أردوغان يغرق بوحل سوريا ويترك تركيا في مهب الريح
السبت، 26 يناير 2019 10:00 ص
غضب عارم داخل الأوساط التركية بعيدا عن حلم الرئيس التركي رجب أردوغان في شمال سوريا، أسئلة تتردد بقوة بشأن ما أهمية الحرب في سوريا والشعب يغرق في الجوع داخليا بسبب سوء مستوى المعيشة.
السفير الأمريكي السابق لدى أنقرة روبرت بيرسون توقع بأن يكون 2019 عاما تعيسا على الأتراك، على خلفية زيادة أثر جرح الاقتصاد التركي بورطة أردوغان في سوريا، بعد فشل مخططاته لاحتلال الشمال السوري بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وانكشاف سياسته المتداعية للقرص على الحبال بين ذئب البيت الأبيض والدب الروسي.
قال بيرسون إن أردوغان لعب على ورقة احتلال شمال سوريا وإبادة الكرد قبل انتخابات البلدية نهاية مارس المقبل، لضمان الفوز لحزبه العدالة والتنمية الذي يعاني من انهيار شعبيته.
بيرسون أكد في مقاله المنشور بمعهد الشرق الأوسط أن إردوغان يفتقر إلى الموارد اللازمة لتحقيق أطماعه الاستعمارية في المنطقة، ما دفعه لتوطيد علاقاته بدول أوروبا والولايات المتحدة، فيما يواصل التودد لروسيا، مما صعب المهمة أكثر أمام أطماعه.
هدية ملغومة
الخلافات بين واشنطن وأنقرة أطلت من جديد على خلفية إعلان الأولى إنشاء قوة كردية للدفاع الذاتي في سورية، وبينما تعتبر واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية حليفا في الحرب ضد داعش، تعتبرها أنقرة قوات "إرهابية" تتبع حزب العمال الكردستاني.
الدعم الأمريكي لأكراد سورية يشكل كابوسا لإردوغان، ورغم محاولاته العديدة لتقديم نفسه كحليف قوي لواشنطن في سورية، إلا أنه فشل في الحصول على رضا إدارة الرئيس دونالد ترامب الذي اختار التحالف مع الوحدات الكردية.
بدأ الدعم الأمريكي للوحدات الكردية محدودا، لكنه سرعان ما توسع ليشمل إمدادهم بآلاف الشاحنات والطائرات المحملة بالأسلحة المتطورة والذخائر، ما مكنهم من السيطرة على مساحات شاسعة من الحدود السورية مع تركيا.
أنقرة اعتبرت إمداد الوحدات الكردية بالسلاح وما أعقبه من سيطرتها على الحدود مع تركيا "تهديدا على الأمن القومي"، وتخشى أنقرة من اتجاه الكرد إلى إقامة كيان انفصالي قرب حدودها، فيما يتمركز أكراد تركيا في الجنوب والجنوب الشرقي من البلاد.
في ديسمبر الماضي، قرر ترامب انسحاب قواته البالغة ألفي جندي من سورية، وانفرجت أسارير إردوغان الذي رأى في الانسحاب فرصة ذهبية للانفراد بالشمال السوري وملاحقة الأكراد، لكن هدية ترامب سرعان ما انفجرت في وجهه.
واشنطن ربطت الانسحاب من سورية بتقديم ضمانات تركية لحماية قوات حماية الشعب الكردية حليفتها في الحرب ضد داعش، ولوح ترامب بتدمير اقتصاد تركيا إذا هاجمت القوات الكردية أو تقاعست عن إنشاء المنطقة الآمنة في شمال سورية.
أذعن أردوغان لتهديدات واشنطن، وكلف شركة الإسكان التركية "توكي" بأعمال إنشاءات المنطقة الآمنة، حسب وكالة أنباء "الأناضول"، وتمتد بعرض 32 كم وبعمق 30 كم داخل سورية، وتشمل ريف منبج وصولا إلى الحدود السورية العراقية.
تفصل المنطقة الآمنة بين الأكراد والأتراك، وستكون بمثابة منطقة حكم ذاتي في سورية، وإذا وقع تهديد تركي سيتم ملء المنطقة بقوات إيرانية وروسية للحيلولة بين الجانبين، ما يؤكد أن هدية ترامب ذهبت إلى موسكو ودمشق وطهران.