«إليسا» أشهر نموذج للشفاء من المرض.. وداعا للسرطان واستئصال الثدي

ويعد «سرطان الثدى» من أكثر الأورام السرطانية انتشارا فى مصر بين السيدات، حيث تصل نسبة الإصابة به لـ34 %، بينما ينتشر «سرطان الرئة» فى الرجال بنسبة 35 %، فيما يعد أخطر أنواع السرطانات والإصابة به تؤدى للموت هو «سرطان البنكرياس».

 

وتتجه أنظار العالم الآن إلى العلاج المناعى أو الهرمونى الذى تم اكتشافه مؤخرا بديلا عن العلاج الكيميائى لمرضى السرطان، بعد دراسة المواد التى يفرزها الورم، وقد تم إنتاج أدوية مضادة لذلك.

 

وأكدت الدكتورة رباب جعفر، أستاذ علاج الأورام بكلية طب جامعة القاهرة، فى تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، أنه قبل تلقى علاج الورم السرطانى لا بد من معرفة نوع خلاياه، ومن ثم عمل تقسيمة بيولوجية لأنه عن طريقها نستخرج مستقبلات هرمونية تستجيب للعلاج دون وجود مستقبلات أخرى شرسة فى الجسم، موضحة أن العلاج الهرمونى أو المناعى يتم إعطاؤه لمدة عام كامل سواء تم استخدامه قبل استئصال الورم أو بعده، وبالنسبة لأورام الثدى لدى النساء يتم استئصال الورم فقط، وليس الثدى بعد إعطاء علاج هرمونى يصغر حجم الورم، وتتم إزالته بجراحة بسيطة تحت الإبط لا تشعر بها المرأة، مؤكدة أنه بهذا العلاج الهرمونى المناعى، نقول «وداعا لاستئصال الثدى».

 

من جانبه قال الدكتور هشام الغزالى، أستاذ علاج الأورام ومدير مركز أبحاث كلية الطب بجامعة عين شمس، فى تصريح لـ«صوت الأمة»، إنه توجد أنواع مختلفة من أورام الثدى يتم علاجها بطرق مختلفة، وأن 70 % من المصابات بسرطان الثدى لديهن استجابة للعلاج الهرمونى أو المناعى بديلا عن العلاج الكيميائى دون آثار جانبية، مضيفا أن نسبة الـ 30 % الباقية من النساء لديهن طفرات جينية «هير2»، ويتم استخدام علاج موجه لهن بأنواع جديدة من العلاجات الهرمونية ويؤدى لنسب شفاء عالية من سرطان الثدى.

 

وأضاف «الغزالى»: كنا نستأصل جميع الغدد الليمفاوية من تحت إبط المريضة، مما يؤدى لتورم فى ذراع المريضة لكن مع العلاجات البديلة لا يحدث ذلك، مشددا على ضرورة معرفة الطفرات الجينية للمرأة لمعرفة معامل الخطورة، ولمعرفة الأمثل لشفاء المصابة بالمرض، ففى بعض الحالات قد نستخدم العلاج الهرمونى بجانب العلاج الكيميائى بنسب معينة حسب حالتها، وكلما استخدمنا العلاج قبل الجراحة تكون احتمالات الجراحة ضعيفة.

 

وأوضح الغزالى، أن العالم اتحد ليكون هناك شعار «عالم واحد ضد السرطان» ليجتمع نحو 3500 طبيب من كل دول العالم و90 عالما أجنبيا، لإقامة مؤتمر داخل مصر ليعلنون العلاجات الحديثة للأورام بأقل آثار جانبية، ولا يوجد ألم أثناء استخدام العلاجات الحديثة، والوصول لنسب شفاء تصل إلى 95 %، ونستخدم العلاج الهرمونى فقط مع السيدات كبيرة السن لتصغير حجم الورم، مضيفا أن المريضات اللاتى يتناولن أدوية مثبطة للمناعة مثل مريضات الروماتويد لا نوصى باستخدام العلاج المناعى لهن.

 

وينصح الغزالى، المصريين، بأن الوقاية خير من العلاج وألا يكون هناك خوف بعد الآن من الأورام السرطانية، وأن احتماليات الشفاء من السرطان عالية جدا عند الاكتشاف المبكر، وضرورة رفع الروح المعنوية دائما للانتصار على هذا المرض. وشدد على ضرورة الاهتمام بالتغذية والرياضة، ومراعاة الاعتدال فى كل شىء بالنسبة للغذاء، واستخدام التكنولوجيا، والعودة لكل ما هو طبيعى بجعل كمية السكر والملح فى الطعام معتدلة بجانب الاعتدال فى استخدام التكنولوجيا والطاقة وأجهزة المحمول، مع الابتعاد عن المشروبات الغازية والسجائر للوقاية من خطر السرطان، موضحا أن هناك الكثير من النساء تم شفاؤهن من المرض، وأشهرهن الفنانة «إليسا»، ويجب الاقتداء بتجربتهن.

 

أما الدكتور عماد حمادة، أستاذ علاج الأورام بكلية طب قصر العينى بجامعة القاهرة، فأوضح أن سرطان الرئة والكبد أكثر انتشارا فى الرجال من النساء، وأورام الكبد من أكثر الأورام انتشارا فى العالم، مشيرا إلى أن العلاج المناعى يمثل أملا جديدا لمرضى السرطان بصفة عامة، ويستغرق العلاج المناعى مدة سنتين لشفاء المريض، موضحا أن بعض الأبحاث أكدت أنه يمكن أن يصل لمدة عام حسب استجابة المريض، ويعالج أنواعًا عديدة من الأورام السرطانية ومنها سرطان الرئة وسرطان المثانة والرأس.

 

وأضاف حمادة، أن الكشف المبكر للمرض يسرع بالشفاء، مع ضرورة الكشف المستمر والدورى لسرطان الثدى خاصة للسيدات اللاتى تزيد أعمارهن على 40 عاما، أو 25 عاما ممن لديهن تاريخ وراثى للمرض فى العائلة، خاصة أن هناك خلايا لا يدمرها الجسم لأنها تنقسم كثيرا وتسبب الورم، وهذه هى بداية المعرفة للعلاج، مؤكدا ضرورة أنه تدعم الدولة العلاج المناعى والهرمونى، لغلاء ثمنه، حيث إنه سيختلف الموقف تماما بالنسبة لمرضى السرطان وعلاجهم.