حدود ملتهبة وعلاقات متوترة.. العراق عدو جديد لأردوغان
الأحد، 27 يناير 2019 08:00 م
أثارت التحركات التركية في العراق، والتي أدت إلى مقتل شخص وإصابة آخرين بإطلاق جنود أتراك الرصاص على محتجين اقتحموا معسكرًا للجيش التركي ردود أفعال عراقية رافضة ومستهجنة للضربات التركية، قرب دهوك في إقليم كردستان العراق.
وأصدرت وزارة الخارجية العراقية بيانًا، أكدت فيه عزمها اتخاذ إجراءات دبلوماسية، ردا على الضربات التركية، معبرة عن إدانتها الواسعة لما قامت به القوات التركية من فتح نيران أسلحتها على مواطنين عراقيين في ناحية شيلاديزي، ومجمع سبريي ضمن قضاء العمادية، محافظة دهوك.
وأدى الرصاص التركي لسقوط ضحية وعدد من الجرحى، أعقبها قيام الطيران العسكريِ التركيِ بالتحليق على ارتفاعات منخفضة؛ مما تسبب بالذعر بين المواطنين، وقال البيان العراقي: «إننا إذ نعبِر عن أسفنا للضحايا والخسائر، فإن وزارة الخارجية ستقوم باستدعاء السفير التركيِ لدى بغداد، وتسلـمه مذكرة احتجاج حول الحادث والمطالبة بعدم تكراره».
واقتحم عشرات العراقيين السبت، القاعدة التركية في محافظة دهوك الحدودية مع تركيا، احتجاجا على قتل القوات التركية أربعة مدنيين خلال غارة جوية مؤخرا، بالإضافة إلى مناهضة الغارات التركية التي تقوم بها قوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بانتظام قرب الحدود ضد حزب العمال الكردستاني الذي يملك قواعد في شمال العراق، ويخوض تمردا منذ عقود في تركيا.
ولفتت الخارجية العراقية في بيانها إلى السيادة العراقية وأمن مواطنيها التي تقع في المقام الأوَل ضمن مسؤوليات الحكومة، مؤكدة إدانتها الثابتة لأي تجاوز على أمن العراق وسيادته أو استخدام أراضيه للاعتداء على أمن وسلامة أي من دول الجوار، فيما دانت حكومة كردستان العراق في أربيل بشمال البلاد اقتحام المعسكر، متهمة "مخربين" بالتحريض على الواقعة في إشارة مستترة لحزب العمال الكردستاني، وهو منافس للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يهيمن على حكومة أربيل وتربطه علاقات عمل مع تركيا.
وجاءت هذه الضربات التركي في أعقاب إعلان أمريكا المفاجئ الشهر الماضي عن سحب قواتها من سوريا المجاورة، الأمر الذي أثار مخاوف الاتراك ودفعهم إلى التحرك ضد القوى الكردية، التي تدعمها واشنطن وتصفها أنقرة بأنها إرهابية، لكن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هدد تركيا بدمار اقتصادي إذا هاجمت وحدات حماية الشعب الكردية.