ألف فدان تقريباً، وستعمل وزارة البيئة علي وضع خطط للاعتماد علي الطاقة المتجددة في إنارة وتشغيل الأجهزة الكهربائية بهذا النوع من الطاقة، فمثلاً الحي الحكومي الذى تم الإنتهاء من أكثر من 56% من الأعمال الإنشائية به، من المقرر أن يولد طاقة تساوي 4 ميجاوات، وهو ما يُعادل نصف الكهرباء التي يتم الحصول عليها من السد العالي.
ويتم حالياً إنشاء مطار جديد بالعاصمة الإدارية الجديدة علي مساحة وصلت إلي 16 كيلو متر مربع، والذي من المقرر أن يتم فيه إنشاء أول برج للمراقبة يصل طوله إلى 50 متراً، وسيتم تخصيص منطقة لانتظار السيارات تسع لأكثر من 500 سيارة و20 أتوبيس، كما يضم المطار 48 مبني للأغراض الإدارية، كما تصل السعة التشغيلية للمطار إلي 300 راكب في الساعة.
ومن الناحية الثقافية، فقد اهتمت الحكومة بوجود ممثل راقي للحياة الثقافية في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث يتم العمل حالياً علي إنشاء دار جديد للأوبرا ومدينة ثقافية مساحتها 100 فدان وستكون الأكبر علي مستوي الشرق الأوسط، وتضم مركزا للإبداع الفنى ومتحف للفن الحديث، بجانب دار الأوبرا الجديدة، كما تضم دار الأوبرا 3 مسارح كبرى تسع لأكثر من 2500 شخص للمسرح الواحد، وسيتم افتتاحها بالتزامن مع نقل الوزارات في 2020.
ومن الناحية الروحانية والدينية، فتم إنشاء مسجد الفتاح العليم علي مساحة 2.5 فدان ويسع لاستقبال 17 ألف مصلي ويحيط به سور طوله 3600 متر، ويضم مهبطاً للطائرات ودارين مناسبات وبدروم يحتوي علي خدمات المسجد، بالإضافة إلي إنشاء كاتدرائية ميلاد المسيح لتُضاهي نماذج الكنائس الأثرية القديمة التي تم إنشائها منذ قرون.
وستشهد العاصمة الإدارية الجديدة إنشاء أطول برج فى العالم، والذي يبلغ طوله 1000 متر ويعد من أطول الأبراج حول العالم، ويضم البرج أماكن خاصة للتسوق، والسكن، والاستجمام، وسيكون البرج المصرى أطول من برج خليفة في دبى بفارق 172 مترا، إذ يبلغ طول برج خليفة 828 مترا فقط، ويسمى البرج المصرى بـ Oblisco CapitaleTower، وهو مصمم على شكل المسلات الفرعونية المصرية.