على وهن.. أوروبا تخطب ود أمريكا وتسترضي إيران
الأحد، 27 يناير 2019 06:00 م
رغم تحركات أوروبية لتقويض الإرهاب الإيراني في المنطقة إلا أن الدول الأوروبية تتعامل على استحياء مع إيران، فهي تريد الحفاظ على مصالحها التجارية.
وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لو دريان، الذي اتهم طهران بزعزعة الاستقرار، وهدد بفرض بلاده لعقوبات عليها، حال لم تنصاع وتوقف وتيرة تطوير برنامجها الصاروخى الباليستى، تنظر بلاده بشغف نحو مصالحها التجارية، وتضع عينها على الأسواق الإيرانية التى ترى فيها فرصة استثمارية واعدة تحول بينهما العقوبات الأمريكية.
فبين معاقبة طهران على سلوكها والمحافظة على العلاقات التجارية، ومساندتها فى تخطى العقوبات الأمريكية عبر تدشين آلية مالية أوروبية Spv، باتت الإعلان عن الانتهاء منها قاب قوس أو أدنى.
وبين هذا وذاك لا تعبأ طهران بالعقوبات الأمريكية الجديدة التى فرضت الخميس الماضى على أربعة كيانات وطائرتين وشركة طيران "ماهان إير"، أو بالتهديد بفرض المزيد، فمازالت تعول على حيل الالتفاف عليها، وتنتظر بفارغ الصبر خروج هذه الآلية إلى النور يوم الاثنين المقبل، لتضمن استئناف حركة بيع النفط والمحافظة على عائداتها النفطية، وتقوض فرص تقديم طهران تنازلات للولايات المتحدة.
الصحف الإيرانية، الصادرة، السبت، تحدث عن احتمال تدشين الآلية الجديدة، الاثنين. تقول صحيفة "افتاب يزد" الإصلاحية، إن المفوضية الأوروبية تعتزم تدشين القناة المالية، كى تتمكن من إبعاد العقوبات الأمريكية عن شركاتها التى ستتعاون مع طهرا.
وتتولى ألمانيا مسئولية الآلية، وفقا لوكالة مهر الإيرانية، التى أشارت إلى التوصل لاتفاق بين فرنسا وبريطانيا وألمانيا حول آلية مالية خاصة تتيح لهم استئناف العلاقات التجارية مع إيران. ونقلت الوكالة عن مجلة ديرشبيجل الألمانية، أنه يتم عقد اجتماع نهائى بين الدول الأوروبية الثلاثة فرنسا وألمانيا وبريطانيا فى بروكسل غدا الاثنين.
وترى هذه البلدان إن التخلى عن الاتفاق لا يبدد المخاوف الأمنية الأمريكية، بل ويهدد الاستقرار فى الشرق الأوسط. وتنفى إيران اتهامها بالسعى لامتلاك أسلحة نووية.
وفى الوقت الذى تعمل فيه باريس على الآلية، هدد لودريان بفرض عقوبات يمكن أن ينظر إليها محاولة لاسترضاء الرئيس دونالد ترامب، الذى انسحبت من الاتفاق النووى فى مايو 2018، وأعاد فرض العقوبات على إيران ويعارض هذه الخطوة، وحاولت الأشهر الماضية إثناء الأوروبيين عنها وإلقاء الضوء على برنامجها الصاروخى الذى تراه يهدد استقرار المنطقة ولاسيما حلفاءها .
وقال لودريان: "لدينا مطلبان أن تتخلى إيران عن إنتاج الصواريخ خصوصا تسليمها إلى بعض الفصائل المسلحة فى الشرق الأوسط، وأيضا إلى الحوثيين" فى اليمن. وأكد أن باريس ستكون "حازمة جدا" خصوصا حول "إرسال أسلحة من إيران إلى الجناح المسلح لحزب الله" الشيعى فى لبنان.