الإخوان دعموا الخميني قبل 40 عاما.. علاقة الإرهابية بدولة الملالي قائمة
السبت، 26 يناير 2019 09:00 م
قديما ومنذ تأسيس جماعة الإخوان الإرهابية، وضع قاداتها يدهم في كل من يضر بالأمن القومي العربي، حتى وإن اختلفوا معهم في المذهب، وكان أبرز مثال على ذلك دعم الثورة الإيرانية.
ومع اقتراب الذكرى الأربعين لقيام الثورة الإسلامية فى إيران التى أنهت حكم الشاه، وبدأ معها حكم الملالى، رصد تقرير أمريكى صادر عن معهد بروكينجز الأمريكى، علاقة جماعة الإخوان الإرهابية السنية، بالثورة الإيرانية، يقول: إنه فى مئات من المقابلات عبر السنين مع أعضاء ومسئولى الإخوان فى المنطقة، لم نسمعهم أبدا يذكرون إيران كنموذج يتبع.
بحسب التقرير يتبنى الإخوان، وثورة الخمينى، ديمقراطية زائفة من أجل الوصول إلى السلطة، حيث حاولت العديد من الجماعات السنة تكرار التجربة الإيرانية، ولكن من خلال التسلل إلى كرسى الحكم عبر الانتخابات بشعارات ديمقراطية ، ثبت لاحقاً مدى زيفها. يشير التقرير إلى أنه رغم تشدد آية الله روح الله الخمينى ورجال الدين الشيعة الآخرين، إلا أنهم سعوا لتجنب تنفير السنة، والأكثر أهمية أنهم كإسلاميين رأوا جماعات مثل الإخوان كحلفاء محتملين يمكن التقرب إليهم.
وتابع: رغم أهمية الانقسام الشيعى السنى، إلا أن الخلافات الطائفية لم تكن حادة مثلما أصبحت اليوم. وكانت الثورة الإسلامية جزء من إحياء دينى أوسع غير طائفى عبر المنطقة، وبمشاركتهم الإيرانيين إيديولوجيتهم التى تقوم على مركزية دور الإسلام فى السياسى كان لها الأسبقية على الطائفة أو هكذا بدت. بمعنى آخر، كان لدى الإسلاميين السنة الكثير من الأمور المشتركة مع الإسلاميين الشيعة أكثر مما يجمعهم مع العلمانيين السنة.
ووضع التقرير مفارقة عجيبة، حيث ذكر راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية، قائلا كان الغنوشي الأكثر تقدمية بين القادة الإسلاميين اليوم، كان فى البداية أكثر من تعاطف مع أهداف الثورة الإسلامية فى إيران، وخلال فترة دراسته فى باريس شارك فى اتحاد الطلاب المسلمين الذى كان يترأسه طالب إيرانى قدمه لأعمال مهدى بازركان، المعارض الذى أصبح فيما بعد أول رئيس الوزراء فى إيران فيما بعد الثورة.
وتابع التقرير، أن تحولا مهما حدث فى الثمانينيات بين الحركات الإسلامية، فمع انتشار الإحياء الدينى فى المنطقة، قرر الإسلاميون الاستفادة من تنامى شعبيتهم فى المنطقة بالمشاركة فى الانتخابات مثلما حدث فى مصر عام 1987. ومع تصاعد دعوات الإسلاميين للديمقراطية التدريجية عبر الانتخابات، والتى تين لاحقا زيفها، أصبح نموذج إيران من السلطوية والتغيير الثورى غير ملائم.
وأدت التطورات السياسية فيما بعد إلى تعزيز الفجوة بين الجماعات السنية والشيعة، منها تعزيز إيران لتحالفها مع نظام الأسد فى سوريا الذى شن حملة ضد الجماعات الإرهابية التى تتحدث باسم الدين الإسلامى.
وخلص التقرير فى النهاية إلى، أنه وبعد 40 عاما من بدء الثورة الإيرانية وعلى مدار هذه الفترة، كانت الاتجاهات إزاء التجربة الإيرانية فى الحكم الإسلامى ممتدة ومختلفة، وعلى الرغم من انتقاداتهم لإيران، فإن الجماعات الإسلامية لا تزال مرتبطة بشكل واسع بالصورة الإسلامية ومتهمة بإخفاء نوايا سرية للسير على درب إيران. وبعد 4 عقود من الثورة، لا يزال الإسلاميون مقيدون بإرث لا يستطيعون تغييره على ما يبدو.