العاصمة الإدارية الجديدة، واحدة من أكبر المشروعات القومية التي تنفذها الحكومة المصرية لإحداث نقلة نوعية في نظم المعمار والبناء المصرية، وانتهت الشركات المنفذة للمشروع، والتي تعمل تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، من تنفيذ أعمال الأسوار والوحدات السكنية، وأهم المقرات التي من المقرر أن تصبح مؤسسات حكومية، وهو المشروع الذي تراهن الدولة عليه كأفضل المدن العصرية المتكاملة في العالم.
وشهدت تلك المدينة مطلع العام الجاري افتتاح صرحين عظيمين من صروح العبادة احتضنتهما العاصمة المرتقبة، وسط تظاهرة حب وفرح واحتفال بين كل المصريين، وهما مسجد «الفتاح العليم»، وكاتدرائية «ميلاد المسيح»، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات جديدة عليها أُعلن عنها الأيام القليلة الماضية، أبرزها مشروع النهر الأخضر، وجاردن سيتي، وآخرها مشروع متحف الآثار.
اللواء أحمد زكي عابدين، رئيس شركة العاصمة الإدارية الجديدة أكد بدأ التخطيط لإنشاء متحفا للآثار على مساحة كبيرة بالعاصمة في إطار تحويلها إلى عاصمة متكاملة المباني والإنشاءات والأركان، وتتضمن كافة المشروعات الخدمية والسياحية والاقتصادية والثقافية.
وقال «عابدين» في تصريحات له إنه من المقررأن يتم إنشاء متحف العاصمة الإدارية الجديدة بجوار الحى الحكومى، لافتا إلى أنه سيتم البدء فى الإنشاءات الخاصة بالمتحف بعد نقل مبانى الوزارات للعاصمة الإدارية.
بينما أشارت مصادر مطلعة إلى أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ستتولى عملية الإشراف على إنشاء وتنفيذ متحف العاصمة الإدارية الجديدة، كما سيتم تشكيل لجنة للإشراف على إنشاء المتحف، وستكون اللجنة من داخل وزارة الآثار، وكبار العلماء، ووزراء آثار سابقين، بحيث تتولى اللجنة عملية اختيار شكل المتحف واختيار الآثار المقرر نقلها له.
وكان وزير الآثار، الدكتور خالد العنانى، قد أكد فى تصريحات سابقة أنه جارى العمل على إعداد متحف عن التسامح الدينى، وكيف استطاع الدين الإسلامى العظيم والحضارة المصرية بشخصيتها المتقبلة للآخر احتواء واحترام والتبادل والتعايش مع الأديان والحضارات المختلفة بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث يضم المتحف قطعا أثرية فرعونية وإسلامية وقبطية وجزءا من الآثار اليهودية نسبة لعدد الآثار الموجودة.
وأوضح الدكتور خالد العنانى أن هدف المتحف هو أن يرى العالم كيف استطاعت الحضارة المصرية هضم واحترام جميع الديانات والحضارات التى مرت على مصر، وهذا ما سنشاهده أيضا داخل متحف الحضارة الذى يضم جميع الحضارات المختلفة، مؤكدا أن إنشاء متحف داخل العاصمة الإدارية أمر إيجابى، الهدف منه إرسال رسالة إلى العالم بأن الدين الإسلامى حاضن لجميع الديانات، والصورة التى تبعثها داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية عن الإسلام غير صحيحة.
من ناحية أخرى، قال اللواء أحمد زكى عابدين: إنه جارى تنفيذ مدينة ذكية بالعاصمة الإدارية، التى ستخصص لوزارة الداخلية والدفاع المدنى، لافتا إلى أنه من خلال تلك المدينة ستستطيع الوزارة مراقبة كل شىء يحدث فى العاصمة، سواء مخالفات مرور أو حوادث أو حرائق، عن طريق كاميرات المراقبة بالعاصمة كلها التى ستكون متصلة بتلك المدينة الذكية.
وأضاف عابدين، أنه سيمكن من خلال تلك المدينة أيضا إدارة شبكات البنية التحتية، فمثلا عند حدوث مشكلة فى المياه بمنطقة ما، سيتم تحديدها والتوجه لحلها على الفور، موضحا أن كل هذا يدار بمنظومة تكنولوجية قام بتنفيذها إدارة النظم والمعلومات بالقوات المسلحة ووزارة الاتصالات.
وأشار رئيس شركة العاصمة الإدارية الجديدة إلى وجود حى مخصص للسفارات بالعاصمة، على مساحة ألف فدان، يباع سعر المتر به للسفارة الراغبة بـ400 دولار، لافتا إلى أنه حتى الآن أبدت نحو 60 سفارة رغبتها فى شراء أراضٍ بـ«حى السفارات» بالعاصمة الإدارية، كما أشار اللواء ذكى عابدين إلى إمكانية أى سفارة شراء ما تريده من مساحة حتى 20 فدانا.
